يا نهر الطهر بأوطاني ... وبريقا يحتل زماني
ورحيقا يملأ أوردتي ... وشروقا في كل مكان
الحب بنبضك أعرفه ... واللثم لروضك أسرفه
والبوح بسري ملحمة ... وحنانك ذقت عوارفه
فظلالك أحيت أوراقي ... ونداك يبلل أشواقي
وعبيرك يلثم في أنفي ... ورحيق لعابك ترياقي
مازلت ألامس أهدابك ... وأشافه بالعشق شبابك
ويدق القلب صنوف النبض ويطرق بالآهة بابك
أتثاقل من كأس حياك ... وترتل ألحاني فاك
فأذاب حنينك أسواري ... وأذاب أنينك أشواكي
عشقي قدسي الأصداف ... وحنيني كالنهر الصافي
يترنح ثوبا ملفوفا ... ليشافه كل الأعطاف
يا قدسا طهر أقداسي ... أوتارا تلمس إحساسي
وتخط الرعشة في شفتي ... نبضات فؤادك أجراسي
فأضأت بعينيك ضلوعي ... وأسلت بخديك دموعي
وأناظرحبك في صدري ... فيفجر تنهيد شموعي
حبك فاتنتي أغنيتي ... وصلاة حنينك نافلتي
وصلاتي في حضنك سكني .. وجنون حيائك قافلتي
قد ذاقت شفتي شفتيك ... ويظلل جفني خديك
ورحيق لعابك يسكرني ... أدمنت السكر بعينيك
غنت أعطافك أغنيتي ... وسبحت ِ بنهري ملهمتي
وفررت وعشقك ينشدني ... وتركت رحيقك في شفتي
أطياف الجنة ضميني ... واسقي بالشعر رياحيني
زيديني حبا يلثمني ... واغتنمي دفئي وحنيني
بالأمس لمست محياك ... فتهاوت أشواق سماك
وارتعشت روحك في حضني ... ولعابي خصّب مرعاك
من ضعفك قويت رجائي ... ودفنت بحضنك أشلائي
تنهيدة صدرك أحيتني ... إملاؤك صحّح إملائي
أقدراك تعشق أقداري ... وأنينك يطرب أوتاري
يلتهب العشق فينفضني ... يتعانق ليلك ونهاري
أرجوك بحبي فاعترفي ... واقترشي جسدي واغترفي
فرحيقي نهر مجنون ... أعطافك أودية الترف
هل ذقت حنيني بالأمس؟ ... بالآهة , تنهيد اللمس ؟
أحسست ذراعك يجذبني ... شفتاك بثغري كالغرس
واديك افترش لشلالي ... وتنهد يدفئ آمالي
وتخصب أرضك دفقته ... حطمت بصدرك أغلالي
يتعطش واديك لنهري ... وسينبت ويخصب زهري
يهتز ويأتي ظمآنا ... كي ينهل عشقا من دهري
تتفجر أنهاري طربا ... وتراني بهواها صبّا
تستدفئ دوما أجنحتي ... وتفر إلى ظلي هربا
فالدفء بحضني يحييها ... ويعيد العشق لماضيها
ويراقص دفئي خطوتها ... فيزيل الآه ويرضيها
هل ذاق فتاي رحيق فتاتك؟... هل لملم صدري كل شتاتك؟
هل أحيا نهري شلالا ؟ ... قد جف بريعان حياتك ؟
قولي لي صدقا إياك ... كذبا يغتال سجاياك
فصراحة قلبك أعهدها ... وحنينك أظهر نجواك
فستلثم فاك تحياتي ... بحياتي أو بعد مماتي
ويردد ثغرك أغنيتي ... ولعابك ينعش لذاتي
اتنفضي واسقيني شهدا ... وافترشي عمرك لي مهدا
وارتسمي عشقا بجبيني ... فبحبك لن أبقى فردا
لم تكتمل تلك الثنائيات بعد ومازال شلال الشعر يتدفق وسوف أنشر تكملتها حين تتم
أبو القوافي ( 5-2-2007 )