لطالما فتن الشعراء بمدينة الإسكندرية المصرية وهاموا فيها حبا وأنا واحد من هؤلاء الشعراء مفتون بها فتنة خاصة جدا أجلس على شاطئها في فصل الشتاء بصفة يومية وأبثها الغرام وهذه القصيدة إحدى قصائدي في تلك المدينة الساحرة . كتبتها على شاطئ رأس التين
أرخي غناءك مثل صوت العندليب ِ ... في سكرتي واستنشقي نفحات طيبي
فأنا المريض بكل أسقام الورى ... وأنا المخدر في عيادات الطبيب
وأنا المحمل كلَّ أوزار الهوى ... وعلى رمالك بحت طيات الذنوب
آتي إليك لكي أردد أنـــّــتي ... وأزيحَ آلاما ... أرى شمس المغيب ِ
فأجوب أبحث عن مكان هادئ ... ألقاك فيه ليرتخي وتر الشحوب
في الملتقى أثوي على صخر بدا .... وأشافه الأمواج في البحر الرحيب
فأراك من بين اللجاج خرجت في ... بلل الشتاء يميل خصرك كالطريب
أهواك في ليل الشتاء ندية ... ورذاذ ثغرك هام في خدي الرطيب ِ
وفحيح أنفاس الغرام يذيبني ... ودبيب أنات العشيق روى نحيبي
ينساب شَعرُك ِ موج فاتنة الهوى ... ويميد خصرك عازفا لحن القلوب ِ
ينهال لثمك فوق خدي باردا ... فأطاول الشفتين في طمع الحبيب ِ
أصغي لهمسك مثل صهباء ٍ سرت ... تمحو بعرقي كل آثار الحروب ِ
وأشم ثغرك ثم ألعق ريحه ...... فتذوب في اللثمات أطلال الخطوب ِ
وأجيل أنفاسي بثغرك علّني ... أحظى بسر السحر في ثغر عجيب ِ
ينساب موجك في عروقي حانيا .. . فيزيح كل مرارتي ويفوح طيبي
وشفوف ثوبك تستفز شهيتي ... تتنهدين بعمق أنفاس الأديب ِ
أعفو وأطلق في الخيال قريحتي ... فوق الرمال بياض وجهك كالحليب
ويلج موجك .. كالبخيل أعدّه ... ويجوب طرفي خائفا لحظ الرقيب ِ
ويمر عمري مذ ولدت بلحظة ٍ ... ويزول همي غارقا مثل الغروب ِ
وأمدد الجسد المغيب هائما ... وأذوب فيك مغردا .. وأقول ذوبي
ويمر ذو القرنين فوق جواده ... في الأفق ينظر كالغريم بعين ذيب ِ
ويغيب منكسرا يجر مرارة .... كالفارس المهزوم في عقب الحروب ِ
فأقيق والكورنيش خلفي صاخبا ... فأشد رحلي تائها بين الدروب ِ
أبو سامح 3-3-2007