** هذه الحكمة قسها وفصّلها على حياتك وكل شئونك اليومية وستجد أن حياتك خلال سنوات قلائل، بل ربما شهور قد تغيَّرت واختلفت..
وأن الأحلام العظيمة والصعبة المنال قد استحالت إلى شيء هيّن جداً.. بلغته بمداومتك ودأبك!
** الخبراء في العالم كيف أصبحوا خبراء..
والأدباء والكُتَّاب والروائيون والعلماء في معاملهم..
هل تعتقد أنهم لا يعيشون حياتهم مثل باقي الناس..
هل تظن أنهم لا يأكلون ولا يشربون ولا يتنزهون.. ولا يجلسون مع أبنائهم ولا يسترخون في المساء ويتناولون القهوة مع رفقاء حياتهم؟!
أبداً.. إن هذا كله يحدث معهم.. بل إنه يحدث بمتعة تفوق كثيراً ما يشعر به الناس الآخرون.. لأن هؤلاء يتذوقون كل شيء في وقته..
فلا يسترخون إلا حين يقضون وقتاً طويلاً في العمل ولا يتنزهون إلا بعد أن يكونوا أنجزوا شيئاً من خططهم في أيامهم..
ولا يجلسون مع أبنائهم لأنهم مرغمون على ذلك بل لأنهم يرغبون في هذا الأمر ويشعرون بأهمية حديثهم معهم ويستثمرون الوقت جيداً في تعليمهم واللعب معهم وربط حياتهم بهم..
** العمل القليل الدائم والدؤوب والمنتظم هو الذي يؤدي إلى بلوغ الهدف وحدوث ما لم يتوقعه الإنسان أو أنه كان يراه أمراً عظيماً..
الخطوة الأولى هي المفتاح..
والنظر إلى الوراء كثيراً أو إلى المستقبل البعيد يعطّل عادة مشاريع كثيرة يراها المرء عظيمة وصعبة ويستغرب كيف يؤديها الآخرون..
لكنه حين يتأمَّل في الحاضر فقط ويحدّق فيه طويلاً ويستثمر لحظاته ودقائقه وساعاته وفق مخطط يعينه على إنجاز ما يريد..
حين يبدأ.. فإنه سينتهي حتماً..
** هل رأيت من يقرأ صفحتين من القرآن الكريم بعد كل صلاة، فإنه سيقرأ في اليوم عشر صفحات، وفي نهاية الشهر سيختم القرآن الكريم..
قليل دائم يبلغ المراد..
** وهل رأيت لو جعلت في يومك وقتاً تقرأ فيه سبع صفحات من تخصص تريده.. هل تتخيَّل نفسك بعد سبع سنوات كيف ستكون؟
** ستكون خبيراً في هذا التخصص، وستلم بكل شئونه، وستتحدث عنه وأنت أكثر الناس معرفة بما تقول..
تماماً مثل ما قاله صديق ريتشارد كارلسون حين نصحه بأن يبدأ.. فانهالت كتب كارلسون تكتسح المكتبات وتحصد الملايين من القراء ونقودهم.. إنه القليل الدائم والخطوة الأولى فأين الطامحون؟

فاطمة العتيبي