07 / 03 / 2010, 12 : 02 PM
|
ضيف عزيز
|
المنتدى :
الحياة الاجتماعية 2005-2010 |
تاريخ التسجيل |
العضوية |
الدولة |
العمر |
المشاركات |
بمعدل |
المواضيع |
الردود |
معدل التقييم |
نقاط التقييم |
قوة التقييم |
23 / 02 / 2006 |
1677 |
القهرة - مصر |
60 |
18 |
0.00 يوميا |
|
|
229 |
10 |
|
|
|
|
قصتى : صبرا جميلا .. ولكن ؟!!!
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبى بعده إمام الصابرين ......
أما بعد .. فهذه قصتى و مشكلتى بإيجاز مخطضب قدر الإمكان و معذرة على الإسهاب
إننى محاسب بالبترول ترعرت فى أسرة محافظة متحفظة و كنت إبن الزوجة الثانية مما أفقدنى كثيرا من حقوقى لدى والدى و جعلنى مرهونا بوالدتى التى تعمل بحقل التعليم و كانت شخصيتها قوية و مسيطرة مما جعلنى منغلقا إلا من بعض الأصدقاء الذين كانت أمى تسمح لهم التردد على البيت كأنهم أولادها بعد التأكد من أخلاقياتهم و أسرهم – و لم تكن لدى أية تجارب عاطفية – وبمجرد تعينى بالبترول قررت الزواج و بدأت رحلة البحث عن عروس و التى بائت بالفشل عدة مرات أغلبها بسبب تعنت والدى و أخيرا و من خلال رؤية منامية ساقتنى الأقدار لزيارة إبنة عمتى و التى علمت أن لها إبنة مدرسة فقه بالأزهر الشريف – فقلت لنفسى نعم الزوجة – و عرضت الأمر على والدى و كان بعد أياما قلائل من ( فركشة ) خطبة لمذيعة و إبنة لواء شرطة بسبب تعنت والدى أيضا – و إذا به يقول لى هناك ثلاث نقاط هامة أو موانع يجب أن تراعيها – أولا هم عائلة فقيرة جدا و صوفية و لهم عادات و تقاليد و معتقدات و مستوى معيشى غيرنا .. فكان ردى و هل يعيب الفقر أحد ( خذوهم فقراء ... ) – فقال أبى و هى أكبر منك سنا .. هنالك إشتعل فتيل الغضب من أمى التى كانت تكبر والدى بسع سنين .. و قالت ماذا تقول و هل يعيب المرأة فارق السن ؟ المرأة لا تكبر .. ثم إن الفارق سنة أو سنيتين .. إنت كل جوازة كدة تفركشها حتى اللى من لحمك و دمك ؟ و هنا قال والدى بس كل شىء قسمة و نصيب تبقى دى إرادة الله بقى و بالفعل أمسك التليفون و إتصل على الفور بإبنة أخته و قال لها سنزوركم غدا لخطبة إبنتك .. و بالفعل و فى سرعة رهيبة تم عقد القران و بدأت فى تجهيز و تأسيس بيت الزوجية بالكامل و أثثته خلال شهور و دخلت بها بعد مساعدة والدى لى ماديا طبعا و صحبتها لقضاء شهر العسل بالإسكندرية و التى كانت تزورها لأول مرة فى حياتها فقد تربت وسط بيئة منغلقة و متحفظة جدا و كانت كثيرة الضحك و الإبتسام مما يلفت نظر الجميع إلا أنا كنت أظن أن من قبيل هذا خفة روح .. و ما ان وصلنا إلى الإسكندرية حتى بدات أشعر بأعراض غريبة على عروسى توتر شديد و حالة عصبية و شرود ذهنى و عدم نوم فتصوت إنه توتر الخجل للعروس فى بداية الحياة الزوجية و لكن الأمر إستمر يومين و زادت الأعراض حدة و لم أدخل بها بعد ... و لعب الشيطان براسى و بدأت أسألها مستفهما ؟!!! فردت تلقائيا لا تذهب بفكرك لبعيد و أعطتنى روشة قديمة و قالت هاتلى الدوا ده و أنا حأبقى كويسة متقلقش و على الفور نزلت فى وقت متأخر لصرف الدواء و سالت الصيدلى هو بتاع إيه ؟ فتعجب و قال لى لولا الروشتة ما صرفته هو لمين ؟ فقلت له عروسى – و فاجئنى أن هذا علاج نفسى لحالة صعبة أكيد فضلا عن إن الروشتة لطبيب من أكبر و أشهر الأطباء فى الشرق الأوسط فى الطب النفسى – و نصحنى أن لا أدخل بها فقد غبنت .. و خرجت أجر أذيال الخيبة و الدموع تعيق الرؤية عن عيناى – هذا هو السبب الثالث الذى لم يفصح عنه أبى لغضب أمى ؟!!! و جلست على شاطىء البحر أبكى و أشكو لربى حتى أفقت على صوت أذان الفجر فذهبت إلى المسجد و صليت لا أعلم كيف و لكن وجدتنى أقرر إنه لاذنب لها فى مرضها و لعل الله يكرمنى بها و يمن عليها بالشفاء و عدت لأجدها شبه منهارة فأعطيتها الدواء و كنت قد أخذت ضربة برد و أصبت بسخونية و رعشة فى الوقت الذى هدأت هى فيه بعد أن تناولت الدواء و دخلت بها فى هذه الظروف الصعبة و حضر أبواى لزيارتنا إلا إنهم سافروا فى نفس اليوم و هم واجمين و بدات رحلة العذاب فقد حدث الحمل الأول و كانت زوجتى غاية فى التعب خلاله و عقب الولادة و حدث الحمل الثانى بعد اربعة شهور رغم إستعمال وسائل تنظيم الأسرة مما زاد التعب جدا لولا أن أمى تولت أمر إبنى بالكامل عن عاتق أمه و فى أعقاب الحمل و الولادة الثانية تدهورت حالة زوجتى جدا حتى أدخلتها مستشفى خاص لطيب شهير و بعت شقتى للإنفاق عليها و أقمنا لدى والدتى لرعايتها و رعاية إبنى و إبنتى – كل هذا مع تعصب و تعنت و إنكار أهلها لفكرة مرضها أساسا و إتهامى بأننى السبب و اننى أدعى عليها ذلك !!! و سائت الأمور حتى أننى لم أعد أتحمل فذهبت بها لبيت أهلها و طلقتها غيابيا لأنها كانت فاقدة الوعى و كنت أرسل إليها نفقتها الشهرية و نفقة متعتها علما بأن الأولاد معى و بالطبع كان أهلها غاية فى التعنت فمنعوها من رؤية أبنائها 8 شهور و كنت أتعجب كيف تقدر على فراقهم حتى و لو كانت مجنونة فعلا ؟!!! و بدئوا قيموا على الدعاوى القضائية و علمت من خالتها إن أهلها هم الذين يمنعونها عن الأولاد و أنها معذبة و تبكى فراقى و فراق أبنائها و طلب منى المحامى أوراق و مستندات علاجها كى يكسب لى كل القضايا بسهولة فرفضت رفضا باتا و قررت أن أردها لعصمتى من أجلها لإنقاذها من غباء و تعنت أهلها جهالتهم و من أجل أبنائها و قلت ( لو أنها قبر من نار لدفنت نفسى فيه ) و كان القرار صعب و لم يحظى بأى تأييد إلا من والدتى رحمها الله فقط و التى وقفت بجوارنا و ساعدتنا بالمال لشراء منزل زوجية جديد و بدئنا متابعة علاجها لدى طبيبها الأول فهو أعلم بحالتها و الذى نصحنا بعدم الإنجاب و عرض الأمر على أطباء النساء الذين قرروا إجراء عملية ربط مبايض لها كى لا تتعرض للخطر هى أو جنينها و ذلك بعد أن إستفتينا لجنة الفتوى بالأزهر الشريف فى الأمر و نحمد الله أن