23 / 05 / 2005, 37 : 10 PM
|
|
مؤسس الموقع
|
المنتدى :
الحياة الاجتماعية 2005-2010 |
تاريخ التسجيل |
العضوية |
الدولة |
المشاركات |
بمعدل |
المواضيع |
الردود |
معدل التقييم |
نقاط التقييم |
قوة التقييم |
14 / 03 / 2005 |
1 |
المكتبة |
7,618 |
1.06 يوميا |
|
|
393 |
10 |
|
|
|
|
التوسط في المحبة
قالت له في إحدى الأمسيات اللطيفة: (لو تعرف كم أحبك! أنت لست زوجي فحسب أنت أبي وأمي وأخي، أنت كل حياتي!) فبدت على الزوج علامات الرضا والحبور هذا المشهد كثير التكرار في العلاقات الزوجية المستقرة والهانئة ولا شك ان هذه العاطفة من مباهج الدنيا الرائعة التي يحلم بها كل من يقدم على الزواج.
إلا أنني كطبيب نفسي أسمع هذه الكلمات بشكل مختلف فعلى الرغم من روعتها إلا أن الإغراق المبالغ فيه في حب الزوجة لزوجها حتى يصل الى حد الذوبان الكامل والاعتماد التام عليه أمر له في بعض الأحيان عواقب وخيمة.
أقول هذا وأنا استحضر في ذهني (مها) إحدى مريضاتي التي كانت تعيش حياة مستقرة هانئة مع زوجها (الحبيب) إلى أن تطورت الأمور الى شكل سيئ بعد خلاف بين الاسرتين ومن ثم خلاف بين الزوجين أدى الى انفصالهما الى غير رجعة.
كانت مريضتنا هذه معتمدة على زوجها في كل شيء فهو مصدر الرعاية والحنان والمال ومنظم شؤون المنزل وعلاقات الاسرة وغير ذلك وفجأة وجدت نفسها وحيدة حائرة غارقة في بحر من الحرمان العاطفي النفسي.
إن ما نتشارك به مع زوجاتنا من حب ومودة وأنس هي عملية متبادلة بين طرفين لا تقوم إلا بوجودهما معاً وهذا ما يحدث في العلاقات السليمة و(الصحية) ولكن هذه الصورة لا نراها أحياناً لدى بعض الزوجات
(خاصة صغيرات السن منهن) فهن يقمن علاقات الحب والمؤانسة مع الزوج على نمط اعتمادي واضح فهي سعيدة بوجوده وبرضاه عنها، وشقية تعيسة في غيابه او عند سخطه عليها أيا كان سبب هذا السخط هن ببساطة يضعن مفاتيح سعادتهن بيد شخص آخر ولذا كانت هذه السعادة معرضة للتشويه في أية لحظة.
إنني أدعو معاشر النساء للوصول الى مرحلة الاستقلال العاطفي النفسي، واقصد هنا ان نطور مشاعرنا بحيث نشعر بالسعادة الغامرة بوجود من نحب. وبالرضا والطمأنينة في غيابه (أو غضبه منا) وبالقدرة على ان نوجد مصادر للمتعة والهناء النفسي بمفردنا ومن اعماقنا دون الاعتماد على الآخرين كما أقصد بالاستقلال النفسي ان نقوم بكل وظائفنا النفسية كالحب والبغض والأمل والاهتمام وفق مبادئنا وطبيعة شخصيتنا نحن وليس عبر (نظارة) زوج او صديق صحيح ان الحياة تحلو بوجود من نحب لكنها ليست بالضرورة ان تتحول الى جحيم في عدم وجوده.
ختاماً: الحب احد مصادر القوة الذي يجعلنا نبذل ونضحي بكل سعادة ورضا، لكنه ان لم يكن يصاحبه قدر من الاعتدال والثقة بالنفس والاعتداد بها قد يصل الى مرحلة من (الاستعباد) الذي يتركنا خلفه ضعفاء عاجزين وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: (أحبب حبيبك هوناً ما فعسى أن يكون خصيمك يوماً ما وأبغض خصيمك هوناً ما فعسى أن يكون حبيبك يوماً ما)
وبالله التوفيق.
عن الدكتور
د. ياسر العبدالكريم
-طبيب نفسي
توقيع : SALMAN |
إذا خسرناك عضو فلا تجعلنا نخسرك زائر
الإرادة بركان لا تنبت على فوهته أعشاب التردد
حيــــــــــــــــــــــــــــــاكم الله في حسابي على تويتر :
SALMANR2012@ |
|