بسم اللّه الرحمن الرحيم
بسمك اللهم أحيا، أنت ربي لا إله إلا أنت سبحانك إليك المصير.
خلقتني من العدم، وجعلتني عبدك، وأكرمتني حبك، ووهبت لي الرحمة، وفهمتني ألوهيتك وتوحيدك،
إذ لا يعلم خفايا النفس وما تخفيه الصدور، إلا واحد أحد..(سبحانه)..
هو الذي جبلها وعلم مكنوناتها، وخاطبها بما قدر لها من وعيٍ إستوعبته بفضله،
إنها النفس التي خافتك ربي، وخشعت من رؤيتك لها، وخافت من بعدك عنها وأنت القريب، إذ بات حالي بها أشبه بالأسير، أسير علمٍ بلا عمل، وعمل بلا نتاج،
فمن قربٍ .. لخوفٍ، إلى بعدٍ .. لحزن، فهل يار ب من بعد حبي أكون عاصية،..؟ أم جاحدة لحقيقة من بعد يقين،..؟
إن كان إستفسار ظنٍ، فلا وربي أنت أكرم من ذاك،
فظني بك يا رب أوسع مما ظننتُ وتوهمتْ، فكيف أسيء الظن بمنان حنّان رحيم، وكيف أجحد علمٌ بيقين،
إن كذّبت الدنيا بأمره لا أستطيع تكذيب نفسي به، أو أن أبتعد بعد أن أحببتُ من وضعَ مشاعر الحب فيني،
وخلقني لحبه، وقلّب أحاسيسي وقلبي نحوه، أم كيف أختار من الخلق ما يملأ فراغ الوصل، .....
وهل من واصل دونه،؟ وهل من صلة دون إذنه؟...
سبحانه عمّا عرفت، فكم من إدراك لحقائق يزلق صاحبه، وكم من علم غرّ ممتلكه، وهذا صراع حالي بنفسي الّتي روضت نفسها على العز وأختارت الشرف سبيلاً للعيش، وها أنا بضميري أنشد أنك سبحانك، تعاليت وتعظّمت وترفّعت عن كل ظن، وتقدّست وتجلّلت وتكبّرت عن كل وهم، سبحانك أنت الكبير دون الكبر، وأنت القريب دون القرب، وأنت اللّه دون الإدراك، أنت وليُّ كل عزيز، ووكيل كل شريف، ودليل كل حائر، ومؤنس كل وحيد.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين والحمد للّه رب العالمين.