اتصال الوداع ....!! ؟؟
رفعت سماعة هاتفي وسمعت همسا في غير عادته !!
سابقتها دموعها قبل حروفها ؟
حروف ممزوجة بآهات وتنهيدات ودموع محروقة سمعت منها ،
وداعا يامن ملك الفؤاد وسلب مهجته !!
استجمعت بعض الحروف وليتني لم أجمعها !
لقد كوّنت لي كلمة أحبها وأكرهها !
إنها كلمة الوداع !
أحبها فقط عندما أسمعها من شخص لا أود سماع صوته ،
أو إطالة بقائه إلى جواري !
وأكرهها عندما أسمعها من صديق أو قريب !
فكيف بحالي وهي تأتي من أغلى إنسانة أحببتها بكل جوارحي !
بعدها لم تكن دموعها تنساب وحيدة في تلك اللحظة !
نعم شاركتها انسياب الدموع وحرقة الآهات وعلو التنهيدات !
توقفت الأحرف عن الكلام وبدأ يعلو صوت البكاء ومداخلة الهمسات !
ظلّت دموعي تنزف حتى استيقنت أنها لاتخرج من عيوني ..!
بل من المئات من عروقي والآف شراييني !
دموع حارة أحرقت وجناتي وبللت أوراقي وملابسي !
لم تكن عيوني لوحدها تبكي ،
فكل أجزاء جسمي تبكي !
القلب يبكي وداع من أضناه !
واليد تبكي وداع ملامسته !
والابتسامة تبكي وداع منتهاها !
والأنامل تبكي وداع من كتبت له قصص الحب والغرام !
والفكر يبكي وداع خيالات العشق وسهوم الحب وغدر الأيام !
يالله ... يالطيف .. يارحيم ..
أنقطع همسها وبكاؤها بعد أن وقعت السماعة من يدي ،
علا صوت تنهيداتي الشديدة والمخنوقة وخيّل لي ..
أن أركان غرفتي بدأت تهتز !
فجأة لم أعد أدرك ما حولي وتداخلت أفكاري ومرّ شريط ذكرياتي بطوله في لحظات أمام عيني !
بدأ الظلام يخيّم أمام عيوني ...!!
وانحصرت الدنيا بوسعها في بؤرة صغيرة سوداء
لم أعد أرى من الدنيا غيرها !
أحسست بضيق المكان وانقطاع الهواء وانحباس الأنفاس والخوف من المجهول وكل ما حولي !
بدأت أتلفت يمينا ويسارا ومن تحتي ومن فوقي ..
فلم أعد أعرف أين أنا وماذا سمعت وماذا قلت !؟
تحركت في غرفتي كالمجنون لا أعلم ماذا حصل !؟
يالله عيني تدمع !
وقلبي يرجف !
وأطرافي ترتعد !
والخوف يعتريني !
يالله ... ماذا حصل !؟
نظرت من شباك نافذتي لأستنشق الهواء الذي بدأت أفقده ولعلّي أرى شيأ !
استجمعت قواي المنهكة وأفكاري المشتتة ومسحت دموعي الغزيرة وعرقي المتصبب !
وبعد حين أدركت ماكنت فيه !
عندها أطلقت العنان لدموعي لتنزف من جديد ...
وآهاتي لتحرق المزيد !
**********************************
(( سفير الشوق ))