27 / 05 / 2005, 13 : 01 PM
|
|
ادارة المهمات الخاصة للمنتدى
|
المنتدى :
منوعـــــات 2005-2010 |
تاريخ التسجيل |
العضوية |
المشاركات |
بمعدل |
المواضيع |
الردود |
معدل التقييم |
نقاط التقييم |
قوة التقييم |
19 / 03 / 2005 |
4 |
2,831 |
0.39 يوميا |
|
|
296 |
10 |
|
|
|
|
ضربة غوى بحبه هوى
سوالف نشامى.. ضربة غوى بحبه هوى
بقلم :مشاري عبد العزيز القحطاني
من قصص تراثنا الخالد ومجدنا التالد هذه القصة التي حدثت في بداية القرن الثالث عشر
الهجري والتي نوردها لنبين للمتلقي الكريم مدى ما كان يتميز به ابن الصحراء من خلق
وحكمة وبعد نظر بالإضافة لما كان يتميز به من قوة جأش وصلابة بأس ونعود لتلك القصة
التي لا تزال حتى وقتنا الحاضر وهي إحدى أحاديث مجالس كبار السن والقصة تتمثل في
أحد فرسان قبيلة...!! كان في أحد الأيام ممتطياً جواده وفي أثناء طريقه وجد فتاة عند
إبل والدها وكانت على مستوى كبير من الجمال والفتنة مما أغرى ذلك الفارس بالإشارة
لها بيده على فمه وكان القصد من ذلك تقبيل تلك الفتاة. ربما لم يدر بخلده أن الفتاة تتمتع
بجمال أخلاقي يوازي الجمال الجسدي ولم يكن يدري أن ذلك الطلب قد يجلب له المتاعب
التي لم يكن على أية حال يتوقعها.
فقد أخبرت تلك الفتاة والدها بما حدث تماماً وبشخصية الفارس فطلب والدها الحق من
الفارس والحق هذا عرف كان سائداً بين قبائل الجزيرة العربية.. المهم في الأمر أن هذا
الفارس قد ذهب هو ووالد الفتاة إلى أكثر من شيخ لحل الخصومة بينهما ولم يتوصلا لحل
مرضٍ فذهبا إلى الشيخ كردم بن مسعود بن برمان الحبابي القحطاني وكان الوقت صباحاً
فطلب منهم التريث وتناول طعام الغداء وبعدها (تزين) الأمور وتيسر إن شاء الله وبعد أن
أكرمهم ابن برمان وصلوا الظهر طلب من كل واحد منهم أن يورد دعواه وبعد أن أدلى كل
منهما بحجته فكر الشيخ الوقور قليلاً ثم وجه نظره إلى والد الفتاة وسط صمت ضيوف
الشيخ الذين ينتظرون بفارغ الصبر ما سيسفر عنه حكم الشيخ.. المهم بعد أن وجه الشيخ
نظره إلى والد الفتاة طلب منه إحضار عصا غليظة وسط ذهول الحضور وامتثل الرجل
وأحضر العصا المطلوبة ثم وجه الشيخ نظره إلى الفارس وطلب منه الوقوف في الشمس
وكان الحضور يترقبون نهاية الحكم أو حيثيات ذلك الحكم فطلب الشيخ من والد الفتاة
أن يقوم ويأخذ عصاه ويتجه للفارس عندها وصل الذهول والترقب حداً كبيراً عند حضور
مجلس الشيخ ماذا يريد ماذا سيفعل والد الفتاة بالفارس؟ وسط هذا الترقب من ضيوف
الشيخ الذين كان معظمهم من أعيان القبيلة ووجهائها نطق الشيخ بالحكم وقال لوالد
الفتاة اضرب ظل الرجل بعصاك وردد جملته الشهيرة (ضربة غوى بحبه هوى) والغوى
هو الظل عندها هلل الحاضرون بحكمة الشيخ وفطنته ورجاحة عقله وتم الصلح بين
المتخاصمين بفضل الله ثم بحكمة ذلك الشيخ وقال الفارس الأبيات التالية:
ثقلت الخصمة وكل عجز فيها
ما قدر في حلّها إلا ابن برماني
بيض الله وجه كرام حكم فيها
وافٍي فرضه ولا فيه نقصاني
ابن فجعة شيخ ربعه وقاضيها
سابع الحقان في سلم قحطاني
يوم جيناه وشرحنا دعاويها
قال ما تحتاج لشهود وإيماني
اخبط الفيه وحذراك راعيها
لين يرضى الخصم الأول على الثاني
هرجته بالعدل محدٍ بناسيها
ما جعل في الحق زور وبهتاني
ربعه آل رشيد لي جيت ناصيها
لابةٍ في ساعة الضيق شجعاني
كنهم جبالٍ تذري مذاريها
الحباب اللي بهم يأمن الجاني
صوبهم بزكا سلامٍ نوديها
عدما ينشا من الويل وداني
|