ما أقسى أن تفرض عليك ليالي موحشة …
ما أقسى ألا ترى من الفصول سوى شتاء قارس…
ما أقسى أن تبحث عن الدف..فتكتشف
ألا مزيدا من أعواد الثقاب..فتبحث عن بديل في دفء الشمس
..لتفاجأ بأنها هي الأخرى توارت خلف تكتلات الغيوم ،
لتظل تبحث وتبحث فلا تظفر إلا بأكوام من الجليد.
هكذا هي حالنا عندما نصحو فنفاجأ برحيل الأحبة، هكذا وبلا تكهنات
أو سابق إنذار ..ويضاعف من درجات الألم أنك لم تُمنح الفرصة
لتوديعهم ،فتبقى محروماً حتى من آخر اللحظات.
فما عليك إلا أن تحتوي من جملة الأحزان ما تبقى
من الألم ،و تواجه معالم الذكريات وأطياف الأحبة
..لتنزف دماً كلما مررت بتلك الأماكن لتظل تبحث
من بين الوجوه عن تلك الملامح المهاجرة،عن فيض من ذلك
الدفء الراحل.
لا يبقى لك سوى أمنية معلقة بأن تجمعك بهم الأيام بلا موعد
..تماماً كما رحلوا بلا موعد.