أخيه ... أبث اليك بين قضبان حروفى ذكرى .. وأنسج من ضلال القران ومعين السنه وعظا تكسبين به الاجر .. فاسمعى يا أختاه ..
فما الحياه الدنيا بباقيه .. وما الاحوال فيها ستبقى كما هى ، فكلها بما فيها وما عليها الى زوال ويبقى الله وحده ذو الجلال !
تذكرى أنك فى رحله منعطفها الموت . . . . . ومحطتها القبر ، ومستقرها الجنه او النار ! فا نظرى ماذا تركبين ؟!
هل تركبين مركب الطاعه والامتثال فيسوقك الى خير مأل.. (( فى جنات ونهر [54] فى مقعد صدق عند مليك مقتدر )) أم تركبين مركب المعصيه والغوايه ، فيسوقك الى اسوا نهايه .. (( فى سموم وحميم [43] لا بادر ولا كريم )) فانظرى أخيه ! ماذاستركبين ! فالرحله قصيره .. ومركبها امامك جليه جلاء الشمس فى كبد السماء الصافيه !
أختاه ... كم ستعيشين فى هذه الدنيا ؟ ستين سنه .. ثمانين سنه .. مائة سنه .. الف سنه .. ثم ماذا ؟! ثم موت .. ثم بعث الى جنات النعيم أو فى النار الجحيم !
تيقنى حق اليقن .... أن ملك الموت كما تعداك الى غيرك فهو فى الطريق اليك ! واعلمى ان الحياه مهما امتدت وطالت فان مصيرها الى الزوال وما هى الا أعوام او ايام او لحظات فتصبحين وحيده فريده لاحبيبات ولا اموال ولاصاحبات .
تخيلى نفسك وقد نزل بك الموت .. وجاء الملك فجذب روحك من قدميك !!!!!!
تذكري ظلمة القبر ووحدته .. وضيقه ووحشته .. وهول مطلعه . . وسوء مصرعه . .
فاما نعيم واما حميم !
تذكري هيئة الملكين . . وهما يقعدانك ويسألانك . . تذكري كيف يكون جسمك بعد الموت .. تقطع أوصالك
وتفتت عظامك وبلى جسدك وأصبحت قوتا للديدان !!
ثم ينفخ فى الصور . . . . انها صيحة العرض على الله . . فتسمعين الصوت . . فيطير فؤادك . . ويشيب رأسك . . فتخرجين مغبره حافيه عارية ....
تذكري مذلتك في ذلك اليوم . . . . وانفرادك بخوفك وأحزانك . . وهموك وغمومك وذنوبك . . .
وخشعت الأصوات للرحمن . . فلا تسمع الا همسا !!
قد ملئت القلوب رعبا . . .
تذكري تلك المواقف والأهوال . . .
تذكري يوم توضع الموازين وتتطاير الصحف كم فى كتابك من زلل
تذكري يوم يقال لك : هيا اعبري الصراط !
تذكري يوم يقررك الله بذنوبك ليش بينك وبينه ترجمان !!
ماذا تجيبين ام كيف ستعتذرين !
أخيه : حاسبي نفسك قبل ان تحاسبي !
وعدي ذنوبك قبل ان تكون عليك يوم الحشر حسرات
واحذري أختاه : من معصية الله .... فانها نكد في العيش . . . . وقلق فى النفس .. ومنقصه للرزق .
مساكين أهل الذنوب أطاعوا الشيطان .. وعصوا الرحمن .. وحلت كروبهم وعظمت خطوبهم . . وكبرت عيوبهم
مساكين اهل الذوب عصوا الجبّار بالليل والنهار ..
مساكين اهل الذنوب غفلوا عن الطاعه .. وخسروا أنفسهم قبل قيام الساعه !
أختي المسلمه : فاجعلي من لحظات عيشك طاعات . . واعتقي نفسك من مغبة الحسنات
(( يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون )) صدق الله العظيم