عرض مشاركة واحدة
  المشاركة رقم: 4  
قديم 25 / 03 / 2010, 56 : 01 AM
maya
عضو حاصل على المرتبة الرابعة
كاتب الموضوع : maya المنتدى : الثقافة الاسلامية 2005-2010
تاريخ التسجيل العضوية المشاركات بمعدل المواضيع الردود معدل التقييم نقاط التقييم قوة التقييم
19 / 03 / 2010 4143 510 0.09 يوميا 190 10 maya is on a distinguished road
maya غير متصل

رد: الحب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

للموت ألف طريقة، فمنهم من يموت ساجداً لربه، ومنهم من يموت بحد السيف في سبيل الله، ومنهم من يموت تخمة من كثرة ما أكل، ومنهم من شرب عصيراً فشرق فمات، ومنهم من ضاع له مائة دينار فمات غبناً ، ومنهم من بشر بجائزة فمات فرحاً ، أو جرير فيخبرنا لنكون علي بينة بسبب موته وأمثاله فيقول:
إن العيون التي في طرفها حـور *** قتلننا ثم يحيين قـــتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به *** وهن اضعف خلق الله إنسانا‍
ياله من قتل غير جميل، ومن موت غير شريف ، ومن وفاة رخيصة، ولكن اسمع إلي بطل مجاهد صنديد شهيد وهو يقول:
تأخرت أستبقي الحياة فلم أجد *** لنفسي حياة مثل أن أتقدما
فليس علي الأعقاب تدمي كلومنا *** ولكن علي أقدامنا نقطر الدما‍‍‍! ‍‍‍‍‍‍‍
شكراً لهذه النفوس الحية والأرواح الخالدة، ما أجلها وأشرفها يوم عرفت كيف تموت ‍ميتة شريفة بالذبح في سبيل الله، لا ميتة رخيصة من أجل العيون السود‍
وقد قال الصحابي الجليل طلحه بن عبد الله يوم أحد:
اللهم خذ من دمي هذا اليوم حتى ترضي
جزاءك الله خيراً يا طلحة علي هذا الحب الصادق ، وهنئياً لك ذلك المصير المبارك.
وهذا شاعر يشاركه هذه الأمنية الغالية فيقول:
لا تمتني يـا رب إلا بســيف *** صارم الحد مصلت في سبيلك
فيقتل شهيداً في سبيل العيون السود‍ ‍
ابن عباس يتصدق بعينه
وهذا ابن عباس ترجمان القرآن وبحر الأمة وحبرها، يبكي من خشية الله حتى تذهب عيناه فيعزيه أحد الشامتين فينشد ابن عباس:
إن يأخذ الله من عيني نورهــما *** ففي فؤادي وقلبي منهما نور
قلبي ذكي وعقلي غير ذي عوج *** وفي فمي صارم كالسيف مشهور
وفي الحديث القدسي (( من ابتليته بحبيبتيه (أي بعينيه) فصبر ، عوضته منهما الجنة))‍‌‍... وهذا سعيد بن المسيب إمام التابعين أبكاه الحب الصادق حتى ذهبت عينه لمرضاة ربه، وكذلك يزيد بن هارون المحدث المشهور فإنه عمي من كثرة البكاء، فقيل له : أين العينان الجميلتان ؟ قال أذهبها ـ والله ـ بكاء الأسحار‍
أما أحد الشعراء فقد بكي علي محبوبته حتى ذهبت منه عيناه فقال:
أعيناي كفــا عن فوادي فإنه *** من الظلم سعي اثنين في قتل واحد
لقد عميت عيناي من كثرة البكا *** لفــرقـة حب أو لتذكـار فاقد
ويشاركه المتنبي هذا البكاء فيقول:
قد كنت أشفق من دمعي علي بصري *** فـاليوم كل عـزيز بعدكم هـانا
فابن عباس ذهب بصره لمرضاة الله فثوابه الجنة ، وهؤلاء ذهبت أبصارهم لفلانة فثوابهم الإفلاس والندم والحسرة.
