لم أكن أعتقد أن بعض شبابنا قد (تفرنج) إلى الحد الذي يجعله يعشق الأغاني الغربية إلى درجة الإزعاج.. فقد وَقَفَتْ بقربي سيارة فيها شابان يتمايلان طرباً وهما يستمعان إلى أغنية غربية أعترف بأنني قد انزعجت منها وكدت أطير من سيارتي المغلقة النوافذ (خوفاً) إذ تخيلت أن حدثاً (ما) قد وقع لإن إشارة المرور أوقفتني وأوقفت معي سيارة الشابين المفتوحة النوافذ ليطربا جميع السيارات الواقفة بانتظار الضوء الأخضر.. ومع ذلك اضطررت أن أقف واستمع إلى ما لا أتبينه أو أعرفه.. لقد كان ازعاجاً مارسه من يعتمد عليهم الوطن في نموه وتطوره.. وصبرت كما صبرت على ذلك الراكب الذي استغرق الرحلة من الرياض إلى جدة وهو يتحدث مع صديق له عن المقاولات فأسمع من في الطائرة رغم أنه في المقعد السابع وأنا في المقعد الثاني ورغم محركات الطائرة والمطبات الجوية.. وقد تمنيت وقتها أن يتناول ذلك الراكب وجبة الغداء حتى أغفو ولو لدقائق لكنه لم يأكل.. وبالتالي لم يسكت رغم نظرات الركاب التي كانت ترجوه بأن (يغير) الشريط.. ويصمت ولو لدقائق -للإعلان على الأقل-..!

* أما الشابان -حفظهما الله- لأهليهما وهداهما إلى التفكير السليم بأن حريتهما تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين.. هذان الشابان أجزم بأن مستواهما في اللغة الإنجليزية أقل من (مقبول) لأنهما يسمعان ما لا يفقهان.. ولا تسألوني كيف أجزم بضعفهما في اللغة الإنجليزية لأن النسبة الغالبة من طلبتنا في المرحلة الثانوية لا يعرفون أكثر من (Yes) و(No).. واسألوا الجامعات التي تستقبل (مخرجات) التعليم العام عن مستوى طلبتنا ليس في اللغة الانجليزية فحسب بل في النحو والصرف والإملاء..

* أخيراً.. أدعو الله سبحانه وتعالى أن يعيننا على تربية أبنائنا وبناتنا..

عبدالعزيز محمد النهاري

عكاظ