14 / 04 / 2007, 55 : 02 AM
|
عضو بالمرتبة الأولى
|
المنتدى :
الثقافة الاسلامية 2005-2010 |
تاريخ التسجيل |
العضوية |
المشاركات |
بمعدل |
المواضيع |
الردود |
معدل التقييم |
نقاط التقييم |
قوة التقييم |
25 / 01 / 2007 |
3223 |
61 |
0.01 يوميا |
|
|
219 |
10 |
|
|
|
|
اتعلم كم نحتاجها بشده ....!! "وقفه مع نفسك"
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
اخواني واخواتي..
كثيراً ما تمر علينا أوقات يضيق بنا الصدر..
مواقف صعبة.. كلمات جارحة.. ذكريات مؤلمة..
أشياء وأشياء على مر العمر تقابلنا نضعف فيها
وذلك لا يقع على جنس دون الآخر؛ ولكنه على السواء المرأة والرجل..
فدموع تذرف وتنهمل مثل الأنهار وكل ذلك ذاهب هباء.. دموع فانية
مثلها مثل الدنيا لأنها تذرف عليها وعلى ما فيها..
ولم أسأل نفسي وقتها
لماذا لا أنهض فأتوضأ وأوجه وجهي إلى قبلة الله عز وجل..!!؟؟
أبكي له بكل جوارحي.. أشكي له.. أناجيه بكل ما يؤلمني..
بكل ما يتعبني.. أبوح له بذنوبي التي يعلمها..
أعترف وأبكي وأتوسل إليه أن
يسامحني.. أن يرحمني…
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(قال الله تعالى: "يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك
على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء
ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم
إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك
بقرابها مغفرة") [السلسلة الصحيحة 127] ..
فما أجمل الليل وسكونه وقت أن خلا كل حبيب بحبيبه وغلقت الأبواب
ونامت العيون.. فلا أجد غيره حبيباً ألجأ إليه من نفسي وشيطاني..
أقول له: إلهي وسيدي أشكو إليك ما أهمني والذي أنت أعلم به مني..
أبكي وقلبي يحترق بمشاعر متداخلة..
حب وخوف ورجاء وتمنٍ..
والله ينتظر أن يأتيه عبده ماشياً فيأتيه سبحانه هرولة
كما جاء في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام..
فيفرح بمجيئي إليه..فلن أجد مثله حبيب..
أعصيه ....ويمهلني
أبتعد عنه ........ويدعوني
(وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ
فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا
وَهُمْ يَعْلَمُونَ )..
كم أنت حنان منان يا ربي..
وكم أنك تصبر علينا وتمهلنا كثيراً..
وكم نحن مخطئون مغرورون..
وكم نبكي على أشياء تافهة ونترك دموع التوبة
والإنابة إليك لعلك ترحمنا وترضى عنا..
فادعوكم اخواني ... إلى باب الله
الذي لا يطرق عليه أحد إلا وفتح له
مهما بلغت ذنوبه ومعاصيه..
وأناشدكم ونفسي بالله أن تتركو ذرف الدموع على الدنيا وما فيها...
وهيا معي نفسح طريقاً بيننا وبين الله نبكي له بدموع التوبة والندم..
نبكي إليه شكوى من كل ما يتعبنا..
فضفضو له بكل شيء..
تقربو من الله فلن نجد أقرب منه سبحانه..
يحب لنا الخير
والهداية والفوز بالجنة..
فمهما بحنا بما يختبئ بين أدق دقائق أعماقنا...
فستبقى أشياء لن نقدر على البوح بها سوى لخالقنا وحده..
فهيا معي اخواني نقبل على الله بقلوبنا
وجميع جوارحنا فلا ملجأ ولا مهرب منه إلا إليه..
فهو الحبيب سبحانه..
وكان رسولنا الحبيب عليه الصلاة والسلام أحب أوقاته التي يقضيها
هي تلك التي يقضيها في الصلاة...
وكما قال صلى الله عليه وسلم: (جُعلت قرة عيني في الصلاة)
وكم كان يكثر من الصلاة حتى تتورم قدماه
الشريفتان ويطيل في السجود صلوات الله وسلامه عليه...
وحينما كان يُسأل لماذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر
فكان الرد الجميل الذى تهتز له القلوب (أفلا أكون عبداً شكوراً؟)
فأين نحن من ذلك ...!!
ونحن لا نكاد أن يضيق صدرنا بشيء ما حتى نلجأ لفلان وفلانة...
لعلنا نجد عندهم الحل لما ألم بنا؟
ولا ندرى أن لا حل إلا من الله
فبيده الخير كله ولا شيء يحدث إلا بإذنه عز وجل..
فما أجمل دموع الخشية حينما تبلل وجهي فيغتسل بها قلبي..
وما أجملها راحة وسعادة تلك التي أنعم بها بعد أن أبوح إلى الله بكل ما
بداخلي من آلام سببتها لي المعاصي والذنوب
فكأنني أنفض عن كاهلي جبال ثقال لطالما أتعبتني..
فأدعوكم ونفسي إلى تلك السهرة الإيمانية
التى قال فيها المولى عز وجل: (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً)
نقتدي فيها بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وبالسلف الصالح..
وأذكر قول معاذ بن جبل -رضي الله عنه- حينما قال وهو يموت:
(اللهم إني أشهدك أني ما كنت أحب الدنيا لغرس الأشجار ولا لري الأنهار ولا
لكثرة المال؛ ولكني أشهدك أني كنت أحب الدنيا لقيام الليل وذكر النهار
وحِلق العلم) ..
فتأكد..
يا اخي وانتي يا أختي الحبيبة...
أنه لن يلبي طلبك سوى الله...
ولن يكشف عنك السوء إلا هو...
(أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ)
ولن يعفو عنك إلا الله
(أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
فكم نخطأ في الحياة مع أناس ولا يغفرون..
فالله خالقك وهو أعلم بك وبما في نفسك
(يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ)..
وأخيراً اخواني في الله
إننا نذرف الدموع تليها السنون دون فائدة؛
فجميعها هباء فلنسارع إلى ذرفها في مناجاة الله في الليل البهيم..
وإلى طاعته في النهار المضىء ...
لعل الله يرحمنا ويرأف بحالنا الضعيف ..
فيقبل منا دعاؤنا ومناجاتنا ويكشف عنا كل ما أهمنا..
فعودة إلى الله نجد فيها السعادة كلها..
راجين من الله عز وجل أن يتقبلنا فى زمرة عباده الأتقياء الصالحين..
|