ذكر تقرير إخباري أن أفراد عائلة جزائرية مكونة من أم وأب وخمسة أطفال لم يخرجوا من الكوخ الذي يقطنون به منذ ثماني سنوات، عاشوها على طريقة أهل الكهف إلى أن كادوا أن يخرجوا عن فئة البشر.

وأفادت صحيفة (الشروق اليومي) الجزائرية بأن العائلة التي تحمل لقب (عباس) جاءت منذ حوالي ثماني سنوات من ولاية باتنة واستقرت بكوخ بمنطقة العوازقة التابعة لبلدية بازر سكرة الواقعة جنوب شرق ولاية سطيف، ويومها كانت العائلة مكونة من الوالدين وثلاث بنات، أكبرهن لا يتجاوز عمرها الست سنوات.

ونزل الجميع بعفوية في كوخ مبني بالطوب لا يصلح لإيواء الحيوان. وكان الوالد كلما يتوجه إلى العمل يغلق الكوخ على عائلته بالمفتاح ويخبئه فوق الباب خوفاً من أي طارئ، واستمر الحال ثماني سنوات كاملة، أنجبت الأم خلالها طفلين آخرين فأصبحت العائلة تتكون من الأب (43 عاما) والأم (38 عاما) وخمسة أطفال.

وقالت الصحيفة: إن الكوخ يتكون من غرفة واحدة لا تتجاوز مساحتها الستة أمتار ومحاطة بنبات القصب الذي طغى على المكان فلا يكاد أحد يكتشف هذا الكوخ الذي لا يوجد به كهرباء ولا غاز ولا حتى قنوات صرف.

وتفترش الأسرة التبن وعند النوم يلتحف الجميع ببطانية واحدة رثّة ازداد سمكها من كثرة الأوساخ، وهي الحال طيلة أيام السنة وحتى في الشتاء البارد المعروف في سطيف بتساقط الثلوج.

وبما أن الماء غير متوفر إلا للشرب، فإن الأطفال لم يستحموا طيلة السنوات الماضية. والملفت للانتباه أن الابنة الكبرى إيمان (14 سنة) ظلت ترتدي نفس الفستان منذ أن كان عمرها ست سنوات إلى درجة أنه اليوم تمزّق فوق جسدها، وأختها نسرين لا تغطي من جسدها إلا الجزء العلوي، أما الأخ الأصغر (أربع سنوات) فلم يرتد السروال منذ أن ولد.

وقالت الصحيفة إن الأطفال الخمسة لا يعرفون أسماء العديد من الأشياء ولا يسمعون إطلاقا بما يحدث في العالم الخارجي، حتى الحديث بينهم مختصر لا يكاد يتعدى بعض الكلمات.

وعندما أحضر الناس الطعام للعائلة بعد اكتشافها فلم يعرفوا كيف يؤكل الدجاج كما أنهم أكلوا الموز بقشره.

ولما أعطيت لهم حبات حلوى فزعوا منها، حيث إنهم لم يعرفوا من الغذاء طوال حياتهم، سوى الخبز والحليب.

وأفادت الصحيفة بأنه جرى على الفور نقل الأم والأطفال إلى دار التضامن بسطيف، حيث تفحصهم فريق طبي.