أيام فقط وتحل الذكرى التاسعة لرحيل الشاعر الكبير نزار قباني
30 أبريل -آيار -1998
وتاتي هذه المرثية الوردية بالمناسبة وان كانت كتبت يوما واحدا بعد وفاته.
أشهد ألا شاعرا أتقن التمرد الا أنت
عزاؤنا واحد
قالت القصيدة
تغالب دمعا جرى
في رحيل الرائد
أحقا مات نزار
يا لمصيبة الشعر
ونكبة القصيدة
أحقا رحل الهزار
يا لهول الخبر
وقسوة الموعودة
من بعدك
يا فارس الغزل
يتمرد على المساحيق
يحصي أنفاس العشاق
من بعدك
يا قاهر الشعر
تسمح له الأنثى
بأن يحفر في حقيبة يدها
الأنفاق
يصنع من مقابض الشعر
قصائد
ومن أحمر الشفاه
أطباقا على موائد
ومن رسائل عشقها
مذكرة مواعيدها وسائد
وكاظم من يصنع مجده
من يخيره فيختار
من رياضك أحلى القصائد
أبعدك ينبت شاعر
يحمل الشعر في بصماته
يغازل تارة وتارة بالتمرد يعاند
أبعدك يأتي شاعر
يرقص على الجمريكابد
أبعدك يظهر غاضبا
من يعلن وفاة العرب
حاملا سيف التمرد
على أنظمة العرب
..وبيروت
من يغازلها
من يربت على كتفها
من يزيح عنها الخمار
رحلت شاعر الأنثى
وأنثاك قضية
وفي شوارعنا.. على قنواتنا
تختال الاناث اباحيات الخطى
ذاك شر البلية
وبلقيسك يا نزار
كانت صلب القضية
فعلتها وتركتنا
وعمر القضية اياها
خمسون عاما
بيت لحم ورام الله
والخليل جرحا
وفلسطين آلاما
نصف قرن قضيناها
نستعرض فحولتنا
من الماء الى الماء غافلين
ننتظر ونحن نغفو
مقدم صلاح الدين
نصف قرن لبسناها
عباءة العروبة وعمامة الدين
فلا صلاح الدين أتى
ولا رأسنا أبى أن يلين
نصف قرن من الشعر
* قصائد متوحشة *
و * رسم بالكلمات *
وغزل كل حين
نصف قرن ونحن نلهو
ب * طفولة نهد *
أسودنا غادرت العرين
يصفعنا الآخر
فنبسط خدنا ونصرخ
يا له من لعين
أعلام الشعر نكست
وفي * الضفة الاخرى *
يرددون* كن صديقي *
و * جريدة * النكبة
بدونك خرساء
فلا المتنبي بقادر
على احداث
* انقلاب في الكتابة *
ولا جميل ولا قيس
ولا الخنساء
توخاك حمام الموت
والموت في عرف الناس نهاية
وشعرك مهما قسى الموت يبقى
هو البداية والنهاية
وكل توقف عند الآخرين نهاية
وتوقف نبضك
في مملكة الشعر
لكل قادم بداية
أشهد ألا شاعرا
أتقن التمرد الا أنت
واحتمل حماقات العرب
كما احتملت
وأبحر في محيطات الكلم
كما أبحرت
واستسلم للرحيل غير معاند
كما استسلمت
أأرثيك شعرا
وأنت من الرثاء
من القريض أكبر
أم أستل سيفي وأعمله
في الموت منها أثأر
أم لا هذه ولا تلك
كفى تنطعا فالعمر أقصر
الى اللقاء شاعرنا
في جنة الشعر
والله أكبر
محمد بلغازي
1 ماي -آيار -1998