عرض مشاركة واحدة
  المشاركة رقم: 3  
قديم 21 / 11 / 2006, 22 : 09 PM
الصورة الرمزية SALMAN
SALMAN
مؤسس الموقع
كاتب الموضوع : SALMAN المنتدى : الوطن العربي
تاريخ التسجيل العضوية الدولة المشاركات بمعدل المواضيع الردود معدل التقييم نقاط التقييم قوة التقييم
14 / 03 / 2005 1 المكتبة 7,615 1.06 يوميا 392 10 SALMAN is on a distinguished road
SALMAN متصل الآن

رد: اليمن ملف متكامل

والذي تمكن ومن معه من أهل اليمن من إصلاحه، ودون ذلك في نقش كبير فصلت فيه نفقات إصلاحه، والجموع التي شاركت فيه وذكرت فيه أيضا الوفود الأجنبية من فارس والروم والغساسنة والمناذرة التي وصلت للمشاركة في الحفل الذي أقيم بتلك المناسبة، غير أن تفجر السد الأكبر والأخير لم يكن عاديا، بل كان خارقا للعادة، وكارثة كبرى أتت على معظم بنيان السد، وجرفت معظم منشآت الجنتين، فكان أن شل نظام الري بأجمعه، وبدلت صورة الحياة في تلك الأرض تماما، وقد ذكر القرآن الكريم العبرة الإلهية والسبب في ذلك ، قال تعالى: " فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتى أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل " صدق الله العظيم، إلا أن تفجر السد النهائي يرجح أنه قد وقع في النصف الثاني من القرن السادس الميلادي ، وبعده يحدث النزوح لأهل اليمنباتجاه الشمال فيؤسسوا لهم هناك مستقرات جديدة كما فعل الأوس والخزرج في يثرب وهم فرع من الأزد، أو كما فعلت فرع آخر من الأزد في جهات حوران من بلاد الشام وأسس دولة الغساسنة كما كان هناك المناذرة باتجاه العراق، وقد لعبت كل تلك المستقرات اليمنية دورا في صياغة الشخصية العربية بعدئذ لكل شبه الجزيرة العربية، وكان آخر من حكم من ملوك حمير قبل دخول الحبشة إلى اليمن عام 525 للميلاد رجل اسمه أسأر يثأر من العائلة اليزينية، واشتهر بذي نواس، ويقال إنه تسمى يوسف بعد أن اعتنق اليهودية، ربما كرد فعل لتغلغل النفوذ الروماني عبر المسيحية التي كانت نجران قلعة من قلاعها، وكان أهل الحبشة يدينون بالنصرانية، ويشرفون على النشاط المسيحي في اليمن، حيث دان أقوام بالمسيحية منذ أن دخلت إليه في حوالي منتصف القرن الرابع الميلادي، ومن أولئك نصارى نجران، وكان النفوذ الحبشي قد اشتد في اليمن، فاشتبك ذو نواس معهم في معارك طاحنة، كانت الغلبة فيها أول الأمر لذي نواس، حيث ألحق بهم الهزائم تلو الهزائم ، وانتهت بحرق كنائسهم وتعقبهم في كل مكان، ولم يشأ أهل نجران أن يتركوا دينهم ويعتنقوا بدلا منه دين ملكهم، فما كان من هذا الملك إلا أن دمر كنائسهم وأحرقها وقتل المؤمنين منهم بالنصرانية وألقاهم في الأخدود، ويجد المرء ما يوافق تلك الحادثة في سورة البروج من القرآن الكريم، وانسحب الأحباش بعد هزائمهم في تلك المعارك ليعودوا من جديد بعد سنوات لغزو اليمن وتمكنوا بمساعدة إمبراطور الروم من إلحاق الهزيمة بذي نواس واحتلال اليمن، وكان ذلك عام 525 للميلاد، وولي اليمن نيابة عن نجاشي الحبشة شخص يدعى أبرهة وهو الذي تهدم سد مأرب في زمنه كما أسلفنا وأصلحه، لكن ابرهة استبد بالأمر في اليمن وخلع طاعة النجاشي وسمى نفسه ملكا على اليمن، وقام بغزوات عديدة لإخضاع القبائل المتمردة عليه في الداخل، وبأخرى للمد نفوذه في الجزيرة، على أن دولته لم تدم طويلا إذ أن الفرس بدؤوا يتحينون الفرصة للسيطرة على اليمن في إطار صراعهم الطويل مع الروم، وتنافس الطرفين على كسب مناطق نفوذ لهما، فكان أن أرسل الملك الساساني عن طريق ملوك الحيرة قوات فارسية إلى اليمن، تمكنت بالتعاون مع قائد يمني من ذي يزن اشتهر باسم سيف من تقويض نفوذ الأحباش في اليمن وطردهم، على أنه مما بقي عالقا في أذهان أهل اليمن وتواتر أخبارهم قصة حملة أبرهة الفاشلة على مكة، وهي الحملة التي قصد منها هدم الكعبة واتخاذ القليس في صنعاء كعبة يحج إليها الناس بدلا منها، وقد أشار القرآن إلى هذه القصة في سورة الفيل، وفي عام الفيل ولد النبي في مكة وروي أن جده عبد المطلب بن هاشم كان في جملة الوفود التي وصلت إلى صنعاء لتهنئة سيف بن ذي يزن بانتصاره على الحبشة، وتوليه سدة الحكم في اليمن إلا أن ذلك لم يدم طويلا، فقد قرر كسرى الثاني برويز الملك الساساني أن يجعل من اليمن ولاية فارسية، وكان أن تم له ما اراد، وعين عليها واليا فارسيا في اليمن حوال عام 598، وكانت اليمن بعد تحولها إلى ولاية فارسية لا تزال تشكل مركز الاستقطاب والثقل في الجزيرة العربية ، ويمكن الاستشهاد على ذلك بتصورات الملك الفارسي لدور اليمن في الجزيرة، فقد أرسل كما هو معلوم إلى واليه في اليمن أن يقبض على رسول الإسلام محمد بن عبد الله (ص) في الحجاز وكأنه بهذا الطلب ينظر ببداهة إلى نفوذ اليمن في منطقة شمال الجزيرة العربية، وقد ضعفت أحوال اليمن الداخلية في عهد الحكم الفارسي وفقدت السلطة المركزية هيبتها في البلاد وهو ما أفسح الطريق لبروز الزعامات القبلية الكثيرة إلى جانب حكم الوالي الفارسي في صنعاء وبعض مناطق أخرى من اليمن، وهذا هو الوضع السياسي الذي ستشرق شمس الإسلام واليمن عليه وسيتغير بعد ذلك ضمن المتغيرات الكبرى التي أحدثتها دعوة النبي محمد عليه الصلاة والسلام الناس جميعا إلى دين الإسلام، وقبل الإسلام عبد اليمنيون عدد من الآلهة أهمها الكواكب والأجرام السماوية، كالشمس والقمر والزهرة، أما اليهودية والمسيحية فقد بدأت بالظهور في اليمن ابتداء من القرن الرابع الميلادي فتداخلت مع ديانات محلية ذات طابع توحيدي كعبادة الرحمن، كما شاع بين أهل اليمن القديم السحر والشعوذة.







توقيع : SALMAN
إذا خسرناك عضو فلا تجعلنا نخسرك زائر


الإرادة بركان لا تنبت على فوهته أعشاب التردد

حيــــــــــــــــــــــــــــــاكم الله في حسابي على تويتر :
SALMANR2012@
رد مع اقتباس مشاركة محذوفة