يا لهف نفسي علي ملل ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍
وخرج شاعر من المدينة وراء قافلة وهو يبكي فسئل عن ذلك؟ قال معهم جارية أخذت قلبي وذهبت فكان كلما نزلوا منزلاً سأل عنها، فإذا ارتحلوا ارتحل معهم وأخذ ينشد:
وقالوا صحيرات اليمام وقدموا *** ركائبهم من آخر الليل في الثقل
وردن علي ماء العشيرة والهوى *** علي ملل يا لهف نفسي علي ملل
لكن جعفر الطيار ابن عم المحتار، يخرج مسرعاً إلي مؤتة لترفع روحه هناك: (وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى) ، فيتقدم ويقاتل ليضحي بنفسه فداء لدينه ويلقي المنية باسما وهو ينشد:
يا حبذا الجنة واقــترابهـــا
طيـــبة وبارد شـــرابها
والروم روم قد دنا عذابها
كافرة بعيدة أنسابهــــا
علي إن لاقيتها ضرابها
فتقطع يداه وتطير روحه إلي الجنة ويبدله الله بجناحين يطير بهما في الجنة حيث شاء )وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ).
جعل المناسك أرض محبوبته
وهذا محب مفتون غلب عليه العشق والغرام والتوله بمحبوبته حتى رفض الخروج إلي مكة لأداء الحج وقال معتذراً
حجي إلي الباب القديم، وكعبتي *** الباب الجديد، وبالمصلي الموقف
والله لو علم الحــجيج وقوفنا *** في زندروز عشية ما وقـفوا
أو شاهدوا جسر الحسين وشعبه *** بين المحصب والنقا ما عرفوا
أما علي بن الحسين زين العابدين فإنه لما حج أراد أن يلبي ؟
فارتعدت فرائصه وارتعش جسمه واحمر لونه
فقيل له:مالك؟
قال أخشى إن قلت : لبيك اللهم لبيك أن يقال لي: لبيك ولا سعديك!. ‍
وهذا من خشية وعظيم تقواه وقوة ورعه وخوفه من ربه
وعند الحاكم في المستدرك أن الرسول صلي الله عليه وسلم لما استلم الحجر الأسود بكي بكاء شديداً ، ثم ألتفت فرأي عمر فقال: هنا تكسب العبرات يا عمر
وأي جهاد غيرهن أريد؟‍‍
دعي جميل بثينة للجهاد في سبيل الله ليكون كفارةله عل الله أن يرزقه شهادة ينال بها رضوان الله، فاعتذر وهو يقول:
يقولون جــاهد يا جميل بغزوة *** وأي جـهاد غـيرهـن أريد؟
وفي الحديث : (( ومن كانت هجرته إلي دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلي ما هاجر إليه)).
ولكن الطرماح بن حكيم الشاعر المجاهد الصادق يدعو ربه أن يرزقه الشهادة ويقول :
أيارب شهيداً لا تجعل وفاتي إن أتت *** علي شرجع يعلو بحسن المطارف
ولكن شهيداً ثاوياً في عصابة ********* يصابون في فج من الأرض خائف
فجميل يري أن أعظم الجهاد حب النساء
والطرماح يري أن أعظم من ذلك رضوان رب الأرض والسماء‍ !...
مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ
ألا بلغ الله الحمي من يريده *** وبلغ أطراف الحمي من يريدها
في القلب لا في الرأس
ويزعجنا إيليا أبو ماضي بصياحه ونحيبه وعويله وصراخه وهو ينادي:
يا من لقلب كلــما ضــمـدته ****** ملأ الجراح مواجعي وحواسي
لو أنه في الرأس كنت ضــمــدته *** لكنه في القلب لا في الرأس
وما الجرح؟.. أظنه جرح الهوي والغي الذي شرحه في طلاسمه ( جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت)‍..
