وحشية الأحزان
لك اكن اعرف والدتي ولم ارى لها صوره سوى في احلامي الحزينه كل ليله
كنت في هذا السن احتاجها بشده وافكر فيها اكثر من اي وقت مضى
كم من اللحظات كنت اضم وسادتي واغرقها بالدموع بعد ان يجلدني الحزن والاحتياج اليها
ذات مساء دخل والدي البيت وحدثني بنبرة حزينه
ساره هل تريدين زيارة امك..!!!!
شعرت بحراره شديده تدب في وجهي وانفاسي تتقطع...بهت واخرسني الذهول
حسنا رتبي ملابسك غدا موعد رحلتنا الى الرياض
لم استطع النوم تلك الليله فتارة ابكي بحرقه كلما تذكرت سنين حرماني منها وتارة احلق في الحلم الجميل واتخيل شكلها واستقبالها لي وفرحتها
في اليوم التالي ذهبنا الى المطار وكلانا صامت وفي اثناء جلوسنا في الطائره قال والدي: كنت مشغول بكم وبعملي ولم تأتيني الفرصه لأذهب بك الى امك
ثم صمت قليلا واردف قائلا تعلمين والدتك في الرياض والرياض بعيده وانا مشغول
تعجبت كثيرا كيف ان والدي يتكلم بطريقه متردده وكأنه يعتذر لي عن ذنب ما
تساقطت دموعي بحرقه واخترقت نظراتي نافذة الطائره تحدق في لاشيء
قبض والدي على كلتا يدي وتوجة نحوي بجديه وقال
امك طلبت رؤيتك فهي مريضه جدا
شعرت بنصل يخترق قلبي ويمزق احلامي اشلاء اشلاء....
وصلنا الرياض واخذني خالي الى المستشفى وصعد بي الى الطابق الثالث
كنت امشي في ممر طويل اشعر به الان اطول ممر مشيت به في حياتي
اشعر بالبرد...والخوف...والشوق...والحزن....والكثير من المشاعر القاتله
فتح خالي باب الغرفه وقال هنا والدتك
كانت والدت ممده على سريرها الابيض تعاني من السرطان في مرحله متقدمه ولكنها كانت جميله جدا وشابه ولم اكن اعلم انها هكذا
اقتربت نحوها بحذر وعيناي تتفحصها وتخيلت انها نائمه ولكنها شعرت بي
سااااااره اقتربي...اقتربي
اصبتني فوضى بصريه فلم اعد استطيع رؤيتها من بين دموعي
مدت يدها نحوي فصافحتها وقبضت على يدي بقوه وبكت بكاء شديدا
اصبحتي فتاه ياساره!!!
اه مااسرع الايام ياطفلتي!!
اخذت تحدثني عن كل مامضى....
لم اخبرها عن احزاني وحياتي القاسيه كنت اشعر انها ستموت ولم اريد لها المزيد من الألم.....
انتهت الزياره وعدت ادراجي مع والدي ولكن انسانه اخرى لاتبصر.....لاتسمع.....لاتتكلم.....
بمجرد وصولنا البيت جاء الخبر الصاعق بوفاتها وهنا يعجز القلم عن التعبير....................!!
يتبع