13 / 02 / 2008, 34 : 05 PM
|
|
رد: سـأروي لكــم قصـــتي !!
أعود من جديد ..
أذن لصلاة العشاء .. وأنا حائر في حال هذا الصليب الذي بين يدي ..
اتصلت بصديقي خالد .. وقصصت عليه أمري .. وكيف أتصرف ؟
قال لي بما أنه من الذهب خذه لمحل بيع الذهب وبعه عليه بأي ثمن وتصدق بقيمته ..
فكرت بما قال .. وقررت أن أفعل ذلك ..
خرجت من البيت وتوجهت لأقرب سوق .. وقبل أن أعرض ما معي على البائع .. قلت له أني معي صليب هل تشترونه إن كان من الذهب ؟ ..
فابتسم في وجهي مستنكراً .. وقال هات لأراه ..
قدمته له وعاينه .. ومن ثم وزنه وقيمه .. ووافقت وأخذت المبلغ وأنصرفت سريعاً ..
في السيارة قررت أن أتوجه إلى مكة المكرمة .. أريد أن أخلوا بنفسي .. أن أعود إلى الله ..
اتصلت بأمي وأخبرتها أنني عازم بإذن الله على السير هذه الليلة إلى بيت الله الحرام .. وقلت لها أن تخبر أبي بذلك ..
عدت للبيت وجهزت ما أحتاجه للسفر .. وودعت أمي وأبي وإخوتي .. وسرت متوكلاً على الله ..
كانت ليلة خميس باردة ..
قررت أن أستمع للشريط الموجود في المغلف الذي أهداني إياه ذاك الرجل ..
وكانت محاضرة تتحدث عن [ عيد الحب ]
شدتني مقدمته كثيراً فبقيت اسمعه حتى انتهى ..
كنت في طريقي الطويل أشغل نفسي ما بين سماع محاضرة و تفكر بحالي فيما مضى ..
أسأل نفسي ما الذي أخذته من بقائي لساعات طويلة كل ليلة مع ماريا ؟
ما الذي قدمته لي غير غوص كامل في ملذات نفسي وهمومها ؟
دخولي الدائم في نقاشات منتدياتهم وهم من يعالجون قضاياهم ما فائدته لي ولمجتمعي ؟
ما الذي أعرفه عن [لوبركيليا ] [كيوبيد] [ فلنتاين ] وغيرها من أساطير النصارى ؟
شعرت أني ممسوح الفكر لا أفهم شيء حولي ..
أحتفلت بسذاجة بعيد الحب .. ونسيت عيد الفطر ..
يوم الفطر تقول لي أمي عيدك مبارك يا حبيبي .. فأبقى صامت لأعلم بما أجيب ..
وعيد الأضحى أتهرب من أبي وأمر ذبح الأضاحي بالنوم المتواصل ..
لا أتذكر أنني يوماً احتفلت بعيد من أعيادنا إلا حين كنت صغيراً فقط ..
فلم أكن أقدم لوالدي هدايا العيد .. ولم أفرح إخوتي بعزيمة مثلاً ..
كان كل همي هو ماريا .. ومتى أسافر لديارها لأعيش معها ..
إنسلخت بشكل كامل عن قيم مجتمعي وعادته ..
لا أرى لها أي أهمية ..
لم أتفاعل في أي يوم مع قضايا أمتي .. لا يهمني حال فلسطين .. ولا ما يجري في العراق .. أما أفغانستان والشيشان وغيرهم .. فهم أمة منسية بعيدة جداً ..
شغلني حالي هذا ..
وتألمت كثيراً أنني دون مشاعر تجاه من أعيش بينهم ..
لم أشعر بطول الطريق .. فشعرت أنه سريعاً وصلت لميقات السيل الكبير
كان الوقت بداية الفجر .. أخذ شنطتي وذهبت إلى دورة المياة أغتسلت وأرتديت الإحرام ونويت العمرة ..
أكملت سيري قاصداً بيت الله الحرام ..
في أقل من ساعة أجدني وقد وصلت .. أوقفت سيارتي وأكملت التكبير والتلبية ونزلت ماشياً إلى أقرب باب يوصلني إلى الكعبة الشريفة ..
دموع غزيرة تنهمر من عيني وأنا أقترب من الكعبة وكأني لأول مرة أراها ..
ويعلم الله أن لساني عقد وشهقات متتابعة تخرج مني في أول طوافي ..
شعرت بتقصير كبير تجاه ربي .. كيف لي أن أقول أنني مسلم وأنا من مسك الصليب وأحتفل بعيد الحب !
كيف أدعي حبي لرسول الله صلى الله عليه وسلم .. وأنا من تنكر لأوامره بحب النصارى والمشاركة بأعيادهم !
قد تقولون عني متشدد وأكثرت من لوم نفسي ..
ولكن من عاش تجربتي .. يعلم مدى الضياع الذي لازمني طوال تلك السنين ..
كنت تائه بعيد عن ربي .. منصرف عن سنة نبي ..
أكملت عمرتي .. وتحللت من إحرامي .. وبقيت في بيت الله أتدبر شأني
نمت قليلاً حتى صلاة الظهر ..
وقضيت بقية يومي ما بين دموع ندم .. وخوف عقوبة من الله تحل علي قريباً
وبعد صلاة العشاء نمت في مكاني .. لاستيقظ قبل الفجر بقليل ..
توضأت وصليت الوتر .. وانتظرت صلاة الفجر
وما أجمل صوت الإمام وهو يتلوى علينا سورة الفرقان ..
وكم خشعت نفسي مع هذه الأية :
[وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا]{الفرقان:72}
حتى قررت البحث عن تفسير كلماتها .. فربما أتحلى ببعض صفات أهل الإيمان ..
شعرت بعد صلاتي هذه أنني ولدت من جديد ..
هل سورة الفرقان السبب ؟
أم أن دموعي غسلت جراح قلبي ؟
لا أعلم ..
كنت أسأل نفسي .. هل يغفر الله لي ويتوب علي ؟
أكثرت من عصيانه .. وملت كثيراً إلى تتبع سنن أهل الكتاب سعياً للوصول لعلوا دنياهم ..
أي ربي .. هل مغفرتك تشملني وأنا الغارق في المعاصي ؟
ذنوب كما الجبال متراكمة بعضها فوق بعض .. متى تطهر ؟
ويح نفس ماتت دون توبة ومغفرة ..
ألم يقل الله لنا :
[وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ] {البقرة:109}
نعم ..
وإلا لِمَ أهدتني ماريا هذا الصليب ؟
ولِمَ جعلتني أسعى معها ذليلاً أحتفل بعيد الحب ؟
ماريا .. أنت تدعيني لدينكِ لأخرج من دين الله ..
ولكني لن أفعل ..
فخالقي وعدني بجنة عرضها السماوات والأرض ..
[سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ] {الحديد:21}
وسأفعل بعون الله وتوفيقه ..
انتهت قصة محمد
القصة كاملة للنشر على ملفي Word & Pdf
|