محب يتوب
يا أخي لغني أنك تبت وإلي ربك أنبت
فسرني والله ذلك سرور من وجد المفقود وبشر بالمولود
لأننا كنا نفقدك في صفوف الطائعين
والآن وجدت ، وكنا نسأل عنك في موكب الضالين وتجددت
فو الله لو كتبنا برموش العين علي صحائف الخدود تحية لقدومك لما انصفنا
ولو رسمنا بنياط القلوب علي سويدائها ثناءنا عليك لما بالغنا
احبك الله فاجتباك وآثرك فاصطفاك
كنت عبد بعد التوبة قريباً مطيعاً محبوباً
يا أهلاً بمن فرخ الله بتوبته
يا مرحباً بمن استبشرت الملائكة بعودته
يا سهلاً بم تفتحت السماء لدعائه
يا حناناً لمن ذابت المهج لبكائه
يا قرة عين لمن أنصت عالم الغيب لندائه
سبحان من ابتلاك بالذنب ليكسرك كسرة فيها حسرة، ثم جبرك بالتوبة لتذوق لذة الأوبة ويغسل عنك أدران الحوبة
ركبت إلي الخطايا المطايا فأمهلك وما أهلكك براً وكرماً
ثم جذبك إليه بحيل التوفيق وأركبك سفينة النجاة في البحر العميق
تبارك من ألبسك تاج التوبة، وزينك بوشاح المحبة
وجملك براء القبول
دمعك علي ما مضي يسأل في ديوان الرضي
وتأسفك علي ما فات منشور الحسنات وسلم الدرجات
كلما قلت من ذنبك آه، قيل لك : طبت يا (أواه) فقد قلبك الله
كلما صحت من خطاياك ونحت ، نوديت نجوت وأفلت
كلما ذرفت منك دمعة أوقدت لك في عليين شمعة
كلما ضج فؤادك شاكياً باكياً قيل لك: دمت طاهراً زاكياً، أدمت الخطيئة ـ قبل ـ أبيك آدم فنودي: يا آدم لو لم تكن التوبة أحب شئ إلينا ما ابتلينا بالذنب أعز الناس علينا:
لعل عتبك محـــمود عواقبه ****** فربما صحت الأجسام بالعلل
لما ترك الذنب زال عنه الكرب ، وذهب عنه الخطب، ورضي عنه الرب
ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى):
سـامح الدمـــع إن أبان جوانا ****** نحن لا نكتم الدموع الغزارا
بكي داود حتى بكت معه أحبابه، وتفجع حتى رق له أصحابه فنودي:
رجوعك إلينا أحب من إدلالك علينا
دمعة علي مصابك أشرف من ألف ركعة مع إعجابك
فيا أيها التائب لو تدري بمدلول حديث :
((لله أفرح بتوبة عبده)) لهمت طرباً ، ولتقطعت من الشوق إرباً إراباً
ولو علمت بتزين الجنان لقدومك لجعلت أفراح أعيادك مكان همومك
ولو اطلعت فرأيت مقعدك في الفردوس الأعلى، والملائكة ينادون أهلاً وسهلاً ، والحور يقلن وأغلي وأعلي لذبت سروراً ولملئت حبوراً ، ولصرت من البهجة مبهوراً ، وفي ظلال الإنس مغموراً
أيها التائب أبشر بخير يوم طلعت عليك فيه الشمس
فأنت ابن اليوم لا غد ولا أمس، طاب ممشاك، وأفلح وجهك، وقرت عينك، وسرت روحك، وعلا قدرك، ورفع ذكرك ، هنئياً لك بنداء:
يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا
إذا وصلك الخطاب، وعرفت الجواب النبي صلي الله عليه وسلم ورفع لك الحجاب
فسبحان من جبر كسر من زل، ودمل جرح من ضل ، وراش جناح من ذل، اقترفوا ، وعلي الهلاك اشرفوا، فاعترفوا، فبشروا بـ (يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا) ، أخطؤوا ،فأسفوا، وندموا علي ما أسلفوا فوعدوا بـ) بَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا)
للمعاصي في أول العمر أزلفوا، ثم عادوا إلي باب أرحم الراحمين ووقفوا فسمعوا:
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا ..
يتقلب التائب في الليل الداجي يبكي ويناجي فيقال له:
ما عليك أطلعنا فسترنا ، وعرفنا فعذرنا ، وعلمنا فحملنا، وقدرنا فغفرنا!.
قال التائب : يا رب أذنبت
قال: وأنا غفرت
قال التائب: ذنوبي تجل عن الإحصاء
قال الرب: ولو بلغت عنان السماء
قال التائب: يا رب أهلكتني السيئات
قال التائب : يا رب تسامحنا علي ما فات أما تحاسبنا علي تلك الزلات؟
فقال الرب: بل أبدل السيئات حسنات
قال التائب: لا أكرم منك أحد
قال الله أنا الصمد!..
جاء مذنب إلي عالم فقال: غرقت في الذنوب
فقال له: الآن أدركتك رحمته علام الغيوب
وقال أحد السلف:
والله لو خيرت أن يحاسبني ربي أو يحاسبني أبى وأمي لاخترت حساب ربي لأنه أرحم الراحمين!.