رزقنا بطفلين و يعلم الله مدى حرصى على علاجها و إستيعاب والدتى لها بحنو و حب و كانت تصبرنى وتقول لى جزائك عند ربنا عظيم بصبرك و كتب الله لى حج بيته و عكفت على أن أذهب للعمرة كل عام و أسأل الله أن يعيننى و يلهمنى الصبر و مرت السنين بحلوها و مرها حتى كبرت أمى فاصرت زوجتى أن نقيم معها بمحض إرادتها و رغبتها و حقيقة فقد كانت نعم الزوجة المقدرة لمقام أمى و تعلقت بأمى جدا كما تعلقت أمى بها كإبنتها و أكثر و أولادى كانت لهم الحظوة خصوصا مع غياب والدى بالشهور عن البيت و هجره لأمى لكبر سنها إلى أن ماتت أمى فتفاقمت حالة زوجتى سوءا و زاد مرضها جدا و عانيت أنا و أبنائى معاناة شديدة حقا فضلا عن فقد إبنتى بالذات لدور الأم فى حياتها و علمنا كم كانت أمى تحمل عنا الكثير و كان لها دور غاية فى الأهمية لنا جميعا و أدخلتها مستشفى خاص مرة أخرى و عرضتها على أشهر الأطباء و فوجئت بهم يشخصون حالتها ( فصام عقلى ) و قد ظهر جليا بعد سن ال 40 و حالتها متأخرة جدا و إنه مرض مستعصى و ليس له علاج فقط بعض العقاقير التى تخفف الأعراض فقط و بلغ الأمر من أهلها الوقاحة و الخروج عن كل حدود اللياقة و كأن هذا المرض وصمة عار خاصة و قد إفتضح الأمر أن عائلتها بها عدة حالات مشابهة و لها أخ توفى كان مصابا بنفس الحالة – و وصل الأمر أننى طردتهم من بيتى و إمتنعت أنا و أبنائى عنهم فأمها قاسية القلب و أخوتها غاية فى التعنت – قال لى الأطباء أن حالتها تفاقمت بموت والدتى التى كانت لها بمثابة الأمان و الحب و الحنان الذى حرمت منه طوال حياتها من جحود أهلها و رفضهم لمرضها و بدأت رحلة معاناة جديدة أشد صعوبة فالحالة تزداد سوءا مع السن و لا يعلم أحد مقدار ما أعانيه من عذاب و تعب أنا و أبنائى فضلا عن قيامى بدور الأب و الأم و الممرض لزوجتى فى نفس الوقت دون معين إلا الله سبحانة و كم نصحنى البعض بالزواج فرفضت خوفا عليها و على أبنائى و قلت لقد رضيت بنصيبى و الله المستعان – و لكن كثيرا ما تخار قوتى و تضعف همتى و طاقتى على الصبر و أجذع و يتملكنى الشيطان لولا ذهابى للعمرة فأهدأ و أواصل بعون الله و لقد صحبتها و أبنائى للعمرة أكثر من مرة لعلها تهدأ و تشفى – مشكلتى الآن هى شعورى بالذنب لأننى قررت أن لا أدخلها للمستشفى مرة آخرى لما أتكبده من نفقات باهظة دون جدوى فلا شفاء خاصة مع كبر أبنائى و زيادة إحتياجاتهم فضلا عما أتكبده من نفقات علاجها الشهرى المستمر الباهظ الثمن كما إنها متعلقة بى بصورة غير طبيعية حتى أنها لا تقبل طعاما و لا دواءا إلا منى أو فى وجودى بجوارها و يزيد تعلقها بى أكثر أثناء الكريزة ( الهلوسة و الوسوسة و الإضطراب الذهانى ) فهى لا تثق فى مخلوق إلا أنا فقط و قد لاحظ الأطباء ذلك – فهل على إثم فى ذلك ؟ إسألوا الله أن يعيننى على الصبر .. هذه هى قصتى بإيجاز تمخضت عن 19 سنة زواج بكرم الله لى أن رزقنى ولد و بنت فى المرحلة الثانوية.
|