18 / 02 / 2010, 38 : 03 PM
|
عضـــو مؤسس ثاني
|
المنتدى :
نبض المشاعر |
تاريخ التسجيل |
العضوية |
الدولة |
المشاركات |
بمعدل |
المواضيع |
الردود |
معدل التقييم |
نقاط التقييم |
قوة التقييم |
06 / 08 / 2007 |
3628 |
فلسطين |
1,121 |
0.18 يوميا |
|
|
236 |
103 |
|
|
|
|
خريف صوت
خريف صوت..قصة قصيرة
مستوحى من الواقع الفلسطيني...
اعتدنا الحديث عبر الهاتف إذ لم يكن اللقاء بشكل دوري ضمن أمورنا الإرادية,غادر غربته لبعض الوقت عائدا لأرض الوطن لزيارة أهله ... في هذه المرة حدثني كثيراً ... حدثني عن رغبته في اتمام دراسته الجامعية, حدثني عن حرق أصاب أصبعه في سبيل إشعال فرن الطين لأمه لإعداد الخبز قبيل الغداء, عن بعض جيرانه, عن تلك التي رسمت صور أبنائها تقاطيع وجهها شوقا للقاءهم قبل الرحيل فلم تكن قد رأتهم منذ رحيلهم .. , عن أوقاته التي كان يقضيها مع جده ذلك الذي كان يركض خلفه بعصاه الخيزرانية
الجديدة بعد كل مرة يحاول استفزازه فيها .. , كانت جديدة نعم فقد صودرت عصاه القديمة بعدما رفعت في وجه جندي بلغ لتوه الحلم حاول أن يقتلع آخر شجرة زيتون من أرضه أو قلبه لم أكن لاذكر كل الحديث ,, لكنني أذكر جيداً حديثه عن دموع الجد وعن حيرته في سبب الدموع هل كانت من أجل عصاة قد صودرت أم من أجل شجرة الزيتون تلك ... كلاهما كان سببا مقنعا لي لتفهم ما في الأمر من حقيقة ! .
تحدثنا سويا بشوق عن شوق اللقاء ... يفصلنا عرض الجدار ليس الا..حدود كلما استمرت صعودا نحو السماء أو امتدادا فوق الأرض تصاعد معها كثير من الحب .. وامتد نقيضه فيها ..
حدثني عن دروب غربة تستأصل الإنسانية من الإنسانية .... عن دواع فيها للدموع,اذكر جيدا إسهابه في الحديث عنها ... طالت الدموع بعضاً من الثناء لكثير من الإخلاص ...
قطع حديثنا الاستئذان ... مضيت حيث التلفاز لرفع صوته لا أدري لماذا اعتاد انخفاض الصوت .. قمت برفعه رغما عنه .. كان خبرا عاجلا .. هي دعوة موجهة لكل المحافظات للتوجه مسيرا نحو الجدار .. عدت مسرعا,التقطت سماعة الهاتف تشاركنا الخبر .. قررنا مشاركة التلفاز سلوكه الاضطراري ... قادتنا انفعالاتنا نحو قرار بالمشاركة ..
تجمع الناس في الأنحاء ساروا باتجاه الجدار ... استطعنا المرور عبر بوابة جدارية لطالما منعتنا من اللقاء إذ كان يحرسها هوى جندي وبعض من شهواته ... ولى فرارا لما علم بقدوم المسير خلف شجرة غرقد كان قد زرعها قرب الجدار لما اقتضت خدمته العسكرية وجوده هناك ... اقتضى القدر ذلك أيضا..لم تلبث هزات الحشد المشارك لبوابة الجدار ستون عاما .. سرعان ما وازاها حشد عسكري إزاره ممتد من ستين عام خلت ... حشد غاضب .. كثير من الرصاص المتطاير.. هكذا كانت الصورة هناك..رحم الله من مضى منهم ... شد انتباهي بعض من الأنفاس المتقطعة والتي كانت تشدو باسمي وسط الزحام .. دفعت نظري نحو مصدرها.. ركضت نحوه ومعي جنوني .. ثوان كنت فيها فريسة لأحاسيس شتى .. أمسك بيدي مبتسما تجرعت جرأة من بعض نظراته التي صوبت نحوي قال لي بصوت شحبت ملامحه عما كانت عليه هاتفيا .. كنت أود الاعتذار للجدار قبل رحيلي .. نطق الشهادتين ثم غمرتني برودة جسده ...
توقيع : abo aziz |
|
|