أيها التائب
أبشر فإن تذكرك لذنبك طاعة منك لربك..... كلما احترق قلبك بنار الدم ذابت جبال الخطايا والمم
كلما أطار الهم نومك وكدر الحزن يومك غسلت سيئاتك ومحيت خطيئاتك
التائب حبيب الله وصديق عباده، وضيف رحمته، ووافد جنته، ومستحق كرامته، وحائر قربه
التائب يحبه المرسلون لأنه صدق قيلهم، واتبع سبيلهم ، واقتفي دليلهم
والتائب تحبه الملائكة؛ لأنهم يستغفرون له ، ويفرحون بطاعته، ويحبون توبته
والتائب يحبه المؤمنون؛ لأنه أعانهم علي نفسه، وجاهد مهم شيطانه، وارضي إلههم وإلهه
دمع التائب طاهر، لو وقعت منه قطرة علي جليد الخطايا لذاب، ولو سقط علي ركام المعاصي لغاب
دمع التائب علي صدق صاحبه برهان، وعلي صحة توبته سلطان:
إذا اشتبكت دموع في خدود ****** تبين من بكي ممن تباكي
أيها التائب الآن عرفت فالزم
ووصلت فاسلم
وحصلت فاغنم
فتقدم ولا تحجم
الباب أمامك مفتوح والعطاء من ربك ممنوح، والكرم منه يغدو ويروح:
والله والله ما أبكي علي طلل ************ أقفى وأقفر من أهل وسكان
ولا بكيت علي واد الغضا سحراً ****** أو خيمة بين روض الطلح والبان
وما ذرفت دموعي في الهوي سفهاً ********* لفيء خل ولا تذكار جيران
لكن لذكر ذنوب ليتها محيت *************** بعفو رب وغفران وإحسان
قل للمخطئين ومن في المعاصي تورطوا، لأنكم خلقتم من الطين أبشروا برحمة ارحم الراحمين
من الذي دعاه فما لباه؟
من الذي سأله فما أعطاه ؟
من الذي استجار به فما حماه؟
من الذي استنجد به فما كفاه؟
من الذي أوى إليه فما آواه؟..
أيها التائب ارتكبت امرأة ذنباً، فأسقت كلبا، فأرضت رباً، وكشفت خطباً، وأزالت كرباً
قالوا في الأخبار وقديم الآثار:
وقعت حمامة في ملامة فأكثرت الندامة، فبكت علي الغصون بدمع هتون ، وناحت في شجون وأنشدت:
ربي إذا ما القلب أفحم بالرضا ********* وبكي لفرط ذنوبه وأتاكا
هل تعف عنه وهلا تزيل همومه *** إذ لا إله لذي الوجود سواكا
فهتف بها هاتف يقول:
من عصانا أمهلناه، ومن تاب إلينا قبلناه ومن أطاعنا قربناه..
يا أيها التائب أما تري فيل أبرهة وجهوه إلي البيت العتيق فأبي
وضربوه فبكي خجلاً من صاحب البيت!.
والله لو قطعـوا رأسي لأجلـكم *** لسار نحو هواكم في الهوي رأسي
ولو هوت قدمي ممشى لغيركم *** لقلت بيني وما البين من بأس
نظر رجل في المرأة وهو في الأربعين وقد عصى رب العالمين، فرأي الشيب قد غطي عارضيه فصاح: أواه، واأسفاه، يا رباه!، ثم ذهب إلي عالم فقال له:
أما تري الشيب في هذا السواد شطا *** ونحن في ليل لهو نركب الغلطا
أراه ينهـــرني عـمـا ألم بـه ********* كـأنما هو سيف بالهلاك سطـا؟!
فقال العالم: إن كان صبح الشباب عذرك ، فإن غروب الشيب أنذرك
فتب إليه واشك الحال عليه، فإذا لقيته يوم الدين ،وقال لك: عبدي ما أغرك بي؟ فقل برك بي ‍‍‍‍.
بكي عمر بن عبد العزيز ثم قال :
اللهم إنك قلت: وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ)، وأنا شيء فلتسعني رحمتك .
وخرج أحد العباد يصلي بالناس الاستسقاء وهو شيخ كبير
فكشف رأسه فإذا هو أبيض كالقطن، وقبض لحيته وبكي وقال:
سبحــان من يعفو ونفهو دائماً *** ولم يزل مهما هفا العبد عفا
يعطي الذي يخــطي ولا يمنعه *** جلالة عن العطى لذي الخطا‍
فنزل الغيث ‍‍‍‍‍.
