أذكر موقفاً أثار حفيظتي عندما كنت في أحد المتاجر، وبينما أنا أتجول فيه إذ بطفل يردد بصوتٍ مسموع (البرتقالة.. البرتقالة.. البرتقال...) فلم ألق له بالاً، وقضيت حاجتي من المتجر، وعدت إلى المنزل، وفي اليوم التالي وأنا في عملي أتصفحُ الجريدة وقعت عيني على نفس الكلمة في كاريكاتير الصحيفة وبينما أنا كذلك، دخل عليّ أحد الزملاء في العمل يردد نفس الكلمة كل هذا أشعل داخلي شعور حب الاستطلاع عن هذا الشيء الذي جعل الجمهور العام يتأثر به، وأورد في ذهني عما إذا كان هذا اليوم هو يوم البرتقال، كما هو الحال في إسبانيا يحتفلون بيوم الطماطم وحسب طريقتهم المعهودة يغتسلون به.!
كما لفت انتباهي فيما بعد أن بعض القنوات الفضائية عرضت بعد هذه الأغنية سلة من الفواكه على غرار تلك الأغنية مثل (التفاحة - المشمشة - الرمانة...)، وفي كل أغنية يزداد ضيق وقصر الملابس التي ترتديها فتيات (الفيديو كليب)، ولا أعلم ربما ينتقلون من الفواكه إلى الخضروات واللحوم في المستقبل!.
ولو أننا وجهنا سؤالاً للقائمين على تلك القنوات العارضة لهذه الأغاني والبرامج أو منتجيها، الذين حملوا على عاتقهم طرح ما يشد المشاهد من البرامج ومواد إعلامية وترفيهية وجعله أسيراً لمشاهدتها بطرق عديدة ومن أبرزها هو استخدام جسد المرأة، لماذا لا تنتجون وتعرضون برامج هادفة يستفيد منها المشاهد بدلاً من إغراء المشاهدين بأجساد النساء. فسوف يأتينا الرد سريعاً ودون تردد أن هذه هي رغبة المشاهد ونحن نحقق رغبته ليبقى معنا.. وبهذه الحجة أقحموا المرأة في عرض الأخبار والحوارات بجميع أنواعها حتى في المواضيع التي تهم الرجل دون المرأة يقدمها في تلك القنوات امرأة وهي بكامل زينتها، وبذلك نكون نحن من شجعنا هذه القنوات وهؤلاء المنتجين على عرض وإنتاج مثل هذه البرامج وجعلناهم يتفننون في استحداث ابتكارات جديدة لعرضها، ولو أننا أهملنا القنوات التي لا تحترم المشاهد ولا تضع أي معايير للأسرة بعدم مشاهدتنا أو حتى بنقدها فسوف ترى تلك القنوات تتنافس في طرح وبث ما ينفع المشاهد من مواد إعلامية مفيدة وبرامج هادفة وبناءة بعيداً عن أسلوب الإغراء، ولكن للأسف نحن الذين جعلنا بعض القنوات لا تحترمنا.
منقوووووول