عرض مشاركة واحدة
  المشاركة رقم: 1  
قديم 20 / 11 / 2006, 14 : 12 AM
الصورة الرمزية SALMAN
SALMAN
مؤسس الموقع
المنتدى : اقلام صحفية 2005-2010
تاريخ التسجيل العضوية الدولة المشاركات بمعدل المواضيع الردود معدل التقييم نقاط التقييم قوة التقييم
14 / 03 / 2005 1 المكتبة 7,615 1.06 يوميا 392 10 SALMAN is on a distinguished road
SALMAN غير متصل

الإعجاب والعلاقات المثلية بين الفتيات

الإعجاب والعلاقات المثلية بين الفتيات


برزت في السنوات الأخيرة ظاهرة تبدو غريبة تنتشر بين الفتيات في المدارس العامة بل وحتى الجامعات والكليات وأحيانا بين الموظفات من معلمات فيما بينهن أو بين المعلمة والطالبة. هذه الظاهرة هي الإعجاب الذي قد يتطور إلى علاقة مثلية قد تأخذ منحى خطيراً ليس فقط على الصعيد النفسي بل الجسدي والعقلي كذلك. يشار إلى أن بروز ظاهرة العلاقة المثلية بين الفتيات في السعودية مؤخرا لا يعني أن هذه الظاهرة لم تكن موجودة من قبل؛ ولكن لأن مساحة الحرية في الإعلان عنها صارت متاحة. والتاريخ يبين لنا أن هذه العلاقة الجنسية المثلية عُرفت بين نساء البلاط العباسي؛ ولكنها ظلت محاطة بسرية وبكتمان شديدين.
أما في العصر الحديث فإن الانفتاح على الثقافات الأخرى والتعرف على ما لديها من علاقات وقيم ومن بين ذلك هذا النوع من العلاقة الجنسية - قد فتح الذهن عند بعض فتياتنا للتعلق بمثيلتها في الجنس. صحيح أن هناك عوامل كثيرة يعود إليها سبب انجذاب الشخص الجنسي إلى شخص من جنسه؛ منها عوامل وراثية وأخرى بيئية تتعلق بالتنشئة الاجتماعية والنفسية للطفل أو الطفلة.
ويعتقد البعض أن الفصل بين الجنسين هو السبب الرئيسي لمثل هذه العلاقة على اعتبار أن الطاقة الجنسية هي أمر فطري وكامن في كل إنسان؛ ولأنه لا يوجد شاب لمبادلة الفتاة هذه المشاعر فالفتاة تبحث عن مثيلتها. ولا أتفق في الحقيقة تماما مع هذا الرأي، لأن المرأة السعودية لدينا مازالت تعترف بأن الرجل هو الطريق الوحيد والسليم لتفريغ طاقتها الجنسية وإن حصل أنها حاولت بعض التصرفات مع زميلة لها فهذا لا يعدو كونه "لعب عيال"؛ وغالبا ما يكون في الكلام أكثر من أي شيء آخر. أستطيع القول إن الجنس ليس الهاجس الأساسي حينما تلتقي النساء في مجتمع مثل مجتمعنا؛ ولكن ما الذي يجعل مشاعر مثل الإعجاب ترتفع إلى درجة غير مقبولة وبالشكل الحاصل الآن؟
يبدو أن السبب الرئيسي هو حب المرأة - أي امرأة مهما كان حالها - للإطراء والعيش في مشاعر رومانسية تغذي ثقتها بنفسها وقدراتها الجنسية والأنثوية. هذه المشاعر تتولد بسهولة وبمجرد أن تمدح الطالبة مظهر زميلتها أو شخصيتها بأسلوب مختلف عن العادة، ثم تردف هذا الكلام برسالة مطولة تحمل الكثير من المشاعر والأحاسيس التي تتموج ما بين الصداقة والإعجاب الجنسي. والذي يحصل أن الفتاة التي تتسلم هذه الرسالة يعجبها ذلك الإطراء وينفخ فيها الأنا كونها بدأت تشعر بأنها مميزة وجديرة بالاهتمام. وحتى لا تفقد هذه المشاعر الإيجابية الجميلة فهي ترضى بمبادلة صاحبتها المشاعر ذاتها، فتتولد بينهما علاقة وطيدة تحرسها الفتاة الأولى. ذلك لأن هذه الفتاة تريد من يسد حاجة نفسية لديها إما لكونها وحيدة أو مشوشة أو فاقدة الثقة بنفسها فتسعى إلى من يلتصق بها ويستمع لمشاكلها. وهذه العلاقة مرحب بها من الفتاة الثانية التي تشعر بالتميز والنشوة وهي تسير مع فتاة تخبرها كل يوم بأنها جميلة وشخصيتها جذابة.
تلك هي أغلب علاقات الإعجاب بين الفتيات؛ ولكن هناك من تتخطى هذا المستوى إلى مزاولة أمور جسدية خارجة عن الطبيعة؛ لأن مشاعرها تحورت إلى طريق آخر زينته لها الشهوة والتفكير المشوش وقلة رعاية الوالدين واهتمامهما بها وربما ضعف الوازع الديني. وكون مجتمعنا يحرص على الفتيات أن يبقين في معزل عن مصاحبة الشباب؛ وفي الوقت نفسه لا يشك أبدا بعلاقة الفتيات فيما بينهن؛ لهذا فإن هذه العلاقات المثلية المأمونة اجتماعيا تجد مساحة واسعة لتظهر بصور جنسية مختلفة.