براهين الحب
الأبطال يقدمون الرؤوس والنفوس لتلك المعالي والضروس
فيا عابد الدراهم والفلوس، عش في عبوس، ودم في نكوس.
قال نور الدين محمود:
اللهم احشرني في حواصل الطير وبطون السباع، فرزق الشهادة.
وقال ابن الطرماح:
اللهم لا تجعل وفاتي علي سرير في الدار، ولكن اقتلني بسيف الكفار.
وقال طلحة يوم أحد:
اللهم خذ من دمي هذا اليوم حتى ترضي.
وقال عبد الله بن جحش:
اللهم إنك تعلم أني أحبك..
وقال إعرابي رب أرسل علي في المعركة سهماً يقتلني..
وصح في الحديث :
(( من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات علي فراشه))
وسأل ابن رواحه ربه أن يطعن في سبيله طعنة تصل الكبد‍ !..
يا ليت أنك قد حـضرت نزالنا ****** ورأيت كيف تقطع الأعناق
كأس المنايا بيننا نحـــسو به ****** حب المهـــيمن كله ترياق
صارت كأغماد السيوف دورنا ****** والرمح في أحشائنا خفاف
متضرجين دماً فلو أبصرتنــا ****** أنسـاك ما قلد أنشد العشاق
طعن الإمام المحدث النابلسي بالخنجر في سبيل الله، فكلما طعن طعنة قال:
الله الله الله !، فمات وهو يقول الله الله !..
قال أهل السير نزف دمه، فكتب علي الأرض الله الله الله ، فالله أعلم ، والعهدة علي الرواة:
إذا قتـلوا صحت بحق دماهــم *** وكانت قديماً من مناياهم القتل
تدوس الخيول الصافنات رؤوسهم *** غريبون لمال لديهم ولا أهل
تكسرت الأسياف يوم نزالهم *** وفلت رماح الموت وانقطع النبل
تضحية برجال لا بجمال ‍!
وفي عالم التضحية يتقدم عضد الدولة الملك المشهور بذبح ثلاثة ملوك من الكفار في عيد الأضحى المبارك ويهنئه الشاعر فيقول:
صل ياذا العــلا لـربك وأنحـر ********* كل ضد وشانئ لك أبتر
أنت أعلي من أن تكون ذوي السؤدد *** تيجانهم أمامك تنثــر
كلما خر سـاجــدا لك رأس ********* منهم قال سيفك: الله أكبر‍ ‍!
وهذا مثل أضحية الأمير خالد القسري لما صعد المنبر يوم عيد الأضحى
فخطب الناس وقال أيها الناس:
ضحوا تقبل أضحيتكم ، فإني مضح بالجعد بن درهم ....إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً..... ولم يكلم موسى تكليماً، يقول ابن القيم:
ولذاك ضحي خـالد بالجـعـد ********* يوم ذبائح القـــربـان
إذ قال إبراهيم ليس خليلــه *** كـلا ولا مـوسى الكليم الداني
شكر الضحية كل صاحب سنة *** لله درك من أخي قربـــان
(يحبهم ويحبونهم)
( يحبهم) ‍!.. هذا عجيب
لأنه غني عنهم....... وهم فقراء إليه
ولا يعتمد عليهم...... ويعتمدون عليه
ولا يطلب شيئاً منهم ......وهم يطلبونه في كل شئ .
وعجيب أن يحبهم وهم مخلوقون ، وهو الذي خلق
ومرزوقون وهو الذي رزق.
(ويحبونه) .. ليس بعجيب
فقد صورهم وهم أجنة ..... ثم أخرجهم من بطون أمهاتهم وله المنة ... ثم هداهم بالكتاب والسنة.
ويحبونه ..... لأنه أعطاهم القلوب، والأسماع ، والأبصار ، وسخر لهم الشمس والقمر والنهار، وحماهم من الأخطار في القفار والبحار.
ولو قال: يحبهم، وسكت لتوهم منهم الجفاء
ولو قال: يحبونه، وسكت، لقيل ليس لهم عنده اختفاء
فلما قال: (يحبهم ويحبونه)، تم الوداد والصفاء، وظهر الوفاق والوفاء.





الشيخ الدكتور عائض بن عبدالله القرني







رد مع اقتباس مشاركة محذوفة