عرض مشاركة واحدة
  المشاركة رقم: 1  
قديم 26 / 10 / 2009, 29 : 07 PM
الصورة الرمزية SALMAN
SALMAN
مؤسس الموقع
المنتدى : اقلام صحفية 2005-2010
تاريخ التسجيل العضوية الدولة المشاركات بمعدل المواضيع الردود معدل التقييم نقاط التقييم قوة التقييم
14 / 03 / 2005 1 المكتبة 7,618 1.05 يوميا 393 10 SALMAN is on a distinguished road
SALMAN متصل الآن

الذكاء وسرعة البديهة

مقال للدكتور. محمد بن سعد الشويعر عن الذكاء نشر في جريدة الجزيرة
رأيت لجمال الموضوع اختصاره لكم اختصارا لايخل بالمعنى ..على شكل نقاط

==================================
  • الذكاء وسرعة البديهة، خصلتان مقترنتان ببعضهما، فإذا جاء معهما حلم وأناة، ازداد المرء بذلك مكانة في المجتمع، وقبولاً عند الناس، وسيادة في عشيرته، وعند قومه.
  • هذه الخصال لا تكتسب بالتدريب، ولا تشترى بالمال، ولكنها مواهب يَخُصُّ بها الله من يشاء من عباده، وهي جمال يتحلى المرء بها، ومنقبة يُذْكر بها في بيئته،
  • وإذا أردنا أن نضرب نماذج من الذكاء، وسرعة البديهة: سلْباً يضرّ بصاحبه، وإيجاباً ترفع من مكانته وتحقق منافع من وراء ذلك:
  • فهذا في جانب السلب: أبو العلاء وفلسفته غلبه غلام، عندما حادثه في ادّعاءاته بمثل هذا القول:

    وإني وإن كنت الأخير زمانه
    لآتٍ بما لم تستطعه الأوائل
    فقال الغلام: الأوائل جعلت حروف الهجاء 28 حرفاً.. فزدها واحداً.. فأُفحم أبو العلاء، وتأثر بذلك حتى مات.


    والمتنبي لما اعترضه خصومه، لينتقموا منه، أراد الهروب منهم، فقالوا له: كيف تهرب وأنت القائل:

    والخيل والليل والبيداء تعرفني
    والسيف والرّمح والقرطاس والقلم
    فقال المتنبي للقائل: قتلتني، وكرّ راجعاً على القوم فأحاطوا به وقتلوه
    • أما الجانب الإيجابي، فإنها كثيرة في سير المسلمين، ويهتمون برصدها في تراجمهم، فمثلاً:
    • من دهاة العرب وأذكيائهم، إياس بن معاوية (القاضي)، الذي قال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء: كان يضرب به المثل في الذكاء والدهاء والسؤدد والعقل، وقال الزركلي في الأعلام، أحد أعاجيب الدهر في الفطنة والذكاء، يضرب المثل بذكائه وزكنه، يقال: أزكن من إياس، والزّكَن حُسْنُ الفِراسَة، قيل له ما فيك عيب إلا أنّك معجب بنفسك؟ قال: أيعجبكم ما أقول؟ قالوا: نعم قال: فأنا أحق أنْ أعجب به، ودخل مدينة واسط، فقال لأهلها، من أول يوم عرفت خياركم من شراركم؟ قالوا: كيف؟ قال: معنا قوم خيار ألفُوا فيكم قوماً، وقوم شرار ألِفُوا قوماً، فعرفت قومكم من هذا العمل: الخيار مع الخيار، والأشرار مع الأشرار.
    • وكان يتعلّم في صغره عند راهب في صومعته فقال الراهب للأطفال: كيف يقول نبيكم إنّ أهل الجنة، لا يبولون ولا يتغوطون، مع كثرة أكلهم وشربهم، فسكتوا ولم يجيبوا على هذه الشبهة، فاستأذن إياس وهو أصغرهم بالجواب، قائلاً للراهب: كم تأكل في اليوم وكم تشرب؟ فذكر له، فقال: هل كل ذلك يخرج منك؟ قال: لا ولكن بعضه الضار بالجسم، قال: فكذلك أهل الجنة، طعامهم وشرابهم لا ضرر فيه، والزائد يخرج على هيئة عرق وجُشاء، كريح المسك
فقال الراهب: أخرجوه من مدرستنا، فإنّه شيطان من شياطين العرب.. وكان يمشي يوماً مع نَفرٍ من أصحابه، وفي منعطف الطريق، خرج عليهم فجأة ثلاث نساء فجفلْنَ.. فقال لأصحابه فوراً: واحدة مُرْضع، والأخرى حامل والثالثة بِكْرٌ. فقالوا: كيف عرفت؟ قال: لما رأيننا فجأة فَزِعْنَ، فوضعت كلّ واحدة، يدها على أعز شيء يهمها، فالمرضع يدها على ثديها، والحامل على البطن، والبكر وضعتها على أسفل البطن.


