الموضوع: حادثة الافك
عرض مشاركة واحدة
  المشاركة رقم: 9  
قديم 27 / 10 / 2006, 16 : 02 AM
ظبية العين
مشرفة الحياة الاجتماعية
كاتب الموضوع : عمرو عبده المنتدى : الثقافة الاسلامية 2005-2010
تاريخ التسجيل العضوية الدولة المشاركات بمعدل المواضيع الردود معدل التقييم نقاط التقييم قوة التقييم
26 / 10 / 2006 2991 اماراتي وكلي فخر 509 0.08 يوميا 232 10 ظبية العين is on a distinguished road
ظبية العين غير متصل

رد: حادثة الافك

السلام عليكم اخويه عمرو عبده

اسمح لي أخي ان أضيف على موضوعك بعض التأملات التربوية في حادثة الإفك


وردتْ قصة الإفك في صحيح البخاري في عدة كتب ككتب المغازي والتفسير على لسان أمنا عائشة رضي الله عنها، وقد جمعت هذه القصة دلالات تربوية وشرعية وفكرية عميقة وثرية، مما يستلزم الوقوف معها طويلاً، خاصة مع طول وقت الحادثة " شهر "، وكثرة الشخصيات المشاركة فيها، وعظم المصيبة وشدة وقعها..
ولنا مع القصة ( وهي مطولة ) وقفات فاحصة، نستخرجها من بين ثنايا الحدث، وندعمها بالدليل من حديث الصديقة الطاهرة المطهرة ، فهي من قد تحدثت عن مصابها بنفسها، ولا أبلغ من حديث الشخص الصادق عن مصابه، ولا أحد يجيد الحديث عن مظلمته كالمظلوم نفسه ؛ فإلى التأملات :
التأملات:
1. للفتاة تربيتها الخاصة التي تتوافق مع تكوينها الأنثوي، لذلك يُفترض أن يهذب فيها حبّ الزينة دون حجب أو طغيان لفطرتها الأنثوية، وقد تجلّى حب عائشة للزينة في اتخاذها عقداً: ( إذا عقد لي من ‏ ‏جزع ‏ ‏ظفار ‏ ‏قد انقطع )، ولمحبة عائشة رضي الله عنها للتزين شواهد في قصص أخرى ليس هذا موضع بسطها ..
2. وكذلك يظهر جلياً حرصها على متاعها في فائدة تربوية إضافية تشمل الجنسين، وتخص الفتاة بشكل أكبر. (فالتمست عقدي وحبسني ابتغاؤه).
3. لا يمكن للمواقف الشديدة أن تنسي الإنسان الالتزام بالأحكام الشرعية خاصة إذا استقر الإيمان في النفس وخالط بشاشة القلب بلا انفكاك ، فعائشة رضي الله عنها كانت صغيرة السن، في موقف يذهل القلوب ويحير الألباب، وحديثة عهد بحجاب، ومع ذلك فقد التزمت بشرع الله حين عرض لها امتحان مفاجئ. (فاستيقظت ‏ ‏باسترجاعه ‏ ‏حين عرفني ‏ ‏فخمرت ‏ ‏وجهي بجلبابي).
4. هناك حكمة نبوية في تخفيف التلطف مع من يُظن به أمراً مع القيام بحقه اللازم الواجب دون تقصير، وترك مخاطبته مباشرة ( تيكم ) ؛ خاصة إذا لم يتبين له أمر، فالنبي صلى الله عليه وسلم قلل من تلطفه معها، لأنه لو فعل لصار ذلك خرماً في المروءة ألاّ يبالي وعرضه ينهش، وإن جفا فربما ظلم أهله. (يريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي)
5. الانتقاء اللفظي الجميل عند عائشة، فرغم حديثها عن قضاء حاجة، إلا أنها تستخدم ألفاظاً رفيعة جداً في التعبير عن هذا الأمر. (وقد فرغنا من شأننا) ؛ والكناية عما يقبح من الأدب الجم .
6. مشروعية السلام على الأهل حال الدخول، واستئذان الزوجة لخروجها حتى لزيارة والديها. (ودخل علي رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏تعني سلم. ثم قال:كيف‏ ‏تيكم؟ ‏فقلت: أتأذن لي أن آتي أبوي ؟)
7. مشروعية الاستشارة والمشورة وجعلها في الثقات، خصوصاً في الملمات، ومجانبة الركون إلى حكم العقل وهوى النفس، وهذا النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي يُبلّغ الوحي من عند الله يستشير علياً وأسامة _ رضي الله عنهما _، وهما دونه في كل شيء ..
8. سؤال النبي عليه الصلاة والسلام للجارية استجابة لمشورة علي رضي الله عنه ، دليل حكمة، فالخدم هم أقرب الناس لمخدوميهم فلا تجمل عندهم ولا تكلف لهم ، فيصيرون الأعرف بالطباع الجبلية. في قول علي: (وإن تسأل ‏ ‏الجارية ‏ ‏تصدقك)
9. طريقة المواجهة فعالة جداً ويفترض بثها أسلوباً للتعامل بين المربّين والمتربّين، وفيها حث على الصراحة والوضوح، كما أنها الأفضل غالباً في حل المشكلات، والوصول إلى نقاط تسوية، وكذلك كشف الحقائق وشرح الصدور وتطييب النفوس، خاصة إذا جمع معها الصفح عن الخطأ مع حصر الأمر على طلب الاعتراف فقط. (‏فسلم ثم جلس قالت ولم يجلس عندي منذ قيل ما قيل قبلها وقد لبث شهرا لا يوحى إليه في شأني قالت فتشهد رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏حين جلس ثم قال أما بعد يا ‏‏عائشة ‏ ‏فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ‏ ‏ألممت ‏ ‏بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله تاب الله عليه).
10. على المرء انتقاء ألفاظه حسب المقام وطبيعة المقال، مع مراعاة إغفال ذكر أسماء صريحة في مواضع مذمة أو شبهة أو حتى في النصح: ( ما بال أقوام ). وهنا استخدم النبي صلى الله عليه وسلم لفظ ( أهل ) على المنبر رغم أنّ الكل كان يعرف المعني بها، لكن تأدباً وتأديباً وتلطفاً وتعريضاً، بينما هو يصرح باسمها في مواقع الحمد ( من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة )
11. ليس للإنسان أن يرى لنفسه رفعة على غيره وفضلاً حتى لو كان متميزاً، فهذه عائشة وفضلها كانت تقول: ( كنت أرى نفسي أحقر شأناً )
12. الدعوة إلى العفو والصفح والبذل وترك الاستقصاء ( فما استقصى كريم قط ) ، حتى ينزل الله في هذا الأمر آية تتلى إلى يوم الدين. (‏ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي‏القربى والمساكين والمهاجرين ‏في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم ‏)
13. حكمة زينب بنت جحش وورعها حين كفت عن عائشة. (‏وكان رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم‏يسأل‏زينب ابنة جحش‏عن أمري فقال:يا‏زينب ‏ماذا علمت أو رأيت؟ فقالت: يا رسول الله أحمي سمعي وبصري ما علمت إلا خيرا)

