بعد وفاة زوجته الرابعة ظل احد المسنين يحتفظ بقلب (اخضر) رغم اخاديد السنون المتجسدة على ملامحه المهترئة وشعره الثلجي وعيونه الضبابية ..
اشرق قلب المسن فجأة مع جيل (النت) حيث كانت حفيدتاه تمضيان اجازتهما معه لتخفيف وطأة ترمله في خريف العمر. الفتاتان مفتونتان بالشبكة ومواقع (الشات) وكان جهاز الكمبيوتر النابه انيسهما في تلك الاجواء الاثرية حيث يقبع جدهما .. والذي كانت تتطاول نظراته محدقة في الوجوه اللامعةلفتيات الشاشة .. وكان لا يخفي فضوله كرجل مزواج في طرح تساؤلاته المباغتة لحفيدته كلما رأى وجهاً يثير اشجانه .. (هذي وش اسمها? بنت من? وين ساكنين وردت الفتاتان مذهولتين بشريط الاسئلة .. وماذا تريد منها (يا جدو) ويأتي الرد صاعقاً يكهرب اجسادهما ابغى اروح اخطبها من ابوها الحين!
الحفيدتان اعتبرتا الأمر مجرد مزحة لكن العجوز كان جاداً فقد ايقظهما على الفجر لتصفح وجه عروسه (الحفيدة) عندها لم يكن امامهما سوى اللجوء لمكيدة تخلصهما من (زن العجوز) وقد اسعفهما ذكاؤهما بترتيب محادثة بين احداهما وجدها وقد نجحت في استمالته ليطلب منها الزواج بعد محادثة قصيرة عندها اشترطت عليه ان يكون المهر نصف مليون وان يتم في افخم صالات الافراح وان يشترى لها فيلا باسمها وسيارة وخادمة فقط .. الطريف ان هذه الطلبات التعجيزية لم تثن الجد المتهيم رغم بخله فقد وافق على تلبيتها دون ابطاء وامعاناً في جديته ايقظ حفيدتيه مبكراًبعد ان حلق لحيته واستبدلها (بسكسوكة) تليق بعريس العشرين طالباً من ابنائه التسعة الذين استدعاهم تنفيذ طلبات العروس وحينها اضطرت الحفيدتان لكشف المكيدة الانترنتيه فلم يتمالك الجد نفسه حيث سقط منهاراً ليتم نقله الى المستشفى في نوبة قلبية حادة لكنها عدت بسلام