17 / 05 / 2007, 27 : 02 PM
|
عضو بالمرتبة الأولى
|
المنتدى :
الثقافة الاسلامية 2005-2010 |
تاريخ التسجيل |
العضوية |
المشاركات |
بمعدل |
المواضيع |
الردود |
معدل التقييم |
نقاط التقييم |
قوة التقييم |
25 / 01 / 2007 |
3223 |
61 |
0.01 يوميا |
|
|
219 |
10 |
|
|
|
|
أحوال الناس في البرزخ
وأما أحوال الناس في البرزخ فَعَلَى أنواع :
النوع الأول : وهم أعلى الناس منزلة في قبورهم ، وهم الأنبياء ، قال :إن الله حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء .
النوع الثاني : الشهداء ، فإن النبي لما سُئل : ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد ؟ قال : كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة . أي لما كان يُقاتِل . رواه النسائي وهو حديث صحيح .
ولما حَفَر جابر بن عبد الله قبر أبيه ، وكان من قُتِل يوم أحد . قال : فاستخرجته بعد ستة أشهر فإذا هو كَيَومِ وَضَعْتُه غير هُـنـيّةٍ في أُذنه . رواه البخاري .
وهؤلاء – أي الشهداء – يُنعّمون في قبورهم ويأمنون من فتنة القبر وسؤال المَلَكين .
ويلحق بهذا النوع من يأمن فتنة القبر وعذاب القبر ، وهو من مات مرابطا أو من مات ليلة الجمعة أو يوم الجمعة ، لقوله : من مات مرابطا في سبيل الله أُجري عليه أجر عمله الصالح الذي كان يعمل ، وأجري عليه رزقه ، وأمن من الفتان ، وبعثه الله يوم القيامة آمنا من الفزع . رواه ابن ماجه وغيره وهو حديث صحيح .
وقال عليه الصلاة والسلام : من مات مرابطاً في سبيل الله أمّنَه الله من فتنة القبر .
وكذلك من يموت ليلة الجمعة أو يوم الجمعة ، فإنه يأمن فتنة القبر ، فمن مات كذلك فإن هذا من المُبشِّرات له ، لقوله : ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر . رواه الإمام أحمد والترمذي وهو حديث صحيح .
النوع الثالث : مَنْ يُنعّم في قبره ، وإن كان يتعرّض للسؤال والامتحان ، وهو المؤمن الذي يفتح له باب من الجنة وباب من النار ، فيقال هذا كان منزلك لو عصيت الله أبدلك الله به هذا ، فإذا رأى ما في الجنة قال : ربِّ عَجِّل قيام الساعة كيما أرجع إلى أهلي ومالي ، فيقال له : اسكن . رواه الإمام أحمد عن البراء بن عازب .
ويُقال له : نَم نومة العروس .
النوع الرابع : من يُعذّب مدة ثم ينقطع عنه العذاب ، وهو عذاب بعض العُصاةِ الذين خفّت جرائمُهم ، فيُعذّب بحسب جُرمه ثم يُخفف عنه العذاب .
وهذا قد عدّه بعض العلماء من المكفِّرات العشر التي تُكفّر بها السيئات - راجع شرح الطحاوية – واصل الكلام لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .
النوع الخامس : من عذابه دائم غير منقطع ، كما هو الحال في الكفار ، وكما تقدّم في حقّ آل فرعون ، فإنهم يُعرضون على النار صباح مساء .
وفي حديث البراء – وهو حديث طويل ، رواه الإمام أحمد وغيره – قال - في شأن الكافر أو المنافق - : ثم يفتح له باب من النار ، ويمهد له فراش من النار .
وفيه : وإن الكافر - فذكر موته – ثم قال : وتعاد روحه في جسده ، ويأتيه ملكان فيجلسانه ، فيقولان : من ربك ؟ فيقول هاه هاه هاه لا أدري ، فيقولان له : ما دينك ؟ فيقول هاه هاه لا أدري ، فيقولان : ما هذا الرجل الذي بُعِثَ فيكم ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري ، فينادي مناد من السماء أن كذب ، فافرشوه من النار وألبسوه من النار وافتحوا له بابا إلى النار ، قال : فيأتيه من حرها وسمومها ، قال : ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه - زاد في حديث جرير - قال : ثم يقيض له أعمى أبكم معه مرزبةٌ من حديد لو ضُرب بها جبل لصار ترابا ، قال فيضربه بها ضربه يسمعها ما بين المشرق والمغرب إلا الثقلين فيصير ترابا ، قال : ثم تعاد فيه الروح . رواه أحمد وأبو داود واللفظ له .
قال ابن القيم عن حديث البراء : هذا حديث ثابت مشهور مستفيض صححه جماعة من الحفاظ ، ولا نعلم أحدا من أئمة الحديث طعن فيه ، بل رووه في كتبهم وتلقوه بالقبول وجعلوه أصلا من أصول الدين في عذاب القبر ونعيمه، ومساءلة منكر ونكير وقبض الأرواح وصعودها إلى بين يدي الله ثم رجوعها إلى القبر .
والميّت يُعرض عليه مقعَده ومنزله في كل يوم مرتين :
مصداق ذلك في كتاب الله في الآية المذكورة في عذاب آل فرعون .
وعن ابن عمر أن رسول الله قال : إن أحدكم إذا مات عُرِضَ عليه مقعده بالغداة والعشي ؛ إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة ، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار ، يُقال : هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة . متفق عليه
فيزداد العبد بشارة وسروراً وفرحاً إن كان من أهل الجنة ، ويزداد حسرة وألماً وندَماً إن كان من أهل النار .
|