أراد الشاعر السوداني مهدي محمد سعيد عباس أن يحتفي بالقمم العربية فرسم لوحة فنية شملت البلاد العربية كلها في اثنتين وعشرين قصيدة صاغها شعراً مرتبة حسب الأحرف الأبجدية تفادياً لإشكالات التقديم والتأخير في الترتيب.

الأردن
هو الأردن كم صاغ الهدى في أرضه نسبا
وأذكى شعلة الأمجاد في الدنيا وما تعبا
وكم في خطوة الميمون ذكر عاطر ونبا
وكم أذكت فوارسه ضياء يكشف الحجبا

الإمارات العربية المتحدة
أنا شمس الخليج الحر عنوان الأماجيد
غرست الوحدة الشماء في العمران والبيد
وأسرجت السنا الدفاق مزهو العناقيد
رجال تصنع الأفراح غرس الأنجم الصيد

البحرين
تأمل جنة البحرين وارشف بسمة الفجر
وعانق نفحة الإسلام في أرجائها الخضر
سقتها أحرف الأجداد حزم العاشق البر
يهيم بحبها أهلي هيام الفارس الحر

الجزائر
هناك جزائر الثوار جيل يصنع العجبا
ثبات يسمع التاريخ أن الحق ما غلبا
وصارت قبلة العرفان حرفا صادقا ذربا
وهذا الأطلس العاتي إلى راياتها انتسبا

السعودية
بلادي شعلة الإسلام للدنيا وما فيها
وفيض من رضا الرحمن بالإيمان راويها
حروف محمد ضاءت
لقاصيها ودانيها
عيون الحق ترعاها
كتاب الله حاميها

السودان
أنا السودان عنوان الوفاء الحق عنواني
سكبت مشاعري لحنا
على أوتار ألواني
وصنعت لقاءكم نغما
به عطرت أركاني
عمرت بودكم قلبي
فصار رفيق وجداني

الصومال
سنبني أرضنا الصومال بالإخلاص والعمل
نشيدها بأيدينا
بعزم الواثق البطل
ونسقيها رحيق الوحدة الأسمى بلا ملل
على إرث من التأصيل بالإيمان متصل

العراق
أنا بغداد نبع حضارة بالفكر هدار
ودوح وارف الأغصان لا يثنيه إعصار
شبابي لم يزل غضا
ومن نهري يشتار
وعزمي خالد أبدا
بحب العرب موار

الكويت
كويت عزم كل أبي
وحزم الفارس الأرب
وأرض تنجب الأفذاذ من أجدادها النجب
ولؤلؤة يوامض برقها من سالف الحقب
شذا الأبطال عطرها
فزانت أمة العرب

المغرب
أنا في المغرب الأقصى
على رغم المسافات
أحبائي حياة الروح والمستقبل الآتي
ونور طريق أمتنا
لخلاق السماوات
بكم يشتد ساعدنا
ويقوى في الملمات

اليمن
أنا الصوت الذي غنى
على قيثارة الزمن
وصاغ الأحرف الأولى
بفكر شع من يمن
ومن أصغى لنور الحق والإيمان والسنن
ومن ضاءت به الآفاق وازدادت ذرى القنن

تونس
أنا من تونس الخضراء أهديكم أناشيدي
سلوا الأيام عن زمن
تنادي فيه مجهودي
وخيل الله في أرضي
أثارت كل تجديد
هتاف صهيلها نغمي
وعيد لقائكم عيدي

جزر القمر
أنا القمر التي صدحت
بها ترنيمة العرب
يجملني كتاب الله يحميني من النوب
وصوت عروبتي الصداح إيمان بلا كذب
ملأت مسامع الدنيا
بنور العلم والأدب

جيبوتي
وجيبوتي عشقناها
وبالتقوى بنيناها
نمجدها ونحرسها
ففي الوجدان سكناها
وتغرس في دواخلنا
من الأفكار أرقاها
إلى العلياء واثبة
وعين الله ترعاها

سوريا
أنا في الشام أسرار
سمت علما وعرفانا
وأبطال تحيل الأرض عند الروع بركانا
وذوب من سنا الإبداع أنغاما وألحانا
أصوغ العالم المنكود بالآداب بستانا

عمان
عمان الفال والآمال والأفضال
وأي يفرخ الدنيا
ويرويها فتخضر
يشيد جمالها الأخاذ جيل فكره ثر
شباب يعشق العلياء قد أصغى له النصر

فلسطين
شدا بالقدس أحرار
حروف هجائهم نار
فوارس ليليها السهران بالإصرار زخار
وجند من جنود الله عند الروع إعصار
عزائمهم تذيب الصخر ثوار وثوار

قطر
وطوف بي سما قطر
وغن المجد والشرفا
سنا التاريخ والإيمان في أرجائها ائتلفا
ثرى أبنائها عطر
بذكر الله قد هتفا
ومهد بطولة للعرب أضحى بلسما وشفا

لبنان
هنا في الساحة الفيحاء عند الشط لبنان
قطوف من جنان صاغها في الأرض فنان
فللأحباب عطر ندى
وللأعداء بركان
كتاب حرفه اللألاء للأزمان عنوان

ليبيا
وكان النصر بالمختار للأعداء زلزالا
ثباتا يقهر الخذلان ما ينفك شعالا
كفاحا واثقا في الله مهما ليله طالا
سيشرق فجره نصرا
من العلياء نهالا

مصر
أنا مصر التي تشدو
بها الأجيال أفراحا
نقشت على ضفاف النيل حرفاً ظل قداحا
وأهدي عبقري الفكر للإنسان فواحا
وحبي لم يزل عطرا
لكل العرب نفاحاً

موريتانيا
أنا العلم الذي ترقى
به في العالم الأمم
تدفق سلسلا عبقا
بآي الله يتسم
ونور الحق قرآني
به دنياي تنتظم
رحيق حروفه مددي
شذاها اللوح والقلم
وختم عباس بقصيدة قال فيها
من الأعماق صغنا حبكم شدوا وألحانا
وعطرنا دروب الود بالأفراح ألوانا
لقاء الأمة السمحاء بشرانا ونجوانا
من السودان مهد الصدق نهديكم تحايانا


تحياتي