فلما سألوا: جاءهم الخبر كما ذكر لهم إياس.
  • والشاعر أبو تمام وهو من أصل رومي، ووالده خباز في ديار الشام، كان مشهوراً بالذكاء، ويعتبر مع جودة شعره ممن جدّد في الشعر العربي، واهتم بدلالات اللغة، فقيل له: مالك تقول ما لا يُفهم؟ فأجاب قائلا: ما لكم لا تفهمون ما أقول؟ وقد وصفه الكاتبون عنه: بأنه ذكي الطبع، حاضر البديهة، قوي الذاكرة، قيل إنه يحفظ (14) أربعة عشر ألف أرجوزة، غير القصائد والمقطوعات، وكدليل على سُرعة بديهته وذكائه، وسرعة خاطره، أنّه قد مدح الخليفة العباسي المعتصم، في قصيدته السينيّة، ولما وصل إلى هذا البيت:

    إقدام عمرو في سماحة حاتم
    في حلم أحنف في ذكاء إياس
    قال الكندي الفيلسوف وكان حاضراً، بقصد الإنقاص من قدر أبي تمام: الخليفة فوق من وصفت، وما زدت على أن شبهته بأجلاف العرب، فأطرق أبو تمام، ثم قال على البديهة:

    لا تنكروا ضربي له من دونه
    مثلاً شروداً في الندى والباس
    فالله قد ضرب الأقل لنوره
    مثلاً من المشكاة والنبراس
    ولما كانت العادة أنْ تؤْخذ القصيدة من الشاعر، بعد إلقائها، وكانت مطوية في يده اليسرى أثناء الإلقاء، لم يجدوا هذين البيتين فيها.

    فعجبوا من ذكائه، وسرعة بديهيته، وهما أجود ما في القصيدة، فقال الفيلسوف الكندي، لأمير المؤمنين المعتصم: مَهْما طلب فأعطه، فإنّ فكره يأكل جسمه، كما يأكل السيف المهند غمده، ولا يعيش كثيراً.

ومما يلاحظ، في سير ذوي الذكاء الحاد، أنّ كثيراً منهم، لا يعمر طويلاً، ويتفرّسون ذلك في الآخرين، كما جاء عن أبي العلاء المعري، وما قال عن ذلك الغلام الذكي، وعن المتنبي وأبي تمام، وما قيل عنهما، وهل صحيح أن الذكاء الحاد، والنباهة القوية، لها دور في ذلك؟ هذا ما نأمل من ذوي الاختصاص: طبياً ونفسياً، الإجابة عليه؛ إذْ الوقائع في السير، تثبت شيئاً من ذلك







توقيع : SALMAN
إذا خسرناك عضو فلا تجعلنا نخسرك زائر


الإرادة بركان لا تنبت على فوهته أعشاب التردد

حيــــــــــــــــــــــــــــــاكم الله في حسابي على تويتر :
SALMANR2012@
رد مع اقتباس مشاركة محذوفة