ذات ليلة أمسكت بقلمي وهمت بان أمارس عشقي في الركض على المساحات البيضاء
بين صفحاتي , فسمعت انيناً يصدر من مكان ليس ببعيد وصوتاً ليس بغريب على مسمعي
لكن الغريب هو الانين الذي أسمعه لاول مرة . تفقدت حولي فلم أر من الذي يئن
وقد ارتفع صوت الأنين . سقطت دمعة دافئة على سطوري . ابتلت السطور فاختلطت
الدمعة بحبر الكلمات ازداد الأنين فإذا بي أرى قلمي وهو ينزف كلمات أقرؤها لأول مرة
لكنها أحدثت في داخلي براكين من العذاب , وهيجت في وجداني رفات إنسانة قد دفنها منذ عصور
كاني أعيش اللحظة في يوم الفراق , فسألت قلمي وأنا أبتلع مرارة لم أتعودها
لم يا قلمي تعيد ما فات من الذكريات ؟
فلم أجد إجابة سوى المزيد من النزف
عرفت حينها وأيقنت بأنك صفحة تأبى أن تنطوي بين الصفحات عاودت التساؤل
فقال: إن الحبر الذي أنزفه هو من رحيق رائحته وعبق من نفسه وبقايا من سحره
الفاتن , فكيف لهذا الحبر أن يكتب الفرح في زمن الرحيل وأن يرسم الابتسامة في وقت
الحزن ... فلم أجد إلا أن اكفكف دمع قلمي بالمزيد من الصفحات البيضاء