أول النبض:
تجادلني.. يفيض منها حديثاً.. لونه أبيض.. تئن وجعا من تبدل الآخرين.. في مشاعرهم.. وتبلد الأحاسيس لديهم.. في حياة ملونة.. باهتة الرؤية...
ترى أن الناس اختلفوا ومشاعرهم تبدلت.. وأحاسيسهم تبلدت ما عاد صدقهم وعفويتهم تظهر من أقنعة الحياة الزائفة
العلاقات أمست مريضة..
في الأخوة برود..
في الصداقة تجاف وبرود..
في العلاقات الأسرية انقطاع..!!
في الحياة جفاف وجدب..!!
فلربما الحياة صارت كذا ولكن هل فعلاً.. نحن تغيّرنا أم حياتنا..؟؟
تمتمت.. (هل أحد ممكن أن يسمع هذا النداء السري؟ هل ممكن أن تستجيب عيون الرأفة وشفاه الحنان؟
أحس أني أموت..
أفقد أنا..
أفقد قناعاتي..
أفقد ذاتي..
أذوب كما شموعي الذائبة كل مساء.. أحتاج إعادة شاملة وكاملة للحب.. للحياة
أحتاج من يأخذ بيد الإحباط وبحّة الحزن المستوية في صوتي الممتدة على أرائك الصبر والتماسك..
أحتاج أن أتحدث إلى أناس صادقين.. لهم لون واحد هو البياض..
أحتاج أن أعيش في جو مملوء بالكلام الذي لا ينقطع والحوار المتواصل..
أحتاج أن أقص أياما أليمة وأشهرا جائزة رسمت في حياتي الفشل والإحباط والهزيمة..
أحتاج أن أخرج إلى نقاهة بعيدا عن الأمراض التي تحتل كل ركن هنا
الجدران مرضت..
النباتات مرضت..
القلوب مرضت..
الشفاه تعطلت لغتها..
أحتاج إلى إعادة شاملة وكاملة لتأهيل الحب.. لخلق أجواء مملوءة بالعواطف الإنسانية الصادقة.. التي لا يدخل فيها زيف أو ادعاء.. لا يتسلل إليها غدر أو خديعة..
أحتاج أن يكون الحب.. حبا.. لا أن يكون مشاعر رخيصة قابلة للبيع والشراء.. أو الإعارة..!!
حباً.. ينبت في تربة الروح تسقيه الأحلام الصادقة والأماني الممطرة بالجمال..
حب.. ينتشر.. كما هواء.. كما عصافير مهاجرة إلى حيث الدفء
حب.. تجده يحتل غرف القلوب.. وينام في الضلوع.. ويصحو كما بلبل.. يغني في صباحه عن روعة الفجر.. والسحر.. عن أنشودة الصباح..
حب.. تحمله القلوب.. لا تبالغ فيه.. فيرخص.. ولا تظن به فيشح..
حب.. تجده مرسوما بالأحداق.. ترسمه الأنامل صوراً مملوءة بألوان قزح..
حب. لا يتكرر.. لا يمرض.. حب.. صادق..!!
نقطة بيضاء:
هل بالفعل.. ماتت المشاعر الإنسانية بصدقها..؟!
سؤال.. يحتل تجاريف القلب..!!


عبير عبدالرحمن البكر
رحمها الله