إن أكثر أوقات راحة واسترخاء الإنسان هي الأوقات التي يقضيها وهو نائم, حيث يسترخي الجسم بشكل كامل وبكافة أعضائه, ويمتد الاسترخاء أيضاً إلى تفكير الإنسان فيتوقف عن النشاطات الذهنية ويأخذ قسط من الراحة بالنسبة للمشاكل والأحداث التي مر بها والتي تأخذ حيزاً كبيراً من تفكيره, وهذه النقطة بالذات لا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق النوم فقط.
وتؤكد الدراسات الطبية بأن الإنسان يقضي ثلث عمره نائماً, وقد يظن الإنسان بأن الفترة التي يقضيها في النوم من أكثر فترات الأمان في عمره, ولكن العكس تماماً هو ما توصلت إليه الدراسات الحديثة.
فلقد أكدت نتائج هذه الدراسات أن أغلب ما يداهم الإنسان من أمراض يأتي خلال نومه, ويزيد عدد هذه الأمراض عن 84 مرضاً منها الاختناقات الليلية, بالإضافة إلى الكثير من الأمراض الخطيرة مثل الفشل التنفسي، وأزمات الربو، والذبحة الصدرية، وجلطات المخ.
لهذا كان لا بد من ظهور تخصص قائم بذاته يدرس حالة حياة الإنسان بشكل عام خلال فترة نومه، وذلك دون الاقتصار على عضو معين, وبدأت بحوث النوم بقياس العمليات الحيوية بطريقة غير تداخلية, ثم تطور الجهاز الخاص بقياس العمليات الحيوية, وبالتالي تطور معه تشخيص أمراض النوم التي ثبت أن أسبابها عضوية.
كما تتأثر الأمراض التي تصيب الإنسان خلال نومه إلى نوع النوم ومدته ووقته, فالنوم السوي يتمثل في عدد الساعات، وهو الأمر الذي يختلف من إنسان إلى آخر, ويتحكم في ذلك ما يسمى الساعة البيولوجية لدى الإنسان, وهي عبارة عن خلايا المخ التي تسمى بالخلايا فوق التصالب البصري, وهذه الخلايا حساسة للضوء ومسئولة عن التغيرات التي تحدث في الجسم على مدار 24ساعة, وأهم هذه التغيرات النوم والاستيقاظ, لذلك من الطبيعي أن ينام الإنسان ليلاً ويستيقظ نهاراً.
والجدير بالذكر أن العديد من الأمراض التي يمكن أن تقضي على حياة الإنسان تحدث أثناء نومه كأزمات الربو, والفشل التنفسي لمرض السدة الرئوية, وجلطات المخ, والذبحة الصدرية, فكلها تأتي فجراً أثناء النوم, حتى أن النساء الحوامل غالباً ما يأتي موعد ولاداتهن أثناء الليل.