أخبرتني إحدى طالبات المرحلة المتوسطة بأن هناك طالبات في مدرستها يعرضن عليها الإعجاب وكأنه عقد زواج بقولهن "تقبلين الإعجاب؟" فإن رضيت هذه الفتاة قامت الفتاة التي عرضت الطلب بالزواج منها روحيا، بحيث ترافقها في كل مكان حتى إنها تصاحبها في الحمام، بحيث تجعلها ملكا لها ولا يمكن لغيرها أن تصادقها أو تجالسها أو تسير معها. وإلى جانب مشاعر التملك تتولد هناك مشاعر الغيرة ضد أي فتاة تحاول التقرب من إحداهن. وإن حصل واختلفت الفتاتان مع بعضهما فإنهما يطلقان بعضهما كالأزواج ثم يبحثن عن رفيقات أخريات ليثرن غيرة بعضهن البعض. وهناك فتاة أخرى في المرحلة الجامعية تتكلم عن صديقة لها في المرحلة الثانوية كانت تشم يديها وتقول ليتني رجلا لأتزوجك وأخرى تتكلم عن زميلة لها في الجامعة حاولت تقبيلها قبلة زوجية. وأخريات يعترفن بأنهن يشعرن بانجذاب غريب لمن تملك شخصية قوية أو تكون بنيتها الجسدية أكبر منهن، وكلما اقتربت سمات الفتاة من سمات الرجل وجدت من يبحث عنها ويهبها إعجابه.
الأمر المقزز في الموضوع أن هذه العلاقات الجنسية دخلت فيها معلمات استلطفن بعض الطالبات أو العكس. ورغم أن المعلمة كان من المفترض أن تكون مثالا أخلاقيا ومهنيا يحتذى به بحيث لا تستغل منصبها في الإيقاع بمن تكون تحت سيطرتها من الطالبات. ولكن بعض تلك المعلمات أصبحن عناصر في نشر الثقافة المثلية في المدارس.
أعتقد أن من تقوم بمثل هذه السلوك غير المهني هن من المعلمات الفاقدات للثقة بأنفسهن لأسباب عدة؛ منها أنهن في الأساس غير معجبات بأنفسهن مما عزز فيهن الميل إلى فكرة أن تعجب بهن أخريات. وهذا السلوك في الحقيقة يتيح الفرصة لتلك المعلمة لكي تبحث عن مواطن الجمال فيها فتحاول أن تحب نفسها. إن التسلي بمشاعر المراهقات من قبل المعلمات ليس أمرا متأخرا، بل هو واقع من سنوات وليس فقط في المدن الكبيرة، فهو أيضا موجود في القرى والمدن الصغيرة.
من هنا يمكن الإشارة إلى أن الطبقة الاجتماعية والثقافة الخاصة لا علاقة لها بمثل هذه السلوك المثلي. ولكن فترة المراهقة كما هو معروف هي فترة بحث عن الذات، كما أنها مرحلة النضج الجنسي بل وزيادة الرغبة الجنسية التي إن لم تقنن بالتثقيف والوعي والرعاية النفسية من الأهل فإنها قد تؤدي بالمراهقة إلى خيارات غير مناسبة.
ويمكن توضيح ذلك بأن الفتاة السويّة - التي ليس لديها أمراض معينة تجعلها تتجه نحو الجنس المثلي - حينما تكون في عمر المراهقة؛ فإنها عاطفيا تبدأ في التفكير في وجود شخص آخر يشاركها حياتها العاطفية التي يعجز الوالدان غالبا عن الوفاء بها. ولهذا فإنه من الطبيعي أن تبحث عن صديقة لكي تبادلها الهموم وتشاركها الشكوى والأنين الذي تمر به غالبا الفتيات في مثل هذا العمر. ويعتبر هذا السلوك العاطفي أمرا طبيعيا إذا علمنا بأن الفتاة تتصور أن كل شيء ضدها وأنها محرومة من الحنان ومن وجود شخص يتفهمها أو يعرف ميولها وقدراتها واهتماماتها. وقد يزيد توتر الفتاة في هذا العمر عن الحد الطبيعي إذا كانت الفتاة ضحية للإعلام الذي يزين الجنس والعلاقات الغرامية داخل الجنس الواحد.
من المفيد أن نعترف بأن مثل هذه الأمور غير مقصورة على مجتمعنا، ولكن يجب كذلك ألا نستحي من البحث في الأمور الحساسة ومحاولة إيجاد حلول لها. من المهم أن نتذكر أن متابعة الأهل للتغيرات التي تطرأ على سلوك بناتهم وتربيتهم على الحب والتفاهم والانسجام هي أساس نجاح الأبناء في علاقاتهم. إن من المهم أن تقترب الأم من ابنتها وتتعرف أكثر على اهتماماتها في مشاهدة التلفزيون أو القراءة؛ والأهم من تصاحب في المدرسة وخارجها.
وعلى أي حال، لا يمكن أن تنجح أي طريقة مراقبة خارجية مادامت الفتاة لم تفهم ولم تقتنع داخليا بخطأ ما تفعل، وفي المقابل لابد أن تجد طريقة سليمة لإشباع حاجاتها النفسية. وأخيرا رسالتي لجميع الأمهات اللاتي يقرأن لي اليوم: إن أغلب هؤلاء الفتيات هن ممن يعانين الكثير من المشاكل مع أمهاتهن ويشعرن بالجفاف العاطفي في بيوتهن ولديهن خوف من المستقبل؛ لذلك فهن يبحثن عن العاطفة في مكان آخر ولا يخبرن أمهاتهن بما يفعلن لاعتقادهن أن أمهاتهن يضمرن لهن الكره والعداء.

مها فهد الحجيلان*







توقيع : SALMAN
إذا خسرناك عضو فلا تجعلنا نخسرك زائر


الإرادة بركان لا تنبت على فوهته أعشاب التردد

حيــــــــــــــــــــــــــــــاكم الله في حسابي على تويتر :
SALMANR2012@
رد مع اقتباس مشاركة محذوفة