كم هو جميل هذا العالم الذي يقرِّب لك البعيد ويقضي جميع احتياجاتك في أي مجال تريده ويخبرك بكل ما هو مستجد من أخبار العالم.. الذي ما إن تفقده حتى تشعر وكأنك في جزيرة خالية ليس فيها ما يبهجك!!! فبينما أتصفح أحد المنتديات لفت نظري حال بعض الأعضاء الشباب والشابات وحالات الميوعة والحوارات التي تدور بينهم!!! ففي قسم الألعاب كانت هناك لعبة أسموها (قل رأيك في العضو الذي قبلك)، فمن المؤكّد وجود نوع من الاستلطاف بينهم.. فكانت حواراتهم في البداية بها نسبة من الاحترام إلا أنه لم يستمر طويلاً فلقد سئموا من هذا الاحترام المصطنع الذي لا يروق للبعض.. إلى أن وصلت لبعض الردود وكانت بين شاب وفتاة.. فقالت الفتاة رأيها في شخصه الكريم (إن لك مكانة في قلبي وإني أحبك منذ فترة) فرد عليها بالمثل والفرحة لا تسعه!!! ودارت بينهما حوارات كثيرة وسخيفة لا تروق لي, فكم تألمت كثيراً لحالهما فإلى متى سنظل على هذه الحالة, العالم أجمع شغله الشاغل إنتاج عدد كبير من المخترعين العباقرة ونحن نعيش في حالة يرثى لها, متى نرتقي بفكرنا ونطوِّر هذا العقل ما دامه يتقبّل التطوير, متى أرى شعبنا يحب العمل والكفاح.. هناك الكثير من الطاقات المخزنة لم تستغل, نحن شعب بارع ولكن نحتاج لقليل من العزيمة والإصرار حتى نحقق أهدافنا في الحياة.. فكم يعجبني شعب اليابان رغم ضيق أعينهم إلا أن ذلك لم يقف عائقاً عليهم ورغم وسع أعيننا إلا أننا لم نبدع مثلهم!!! كم أتمنى أن أخلط شعبهم بشعبنا كي أبعث فيه النشاط والإبداع!! قد يعارضني البعض من ناحية الإبداع فيقول.. إن هناك الكثير من الموهوبين السعوديين.. إقول لكم.. نعم.. هناك بالفعل.. ولكن ما فائدة هذا الاختراع ونحن لم نره ولم نجرّبه.. لقد سئمنا من سماع أن هناك من اخترع جهازاً!!! سئمنا من قراءة هذا الخبر بالجرائد!! كيف لنا أن نتطوِّر ونحن نسمع فقط لا نطبقه!!! أتمنى أن نصل إلى القمة ونخرج المبدعين وندعمهم ونستفيد من طاقاتنا الكامنة التي لا بد في يوم ستخرج ولكن متى؟

رولا البابطين