من المؤكد أن قراءة القرآن في رمضان هي من أحب الأعمال الى الله سبحانه وتعالى والتعوذ على قراءة القرآن تحتاج إلى تدريب عملي فى شعبان استعداداً لرمضان. و كان الصحابة على عهد رسول الله صلى الله وعليه وسلم يواظبون على قراءة القرآن والاستعداد للاجتهاد فى قراءته فى رمضان ويقول أنس بن مالك صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان المسلمون إذا دخل شعبان انكبوا على المصاحف فقرءوها وأخرجوا زكاة أموالهم تقوية للضعيف والمسكين على صيام رمضان. وقال أحد السلف ( شعبان شهر القراء ) وشهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن فالذى تعود على المحافظة على ورده القرآنى قبل رمضان سيحافظ عليه فى رمضان. فقراءة القرآن فى شعبان هى جلاء للقلب من صدأ الشهور الماضية حتى يستنير ويصبح محلاً طيباً لتأثير القرآن بالهدى والتقوى والنور فى رمضان وانشرحت لاستقبال ما تفيض به الآيات من أبعاد نفسية وفكرية واجتماعية وفنية: "ومن يؤمن بالله يهدى قلبه والله بكل شيء عليم" (التغابن 11). ويقول العلامة ابن كثير: "انه تعالى كما يحي الأرض بعد موتها، كذلك يحي القلوب بالإيمان، ويلينها بعد قسوتها من الذنوب والمعاصي". ومن يصاحب القرآن صحبة واعية متأملة متدبرة لا يمكن ان يكون جهولا ولا ظلوما ولا متكبرا ولا مخادعا ولا مبتذلا ولا كذابا ولا متملقا ولا بليدا فى حسه وفى علاقاته مع الآخرين. ولا ننسى ان رمضان فرصة الإنسان المؤمن ليخلو الى نفسه، وليقوم بمراجعة سنوية شاملة لكل اعماله ونشاطاته وافكاره، ومراجعة النفس من علامات التوفيق والصلاح وهذه المراجعة حالة خاصة، كل إنسان يمارسها بطريقة وأسلوب خاص وطبقا لمرجعية خاصة، لكن تلاوة القرآن وتدبر القرآن تفرض أسلوبها القرآني الذى يتمثل فى حكمه وقصصه الجميل... وفى الحديث: "القلوب أوعية، وبعضها أوعى من بعض، فإذا سألتم الله ايها الناس فاسألوه وانتم موقنون بالإجابة، فانه لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل". يمر علينا رمضان تلو رمضان وربما ختمنا القرآن كثيراً وربما كان همُ أحدنا متى يصل إلى نهاية السورة ومتى يصل نهاية القرآن . ولا شك أن في ذلك أجراً عظيماً ، فقد كان السلف يكثرون من ختم القرآن في رمضان . ولكن لماذا لا نضع خطة خلال هذا الشهر أن نقرأ القرآن بتدبر ونقف مع آياته بالرجوع إلى كتب التفسير وتقييد الخواطر والفوائد منها . كان ابن تيمية رحمه الله يقول: "ربما طالعت على الآية الواحدة نحو مائة تفسير ! ثم أسأل الله الفهم وأقول يا مُعلم آدم علمني". فاحرص على أن تحافظ على قراءة القرآن يومياً في رمضان وفي غير رمضان فهذا الكتاب الكريم هو معجزة نبينا الكريم الباقية حتى قيام الساعة.