هجرتمونا أيها الأزواج فهل نستحق الهجر.. كانت زوجته التي يستنشق هواها، كانت الجمال الطبيعي الذي يسر عينيه، كانت سنده التي يستند إليها، كانت المستشار الذي لا ينضم خيطاً إلا قد أخذ رأيها أولاً، كانت السعادة التي ملأت قلبه، كانت النجاح الذي حققت له كل معاني الحياة، وقبل كل هذا كانت أماً لأبنائه الذين هم زينته في هذه الدنيا.

وفي المقابل كانت شخصيته ضعيفة أمام أهله وزملائه كان شخصيته ذات وجهين، شخصية بالية، شخصية ضعيفة، شخصية محرومة أيام الطفولة من الحب والحنان والعطف، شخصية مهزوزة. وكان مهذاراً يتحدث لأهله وأصدقائه عن أفعال زوجته الرائعة وأقوالها الحسنة وتصرفاتها الفذة.

وبما أنه فاقد للحنان العائلي قبل زواجه، أخذت العائلة حنانها عليه هذه المرة بالحقد والحسد على زوجته وكراهيتهم لها، بدأوا يحنون عليه بتحريضه على زوجته وإحداث البلبلة ومحاولة تشتيت الشمل وإحداث الفرقة ونزع محبته لها وغرس الاحتقار في نفس ابنهم لزوجته، ظناً من الزوج الضعيف أن ما يمليه عليه أهله هو حب له وحنان من نوع آخر إلى أن تم هجرها تماماً.

فكم من زوج جنى على نفسه بسبب هجر زوجته أم أبنائه، بفقر قادح أو زوجة أخرى خانته أو بمرض مستعص لا شفاء له، وكم من أم جنت على بناتها وكانت السبب في زواج ابنتها أكثر من 3 مرات بسبب ظلمها لزوجة ابنها، وكم من أب فضل نساء أولاده عن الأخرى، وانتهت حياته بغيبوبة أبدية حتى الموت، كل هذا وذاك بسبب انعدام الأخلاق والطمس على القلوب، ومرض الأنفس وقلة الوازع الديني، وعدم الخوف من الله وعدم حمل الهوية المؤمنة.

أميرة البراهيم