05 / 11 / 2006, 47 : 04 PM
|
عضو بالمرتبة الأولى
|
المنتدى :
منوعـــــات 2005-2010 |
تاريخ التسجيل |
العضوية |
الدولة |
العمر |
المشاركات |
بمعدل |
المواضيع |
الردود |
معدل التقييم |
نقاط التقييم |
قوة التقييم |
04 / 11 / 2006 |
3015 |
السعودية |
33 |
64 |
0.01 يوميا |
|
|
221 |
10 |
|
|
|
|
ღ ██▓▒░░ العيون المليانه██▓▒░░ ღ
العيون المليانةكنت في سيارتي انتظر صديقاً في حارة من حواري جدة القديمة بعد صلاة العشاء عندما طرقت زجاج شباكي سيدة عجوز تطلب أن أوصلها إلى دكاكين سوق باب مكة القريب . كنت أتوقع أن صديقي سيتأخر قرابة النصف ساعة في معهد ليلي وأنني سأعود قبل خروجه من الحصة الأخيرة ، فلم أهتم بإبلاغه .وفي الطريق إلى السوق حكت لي قصتها . تقول بأنها أم لسيدة مات عنها زوجها وتركها مع عدد من الأطفال ، أكثرهم في سن المدرسة . وهي تعيش مع ابنتها وأحفادها في مأوى (رباط) وفـّـره أهل الخير لها ولمقطوعات مثلها . وهي لا تشكو ، بل الحمد لله على الستر وتفخر بأن أحفادها كلهم " أولاد مدارس " ، من البيت إلى المدرسة إلى المسجد . (وماهم عيال شوارع وقهاوي ، وقلة أدب ، مربايين احسن تربية ، وعينهم مليانة من كل شئ) كما تقول .وتفصّـل في مسألة العين المليانة فتقول : انا وبنتي حريصين الاولاد يكونوا دايماً شبعانين ، ومافي في نفسهم شئ ، وما تنقصهم حاجة . والحمدلله الخير كثير ، والأولاد ماهم حاسين بأي نقص ، الله يديم المعروف .وبقيت أسمع فخرها بأحفادها ، والخير الذي هم غارقين فيه ، حتى وصلنا السوق . قلت لها بأنني سأعيدها إلى البيت ، وانتظرت أرقبها وهي تفاصل مع بائع الجبنة والعيش ، ثم تشتري قليلاً من الجبن والطحينة وأربعة اقراص سميط .سألتها بعد أن عادت: هذا هو العشاء ؟قالت : ويزيد للفطور ، بركة ، ياولدي ، بركة .أحسست بغصة في حلقي ، وكرهت أن يكشفها صوتي فسكت . ثم عدت أسألها بعد أن استعدت حديثها عن العيون المليانة و (العيال اللي مو ناقصهم شئ): بس يا أمي هذا لوحده يكفي؟ ولاّ عندكم شئ غيره؟قالت: الجود من الموجود ، والبطر ماهو طيب ياولدي . الحمدلله ، ناس ماهي محصلة أكل ، وإحنا بنفطر ونتغدى ونتعشى ، وليالي الجمعة بيجينا رز ولحم من المبرات وقصور الأفراح . كل شئ بناكل منه ، مو ناقص علينا شئ .قلت: واللبس ؟ قالت : كل سنة بيرسلوا لنا أهل الخير هدوم نظيفة . يمكن بعضها ناقص زر ولا سستة ، بس أهو طيب ومقبول ، واللي يحتاج تصليح بنصلحه . يعني اللي يشوفه ما يقول عليه قديم.قلت: والسكن؟ كم غرفة؟قالت: هي غرفة بس "بــــــراح" و "هـــــــاوية" ، ما تحتاج حتى مروحة . وفي الحر عندنا مراوح سعف ، ولاّ بـنـقعد في الفسحة مع الجارات صبح ومساء ، نعمة ولله الحمد.قلت : وكم أنتم ؟قالت: أنا وأمهم وثلاث بنات وأربعة أولاد ، الله يطرح البركة .تركتها تعود إلى حديثها عن الخير والنعمة حتى وصلنا إلى بيتها . وعدت وأنا أستعرض شكوى أهلي من ضيق البيت بغرفه الأربع ، وقلة مصروف الأكل الذي يذهب كثير منه إلى مرامي البلدية ، وقدم الملابس التي لم يمر على بعضها شهور ، فخجلت .. وخجلت .. وبكيت .
منقووول
|