04 / 01 / 2007, 14 : 03 AM
|
ضيف
|
المنتدى :
الثقافة الاسلامية 2005-2010 |
تاريخ التسجيل |
العضوية |
المشاركات |
بمعدل |
المواضيع |
الردود |
معدل التقييم |
نقاط التقييم |
قوة التقييم |
04 / 01 / 2007 |
3192 |
5 |
0.00 يوميا |
|
|
219 |
10 |
|
|
|
|
قداسة الشيخ الأعظم
ظهر بما لا يدع مجالاً للشك في الطقوس النصرانية التي رافقت دفن بابا روما الفرق الجلي بين الإسلام والنصرانية المحرّفة من هذه الجهة.
الإسلام في صفائه وفطرته وتواضعه وتوحيده لله الواحد الأحد، والنصرانية المحرفة في تعقيدها وغموضها وتأليهها للأشخاص واستهتارها بالعقل وضلالها في التشريعات واعتمادها على الطقوس والخرافات حتى في أرقى عصور العلم المادي.
ولسنا هنا بصدد تعداد المخازي والدركات السحيقة التي تردى بها محرفوا النصرانية عبر العصور عندما كان رجال الدين يستعبدون الناس ويستخفون بعقولهم ويحاربون العلم ورجاله وكان البابوات يبيعون صكوك الغفران وأراضي فسيحة من الجنان بحسب الأموال التي تدخل خزائنهم، بل الذي يهمنا هو حجم التردي الذي آل إليه كثير ممن يدعون بعلماء المسلمين وخطبائهم ورجالاتهم الذين أصبح انتماؤهم للإسلام وتمثيلهم للمسلمين محنة شديدة من ابتلاءات هذا العصر نسأل الله تعالى السلامة منها والعافية.
لقد فقد كثير من هؤلاء أدنى إحساس بالفرق بين الإسلام الحق والكفر الباطل، حتى إن أحدهم ليجرؤ على أن يسوي بين المسجد الذي يفرد فيه الله تعالى بالعبادة، والكنيسة التي يكفر فيها بالتوحيد ويجهر بالتثليث. فهذا معبد وذاك معبد ولا فرق بين معبد ومعبد لأن جوهر العبادة واحد وهدفها واحد وهو السمو بالنفس وإرواء حاجات الروح، تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً.
لقد أصبح كثير من عوامّ المسلمين بفطرهم الإيمانية وصلتهم بكتاب الله ومفاهيمه أوضح تمييزاً لهذه الحقائق من كثير من أدعياء العلم الذين صاروا يرتكبون المغالطات المفضوحة في تفسير كلام الله وشرح المفاهيم العقدية ولعل النموذج الذي ظهر فيه الأحبار والقساوسة والأساقفة في تاريخ النصرانية ممن يسمى برجال الدين والكهنوت والأكليروس يستهوي كثيراً من أدعياء العلم والمشيخة في الإسلام ليحذوا حذوهم ولتكون المشيخة زعامة دينية هرمية ينفرد فيها الشيخ بالرأي الديني في قمة الهرم وينصاع له كل من هو دونه في الرتبة بعيداً عن قواعد العلم والاجتهاد وهدي القرآن والسنة إضافة لما يفرضه على أتباعه من أتاوات وأموال يجمعها ويحصلها باسم الدين ويضعها حيث يشاء لأنه يتصرف بإرادة الله وبهذا تضفى القداسة على جميع تصرفاته فيصبح قداسة الشيخ الأعظم.
وإذا كان بعض المسلمين من غير أهل السنة والجماعة قد استطاعوا إيجاد نظام ديني يحقق معظم هذه المقاصد وهي: الهيمنة الدينية في ظل نظام هرمي يتحكم فيه الأعلى رتبة بالأدنى بعيداً عن قواعد العلم بحجة المرجعية العلمية إضافة إلى الجباية المالية الهائلة بنسبة كبيرة من أموال الناس فإن بعض المنحرفين من السنة يتوقون إلى مثل هذا الكهنوت الديني وصدق الله تعالى (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح بن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون)
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبراً بشبر وذراع بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالوا: يا رسول الله آليهود والنصارى؟ قال: فمن إذن".
|