عرض مشاركة واحدة
  المشاركة رقم: 1  
قديم 07 / 11 / 2006, 43 : 05 AM
قلب المحيـط
ضيف
المنتدى : نبض المشاعر
تاريخ التسجيل العضوية المشاركات بمعدل المواضيع الردود معدل التقييم نقاط التقييم قوة التقييم
07 / 11 / 2006 3022 2 0.00 يوميا 220 10 قلب المحيـط is on a distinguished road
قلب المحيـط غير متصل

ليلة شتاء دافئة




" ليلة شتاء ربيعية "

هَاهو الغروبْ ..
يسحبُ الشمسَ مِنْ أعماق السماء
وهاهو الليل ..
يُعلن تتويج القمر ملكاً للمساء
ليَرحل ذاك الأنين المعرش على قصائدي
ويطلُ نور يمحي ذاك الظل المترامي
لأعلن رحيل أخر غمامات حزني
كان الحزن كالمطر يبلل وحدتي
وتلكَ الأرصفة المبتلة بطفولتي
ورعدُ ذكرياتنا يُعانق مخيلتي
بات بعيداً اسم اللقاء
ويحرق كلماتي حبر الربيع
تتسابق الرياح في اختطاف أشواقي
اشتاق إلى أحزان عينيكِ في عيوني
اشتاق إلى دفء الزمن في يديكِ
لأروي عطش روحي
من بحركِ العذب
فقلبي بات أرضاً عطشى
حاولن كُل عشيقاته
إروائه دون جدوى
فقد أبى أن يشربْ من غير ماء أهدابك
واستكبر من النظر لرموش ليست لعيناكِ
ليبللني ذاك المطر الذي يحمل ملامح طيفكِ
فبحثت عنكِ بين آهات الظلام وعبق الحدائق
في ليلة شتاء باردة
والريح آتية من الشمال البعيد
والبرقُ يضيء السماء
وحبات المطر المتناثرة كحبات لؤلؤ
يأتي طيفكِ متسللا ..
كعاشق خائف ..
كالنجوم المختبئة ..
وراء الغيوم المتلبدة ...
ليقتحم قلبي ويدفئ جسدي
ويسكن قلبي كعصفورٍ تائه
يداعب مشاعري كطفلٍ بريء
يُخرجني من عَالمي المَأسور
ويَحملني إلى عالمكِ المسحور
في ليلة اختفى فيها ضوء القمر
ليلة قضيتها مع أنفاس عبيرك
كافية لتوقظ مخيلتي برحيق عيناكِ
أيتها السَارحة بقلبي دون استئذان
دعيني اغرق بليل عينيكِ
فثمة سحرٍ يجذبني إليهما
دعيني أصلي في محرابهما
فليلي لا يهنأ دون نورهما
أحببت شعلة الضياء فيهما
ومنارة الأمل بين جفنيهما
فعندما تُومئ الأهداب
تَتوه وتسحر الألباب
ليهرع نبض قلبي إليهما
كعَاشق يداعب روحهما
انتهى وقت اللقاء
وبات وجهك أكثر بُعداً
وأصبح حُزني أكثر إيلاماً
أكثر اشتعالا ..
في أسوار فضاءاتي
رحلتِ
وأشعاري بحقائبك
وأشواقي بملابسك
رحلتِ ...
وأنتِ مدركة انكِ بقلبي
رحلتِ ...
وأخذتِ مَعك أوتاري
وتركتي لي أغنيات بلا ألحان
رحلتْ ..
وتركت على خدي حُمرة شفتيها
وعلى عنقي أريج عطرها
كيف أمحوكِ يا قبلة ...
أورثتني حمرة وجنتي
بقيت مدينتي تعانق وميض أنوثتك
تخرجني من منفاي الأزلي
في كتمان الجنون
فتستريح روحي
في بوابة جسدك المخملي
فاتوه ببحر عشقكِ السرمدي
تورق على ثغركِ ابتسامة الحضور
لأبحر في شراع نهديكِ
وأعانق مرفأ عنقكِ
لأتغلغل في صدركِ أكثر وأكثر
إلى أن اسحب الدفء المخبأ ...
في زوايا شرايينك
لتشتعل أناملي لهيباً
باحثة في فضاءات تاهت في ليلة شتاء
لأقف كالغريب منتظر الأذن
للعبور إلى غابات شعركِ
لأفرد رموز خصلاتكِ البهية
وانقش ذكرى ...
على بيادر ظهركِ المنتشية بسنابل القمح
وتناديني بصوتٍ مخنوق
احضني يَا حبيبي
حتى تتكسر أضلعي
حتى تنسكب روحك
ينبوعاً داخل روحي
فألملم ما تبقى من لهفةٍ وشوق
قبل أن تبعثرها الريح
ويقتحمها الشتاء
أيها الشتاء ...
كف عن إثارة جنوني
فإن كنت مجنون بك ....
وببردك مفتون
فلأنني لا أهابك ..
فحضن حبيبتي يحميني
فلا أستطيع أن أعيش
متعة الشتاء وحيداً
دعني أمارس طقوس جنوني
قبل أن ترحل أيها الشتاء
لا تفرح كثيرا أن قسوة ببردك
فانا سأتوه منك بين غابات حضنها
سأمتطي الريح
وأسابق برد كانون الأول
وانتشي فرحاً بدفء يكسوني
فأنفاسها أيها الشتاء تهبُك زهور
وعبيرها يُكسبك رونقاً تفتقده
وأنا في غمرة الجنون ..
ولحظات الصمت ....
المدفون في صدري ...
لا أراكِ إلا .....
وأنتِ قادمة نحوي
تبتسمين في سكون
معلنة بصمت مأسور
رحيل زهور الربيع
فيحمل الوقت بين يديه
لحظات الوداع
ويترك ظلالاً
على ذكرياتنا المسافرة
بين أهداب مخيلتنا
دقت الساعة ..
عقاربها أوقفت الزمن ...
معلنة رحيل.
آخر لحظة مضتْ ...

قلب المحيـط









توقيع : قلب المحيـط
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رد مع اقتباس مشاركة محذوفة