من القصة:
هناك صور متناثرة في هذه الحادثة الجلل ، تبدو فيها العفوية في التعبير والبساطة والتلقائية، وأراها تستحق الرصد:
1. سب أم مسطح لابنها حين عثرت بثوبها.
2. بعد البراءة .. عائشة ترفض القيام للنبي صلى الله عليه وسلم متوشحة بكبرياء جميل.
3. غضب أبي بكر رضي الله عنه على مسطح وعزمه على قطع النفقة.
4. خطر الإشاعة على الأمة في دينها ووحدتها .
5. الكيد والمكر الكبار من المنافقين للأمة الإسلامية .
6. خطر الإعلام وعظم شأنه وتأثيره .
7. أن مسألة المرأة ونشر السوء والفاحشة مسألة استراتيجية في خلد المنافقين منذ ابن سلول وحتى ينفخ في الصور .

تساؤل:
لم يأتِ في القصة ذكر لأمر صفوان وما أصابه من أذى الناس، رغم أنه مبتلى، فلم يا ترى؟
والموضع الوحيد الذي ذكر فيه بعد مجيئه المدينة حين قال النبي ( عن رجل ما علمتُ عليه إلا خيراً ).



جزالك الله خيرا على هذا الموضوع

في ميزان حسناتك ان شاء الله


تقبل تحياتي
اختك
ظبية العين



منقووووول







رد مع اقتباس مشاركة محذوفة