ماذا أرى ؟!!
يتقافز قلبي فرحا
كطفل محروم يُلقى بين آلاف اللعب
كلما رأى طيفها أو حرفها..
رويدك أيها القلب لا تهز وقاري!
أتذكرين يا أمي كم تهافتت عليكِ النساء
ليفزن بودك ويكسبن قلبك
للثقة بأنهن يختصرن نصف المسافة
لقلب الإمبراطور المتوّج كما يحلو لكِ أن تداعبيني؟
ذاك زمانا ولىّ وانقضى يا أمي..
ها أنا جئتك..
أخيراً جئتك لأقول لكِ كعذراء في خدرها :
أمي.. هل تسمحين بلحظات؟
فتجيبني بالقبول ابتسامة في وجهك المضيء ..
فأطير بكِ إلى عالمي الجديد..
وانطق بالكلمة التي طالما انتظرتها مني
وأقول : هذه من أحبها يا أمي..
وودت لو عن الناس أخفيتها..
هي من عزفت على أوتار قلبي فأجادت عزفها
أحبها.. وأحب همسها ..ما أرقه حين يدغدغ حواسي
أحبها.. وأحب غرامها .. ما أروعه.. يثير شغاف قلبي
فيذهب طائعا بين يديها..
لا!
لا تتعجلي
لا .. بربك يا أمي تمهلي
لست مجنونا إلا بحبها!
تريثي يا أمي واسمعيني
أما علمتني أن الإنسان منطق!
ولنحكم على الإنسان بمنطقه؟
لست غضاً ولا غريرا يا أمي
أنا رجل صقلته التجارب
وإن كنت لم أزل في نظرك طفل صغير
ولا أريد سواها
وها أنا في انتظار حكمك علي فلا تجوري
فلست أريد سواها!
زفرة من الأعماق:
أقول لك ، ما جدوى أن تحرق شجرة الطيب بأكملها لتتأكد من أنها ليست
حطباً عادياً مزيفاً..ماذا يبقى لك منها سوى يقينك بأنها كانت حقاً أصيلة لا مزيفة؟!
(غادة السمان)