ينتابني الضحك كلما تذكرت نفسي في أول ارتباطنا , وكيف كنت أستجوبك.
سألتك لحظتها العديد من الأسئلة, وأخبرتك بأني أحتاج أن تمد يدك لتساعدني ,
وهل لديك قدرة على انتشالي مما أنا فيه؟ وسألتك: هل تملك القوة التي تحتويني ؟
وهل تملك الحلم الذي يتحمل أزماتي ؟ بصراحة أكثر وباختصار أشد :
الديك استعداد أن تمتلكني من رأسي حتى أخمص قدمي, وبكل ما يحتويني من
عنفوان وانفعالات وآهات. وكنت متأكدة بأنه بينك وبين نفسك, خفت وترددت,
وكأنك ستخوض معركة أنت في غنى عنها, فما الذي يجبرك على كل ذلك.
أدري بأنه لا ذنب لك ولكن نصيبك أن أكون في طريقك ونصيبي أن تكون في
طريقي , ولأن الوضوح هو شعارنا , فعلي أن أصارحك بالفعل أنك ستخوض
معركة معي أنا فقط , أنا بكل ما أملك من أحاسيس ومشاعر وعواطف ومخاوف ,
أنا بكل ترددي وشكي وبكل ما أملك من أحلام وأمان وأوهام وخيالات,
وبكل ما لدي من أمومة وأنوثة , أعرف أن ذلك ليس بالأمر السهل ,
ولكنه ليس مستحيلاً ويحتاج منك إلى أراده قوية .ووافقت , وكل ما كان يشفع
لي إحساسك بصدقي وبحبي لك. فبالفعل هذا الإحساس الذي يجتاحني ومشاعرك
التي هبت على مسكن كياني وبيت فؤادي , فاختبأت في أعماقي , ولمست أوتاري,
وجابت في خاطري , فهتف طيفك في مسامي فسيطرت علي ,
وانجذبت إليك بكياني, فحياتي بدونك كانت فارغة. ووقع قلبي في هواك ,
وغزوت تفكيري ونبضي ومشاعري واستعمرت جوارحي, وكيف لا يحدث
لي ذلك وأنت الوحيد الذي فك حصاري, فكل ما فيك رائع, أفكارك وطموحاتك
وتطلعاتك وكلامك العذب وأخلاقك العالية وتفهمك المتميز. أسرتني وشددت
انتباهي بهدوئك المتزن ووداعتك المثيرة, عشت معك, فأصبحت أنت الحنين
والشوق واللهفة والأمان , فكنت أنت وقتي وحنيني ونشوتي. فمعك كل أيامي
سعادة , لا فكلمة سعادة غير كافية لما أشعر به , فهي لا تتسع لما في داخلي
من نبضات وحرارة وصدق وقوة. أني أحمد الله على ما وهبني من نعمة لم أكن
أحلم بها, فجعلتني أعطي بلا قيود, وأحبك بلا حدود.....