عندما يسترنب الرجل!!
أحياناً يتحول الرجال إلى أرانب سهلة الصيد، ولك أن تتصور أن صائداً ناعماً يمشي على كعب عال يحاول أن يصطاد الرجل الذي يتهرب من الصياد!!
هل لاحظتم ذلك؟
كان جيل الماضي من النساء يمشين مشي الحمامة، هدوءا ووقارا وحشمة، وأنوثة محتشمة، وكانت ترى أن الرجل هو معيار شرف واحترام لها مهما كان، فإذا قابلته في طريق ضيق أفسحت المجال في الطريق له احتراماً، أما اليوم فبالعكس.
اليوم تحولت (بعض) النساء إلى جندي يرج الأرض رجاً، فهي تمشي وكأنها تريد أن تجعل الأرض تتصدع من تحت كعبيها بكثير من الاهتزاز، كالمجند الجديد الذي لا يعرف لمشيته العسكرية، وإذا قابلها رجل في الطريق اضطرته إلى أضيقه حتى يفسح هو لها المجال، وإلا فالويل له والثبور وعظائم الأمور ابتداء من كلمة (عمى) وانتهاء بالتوريط!!
تستطيع المرأة اليوم أن تتحول إلى فارس جديد في ظل عولمة جديدة، لكنه فارس مملوء بالتحدي والضرب بيد من حديد على ما نشأ عليه، وهنا فاجعة الزمن والحياة ذاتها، فالقوارير تحولن (في الغالب) إلى براميل تمشي على الأرض، ولك عزيزي أو عزيزتي القارئة أن ترى ذلك في الأسواق العربية التي تتحول الحباري إلى أسود كاسرة تكشر عن أنيابها في وجوه الرجال، وما أقبح أن يتحول الغزال الجميل إلى هر بري يخمش بأظافره كل ما أمامه وحتى احترام الأشقاء لهن صار رغماً لا قناعة، وتغيرت النظرة من قول الناس: فلانة تدور الستر إلى فلان يدور الستر!!
فهل حدث حادث أو حديث حول المرأة الناعمة التي (تمشي على حبه ونص) إلى امرأة تخدش بلاط الأسواق بمشية لا توازن فيها؟ وهل زادت الخطوة الرشيقة إلى خطوة طويلة جداً تذكرنا برجال العسس قديماً حينما يحرسون الأسواق يومها؟ لابد أن اختلالا حصل للمرأة الجديدة، فما هو ذلكم الاختلال؟ ومن أصل هذا المفهوم الغريب الذي جعل الأرنب تتحول أسداً هصوراً، وجعل الأسد الهصور (يدور الستر) أليس هناك خطأ لم نعرفه؟!
محمد أبو حمرا