الموضوع: الفارس
عرض مشاركة واحدة
  المشاركة رقم: 1  
قديم 30 / 04 / 2008, 45 : 05 PM
ماجد الملاذي
ضيف عزيز
المنتدى : بيت القصيد 2005-2010
تاريخ التسجيل العضوية المشاركات بمعدل المواضيع الردود معدل التقييم نقاط التقييم قوة التقييم
10 / 03 / 2007 3302 15 0.00 يوميا 216 10 ماجد الملاذي is on a distinguished road
ماجد الملاذي غير متصل

الفارس

align=center]
في ذكرى الشاعر السوري نزار قباني الذي وافته المنيّة قي لندن يوم 30/4/1998


الفارس


أضرمْتَ نارَ الوجدِ في أشعاري
وحَملتَني شوقاً إلى سمَّاري

لدمشقَ ، للبلدِ الأنيقةِ ، تستقي
بردى ، وترقد في عيونِ هزار

ألفيتها : عطشى ، تموت من الظما..
ثكلى ، تعاتب قسوةالأقدارِ

وعلمت أنَّ نزارَ أخلد متعباً ،
واختارِ للإغفـــاء خيرَ جوارِ

فذهبت أندبُ للمحافل شاعراً
ملِكاً ، تسنَّم سدرةَ الأشعارِ

ومضيت أبحثُ عن خرائطه التي
يهوى ، وعن قاموسه الثرثارِ

عنْ بلبلٍ ، صدَحتْ بلكنتِه النساءُ
و ناغمتهُ قلائدُ الأفكار

عن خوخةٍ ، كانت تشدُّ ضميره ،
لدمشقَ ، عن حوريَّةٍ وكناري

عن نمنمات الشرق ... عن محبوبةٍ
تختالُ في إشبيليا ، بخمارِ

عن عاشقٍ ، كانت خريطتُه :
النساءَبخصرِهِنَّ يُشيدُ ألفَ مَزارِ

عن مدنفٍ ، غرقت مشاعرُه
ببحرٍ ، لا يُجيدُ به سوى الإبحارِ

* * *

فنانُ يرسم بالحروف حوادثاً
وممالكاً . . ومفاتناً . . وحواري

يحكي لكلِّ الناس . . يرسم بالهروغليفيِّ
، بالعربيِّ ، بالمسماري

فبكلِّ بيتٍ ، تستشفُّ له صدىً ،
وتطلُّ بسمتُه ، كطفلٍ بـــارِ

وتدورُ أفلاكُ النعيمِ بشِعرهِ ،
وتقومُ من بينِ الحروفِ سواري

تنسابُ في متنِ الأناقةَِ ،
مثلما الأفلاكُ تمخُرُ في عُبابِ بِحــارِ

* * *
حيناً ، ترى كيوبيدَ ، يلمَسُ قلْبَه
فتَسيلُ دمعتُه كنهرٍ جاري

ويعوم في ماء الخليج ، ليختلي
بعيونهنَّ . . يهيمُ في الإسبارِ

عَشِقَ الجمالَ ، وهل تَرى بين الورى
حسناً يفوقُ جمالَ خلقِ الباري

وتراه حيناً يستبدُّ به اللظى
فيثورُ كالبركانِ ، كالإعصارِ

مازلتُ أجهلُ كيفَ يَكْتبُ جُملةً
بالياسمينِ . . وجملةً بالنار

* * *
لا ينظم الشعراءُ إلا قطرةً
ممَّا تدفَّق في معين نزاري

إنْ كان تؤخَذُ للأمارةِ بيعةٌ
فالسيفُ يمهرُ فارسَ الأشعارِ

* * *


ماجد الملاذي
[/align]







رد مع اقتباس مشاركة محذوفة