20 / 09 / 2006, 30 : 07 PM
|
|
مؤسس الموقع
|
المنتدى :
اقلام صحفية 2005-2010 |
تاريخ التسجيل |
العضوية |
الدولة |
المشاركات |
بمعدل |
المواضيع |
الردود |
معدل التقييم |
نقاط التقييم |
قوة التقييم |
14 / 03 / 2005 |
1 |
المكتبة |
7,615 |
1.06 يوميا |
|
|
392 |
10 |
|
|
|
|
اين قضيت الاجازة ((. عثمان بن صالح العامر))
السؤال المحرج وإجابات المجاملة
أذكر منذ كنت طالباً على مقاعد الدراسة وعلى وجه الخصوص حين صرت ضمن طلاب المرحلة المتوسطة أن بعض معلمينا غفر الله لحيهم ورحم ميتهم وجزاهم عنا جميعاً خير الجزاء، كان السؤال الذي يطرحونه علينا في أول أيام الدراسة.. أين قضيت إجازتك؟ والذي أعلمه جيداً أن هذا السؤال ما زال يطرق أسماع أولادنا حين يستقر بهم المقام على مقاعدهم الخشبية الصغيرة من قبل بعض المعلمين والمعلمات الذين لم يكن لديهم الاستعداد الصحيح لبدء عام دراسي جديد، ولا يملكون من الثقافة ما يجعلهم قادرين لاستغلال زمن الحصص الأولى - قبل أن يتم توزيع الكتب المدرسية على الطلاب ويبدأ الجميع بشرح ما هو في المنهج الدراسي - أن يستغلوها بالمفيد تربوياً وعلمياً ووطنياً وفي دائرة المفهوم والمعقول للمستمعين الصغار دون شطط يمنة أو يسرة، وربما كان هذا السؤال (أين قضيت الإجازة؟) هو السؤال الذي يوجهه الطلاب والطالبات لبعضهم البعض صبيحة أول أيام عامهم الدراسي الجديد.. وهو في نظري سؤال محرج للبعض وليس من الملائم طرحه من قبل المعلمة والمعلم إذ أن ذلك يضفي عليه الشرعية وربما وضع البعض من صغارنا في مواقف صعبة اضطرتهم للادعاء الكاذب مجاملةً وتباهياً أمام زملائهم في الفصل.. نعم قد تجد الطالبة على سبيل المثال نفسها محرجة من كونها لم تسافر صيف هذا العام أو أنها ذهبت إلى أعمامها وربما أخوالها في قرية ما أو حتى محافظة أو مدينة صغيرة من مدن المملكة وبقية زميلاتها قلن إجابة على هذا السؤال إنهن سافرن خارج المملكة يميناً أو يساراً سواء أكان ذلك صحيحاً أم مجرد محاولة للتجمل والتباهي أمام الطالبات.. لقد سافرت من أول أيام الإجازة مع والدي ووالدتي وبقية إخوتي إلى سويسرا.. ماليزيا.. مصر.. كنا في بيروت عندما هاجم الجيش الإسرائيلي لبنان وتوجهنا عن طريق البر في ثلاثة أيام من أيام الحرب إلى سوريا وبقينا هناك بقية أيام الإجازة.. لقد كانت أبها رائعة هذا الصيف بجوها وبرامجها الصيفية المتنوعة.. وتقاطعها من الصفوف الخلفية في الفصل طالبة أخرى.. لا كانت جدة أجمل وصدق من قال (جدة غير) لقد مر الشهر وكأنه يوم.. وفي لحظة صمت مطبق تلتفت المعلمة إلى إحدى الطالبات في زاوية الفصل الشمالية، وأنتِ يا.. وتشير بيدها إليها، أين قضيتِ أيام الإجازة؟ تتردد الطالبة في الإجابة.. تحاول المعلمة أن تجتذب الكلام من بين شفتيها عنوة، وهذه الصغيرة تبذل قصارى جهدها علها أن تهرب عن ناظري المعلمة، ومع طول التوقف انتظاراً للإجابة، تعلنها بخجل.. لم نستطع السفر لأن أبي رفض ذلك، وربما قالت ما هو أكثر من هذا، ولكم أن تكملوا القراءة المتصورة لمثل هذا الموقف المحرج أمام زميلاتها، المهم في الأمر.. ماذا ستكون النظرة لهذا الأب الذي رفض السفر بأبنائه الذكور والإناث في إجازتهم الصيفية، والذي هو في نظر الكثير منا حق من حقوق الأسرة الواجبة على عاتق الأب!! قد يقول أحدكم أنني مبالغ في هذا الطرح ومغرق في المثالية التربوية وليس صحيحاً أن الأمر إلى هذه الدرجة من الحساسية، ولن يكون لمثل هذه المواقف العرضية تأثير على نفسية الطالبة أو الطالب، وحتى أقرب الصورة أورد ما حكاه لي أحد الزملاء عن بنته التي ما زالت صغيرة حسب روايته.. يقول صاحبي أجبرناها على النوم مبكرة فرفضت وبعد إلحاح من قبل أمها توجهت لغرفتها بعد أن تأكدت بصيغة الجزم أننا إذا اتصلت زميلتها فلا نقول لها أنها ذهبت لتنام لأنها كما تقول لا أريد أن تقول عني هي وبقية الفصل أنني ممن ينام مبكراً فهذا خلاف ما هو متعارف عليه بين الطالبات، وعلى ذلك قس فالمواقف كثيرة والكل يحاول أن يتجمل كبيراً كان أم صغيراً وإن لم ينوِ الكذب والسبب نحن في نهجنا التربوي، وللجميع أقول كل عام دراسي وأنتم بخير وصحة وتوفيق وسداد، والله يحفظ الجميع ويهديهم سبل الرشاد.
توقيع : SALMAN |
إذا خسرناك عضو فلا تجعلنا نخسرك زائر
الإرادة بركان لا تنبت على فوهته أعشاب التردد
حيــــــــــــــــــــــــــــــاكم الله في حسابي على تويتر :
SALMANR2012@ |
|