15 / 08 / 2007, 50 : 08 PM
|
ضيف عزيز
|
المنتدى :
الثقافة الاسلامية 2005-2010 |
تاريخ التسجيل |
العضوية |
الدولة |
المشاركات |
بمعدل |
المواضيع |
الردود |
معدل التقييم |
نقاط التقييم |
قوة التقييم |
01 / 02 / 2007 |
3241 |
egypt |
39 |
0.01 يوميا |
|
|
217 |
10 |
|
|
|
|
أول بناء للمسجد الأقصى:
عَنْ أَبِي ذَرَ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّهِ! أَيّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الأَرْضِ أَوّلُ؟ قَالَ: "الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ" قُلْتُ: ثُمّ أَيّ؟ قَالَ: "الْمَسْجِدُ الأَقْصَىَ" قُلْتُ: كَمْ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: "أَرْبَعُونَ سَنَةً، وَأَيْنَمَا أَدْرَكَتْكَ الصّلاَةُ فَصَلّ فَهُوَ مَسْجِدٌ" (رواه مسلم).
لا يتوافر نص صحيح الثبوت حول تاريخ البناء الأول للمسجد الأقصى إلا هذا الحديث الشريف، لكن زمن بناء المسجد الحرام لأول مرة غير مصرح به هنا، وقد انقسم المؤرخون إلى فريقين حول زمن بناء المسجد الأقصى:
الفريق الأول يرى أنه ليست هناك رواية صحيحة وصريحة حول بناء الكعبة المشرفة قبل نبي الله إبراهيم ( عليه السلام ) ويستندون في ذلك إلى:
أ- معلومات الصحابة الذين سأل أحدُهم (أبو ذر) رسولَ الله (صلى الله عليه وسلم) عن اسم أول مسجد بُني على الأرض، ولو كانت لديهم معلومات أخرى حول بناءٍ آخر أقدم من هذا سمعوها من الرسول – صلى الله عليه وسلم – لتناقلت الأجيال ذلك عنهم؛ خاصة لما للبيت من مكانة، ولأن مناسبة الحج التي تأتي في كل عام من شأنها أن تثير الذاكرة لتخرج من مكنونها ما يخص البيت الحرام.
ب- حين يجيب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أبا ذر عن أن المسجد الحرام هو أول بيت وُضِع للناس، فلن تكون المعلومة مكتملة إذا كان أبو ذر والصحابة لا يعلمون للبيت الحرام بناء قبل بناء إبراهيم.
ج- حين أشار القرآن إلى أولية بناء المسجد الحرام كمكان خُصِّص ليقيم الناسُ فيه الصلاة، سبق ذلك بالحديث عن ملة إبراهيم ( عليه السلام ) وتلاه بالحديث عن "مقام إبراهيم".. يقول تعالى: (قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ (95) إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وَضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ العَالَمِينَ) (سورة آل عمران: 95 – 97). وهذا يزيد في ترجيح أن المرة الأولى لبناء المسجد الحرام هي التي بناه فيها إبراهيم وإسماعيل – عليهما السلام.
د – إن قيل: هل يمكن أن تعيش البشرية من أيام آدم إلى أيام إبراهيم (عليهما السلام) بلا مساجد؟ جاء الرد: نعم، على اعتبار أن المساجد أماكن مخصصة للعبادة وحدها.
وهناك روايات غير ثابتة الصحة تسند البناء الأول للمسجد الأقصى إلى إبراهيم، وأخرى مثلها تقول بأن يعقوب هو الباني الأول للمسجد المبارك.(12)
الفريق الثاني: يرى أن المسجد الأقصى قديم، فهو أولى القبلتين، وثاني مسجد وضع في الأرض، بنص الحديث الشريف، والأرجح أن أول من بناه هو آدم عليه السلام، اختط حدوده بعد أربعين سنة من إرسائه قواعد البيت الحرام، بأمر من الله تعالى، دون أن يكون قبلهما كنيس ولا كنيسة ولا هيكل ولا معبد.
ويستندون في ذلك إلى أن الهجرات السامية بدأت تتحرك من الجزيرة العربية باتجاه فلسطين ومختلف بلاد الشام في أواخر العصر الحجري النحاسي, أي نحو عام (2500) ق.م، ومن هذه الهجرات هجرات الأموريين والكنعانيين الذين سكنوا فلسطين، ومن قبائلهم اليبوسيون الذين سكنوا القدس وما حولها.
ويبدو أن اختيار القدس للسكنى من قبلهم رغم قلة مائها ووعورة أرضها؛ كان بسبب مجاورتها المنطقة التي يقع عليها المسجد الأقصى، ليجاوروا مسجدها المبارك وأرضه الطهور.
|