الأمثال العامية هي الحكمة المختزلة والمرآة التي تعكس واقع الحياة واللغة الرمزية التي من خلالها يعبّر الإنسان عن رأيه، ففيها خلاصة خبرات الحكماء والمبدعين والصورة الصادقة لحال الشعوب لذا قال بعضهم الأمثال صوت الشعب.

قال العلامة حمد الجاسر رحمه الله: (الأمثال في الأمم جزء من تاريخها يعبر عن أحاسيسها ومشاعرها) .

وقال الرحالة محمد العبودي مؤلف السفر الضخم الذي يحوي أكثر من ثلاثة آلاف مثل عامي في نجد مشروح مع والشواهد العامة لكل مثل يقول عن أثر الأمثال في النفوس (المتردد في الأقدام على أمر قد يسمع مثلاً عامياً فيفعل في نفسه الفعل العظيم ويقطع تردده ويبعثه على الأقدام أو الأحجام، والمظلوم الكاسف البال الضيق الصدر قد يسمع مثلاً من معز أو مواس فيجوده ذلك بشؤبوب من الرضا وكم مكروب مهموم خائف مما تضمره الأيام طرق سمعه مثل الفرج قريب واللطف الخفي فانزاح كابوس الهم عنه).

ولعظم أهمية الأمثال في حياة العرب جمع أبو الفضل الميداني في كتابه (مجمع الأمثال) 6000 مثل جمعها من أكثر من 50 مؤلفاً. حتى الأفرنج استعانوا بالأمثال العامية في البحث والدراسة لأحوال الأمم والشعوب فترجم الألماني (بورخارت) كتاب عن الأمثال العامية المصرية لشرف الدين بن أسد.

ومن الأمثال التي لها تأثير فعال في نفوس العامة الأمثال التي تتضمن أصل عقدي مثل أن يتبرأ من الحول والطول والقوة ولا يقول كما قال قارون الذي أتاه الله كنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة (إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي)ولكن يقول بأدب جم وإيمان عميق (يجي من لطف الله ما لا يخطر على البال).

وفي المثل الآخر يؤكد على إيمانه العميق بالغيب وأنه لا تحول حوله غشاوة أو شبهة وأن الله رزاق العبيد فيقول: (إبن بيتك وأسترزق الله) وعند حلول المصائب بعموم الناس يردد بكل صبر وجلد قائلاً: (لا تبك وأنت عاشر عشرة) .

وفي انتظار الخير يستأنس بترديد المثل (شيء ترجيه ولا شيء تأكله).



عبدالملك بن عبدالوهاب البريدي

مدير مركز علاقات الإنسان بالقصيم