رأيت من واقع الحياة أن أكثر الموظفين لا يحسنون استغلال الوقت بفعالية ونرى البعض بل الكثير منهم يضيع وقته أثناء الدوام في أعمال ليست ذات مردود على إنتاجيته على الرغم من أنه يتشدق بأن ملتزم بوقت الدوام وقليل الخروج والاستئذان وهذا منطق البعض وللأسف من بعض العقول التي تعطي أهمية كبرى للالتزام بالدوام دون أدنى اهتمام بإنتاجية الموظف، صحيح أن الالتزام بأوقات الدوام مهم ولكن الإنتاجية أهم، عموماً هذا ليس موضوعنا فسأحاول أن أقدم بعض النصائح من أجل تنظيم القوت أثناء أوقات الدوام والاستفادة منه، فلو سأل أحدنا نفسه سؤال واحد في نهاية كل دوام ماذا أنجز وأنتج خلال وقت الدوام وكيف استغرق وقته، وكيف قضى وقت الدوام، سيجد الإجابة محبطة فما تم إنجازه من أعمال لم يستغرق سوى دقائق معدودة أو لنقل ساعة أو ساعتين، أما بقية وقت الدوام فقد ذهب في أحاديث جانبية أو البحث في أوراق مبعثرة في أرجاء المكتب هنا وهناك أو تصفح الإنترنت والرد على الهاتف، صحيح أن هناك بعض الأشخاص حريصون على أداء العمل واستغلال كامل وقته بما يعود بالفائدة على إدارته ولكنه على الرغم من ذلك يفتقد إلى بعض الإجراءات والتنظيم لاستغلال وقت الدوام وكيفية إنجاز الأعمال، كما أن البعض يفتقد إلى عملية التخطيط سواء لحياته العادية أو الوظيفية
فالتخطيط هو أساس عملية التنظيم وهو يمر بثلاث مراحل تحديد الأهداف ورسم الخطة التفصيلية ثم التنظيم اليومي. ويعطي الأديب الروسي ( ديمتري ليما شيف ) توصيفاً لأثر تحديد الأهداف بقوله ( إن الكثير مما أنجزه الفرد في حياته، والوضع الذي تبوأه وما قدمه للآخرين وما أكتسبه بنفسه يعتمد كثيراً على الفرد نفسه أن الناجح لا يأتي صدفة، فهو يتعمد على هدفه في الحياة، وبعيداً عن الأهداف الوقتية الصغيرة ، فإن كل فرد ينبغي أن يكون له هدف فوق شخصي خارج إطار ذاته، ومن ثم فإن خطر الفشل سوف يختزل إلى الحد الأدنى ).
وتظهر الأبحاث أن الموظفين يضطرون إلى تغيير موضوع اهتمامهم حسب الوقائع والأحداث سواء العامة أو الشخصية، لذلك فالجميع مطالبون باستشعار ذلك في قضاء الأوقات ، إن تعميم سجل خاص بالوقت سيزيد من وعينا بحجم الوقت المهدر وسيحدد العوامل المضيعة للوقت ، وقد قام البعض بوضع بعض الخطوات لتغيير عادات إهدار الوقت ومنها كتابة الأسباب التي تؤدي إلى ضياع وقتك، وحصر المشاكل التي تسببها عادة هدر الوقت، تصور عادة تنظيم الوقت وإيجابياتها، توقف عن استخدام الأعذار الواهية، خطط ليومك بهدوء كل صباح وأخيراً حول المشاريع الضخمة إلى خطوات ومهمات صغيرة ومرتبة.
إن من أهم أسباب إهدارنا لكثير من وقتنا أثناء الدوام هو عدم تنظيمنا لمكاتبنا حيث نلاحظ أن المكتب مليء بالأوراق والمذكرات التي نود قرأتها حتى أصبحت مكاتبنا مخازن، لذلك لا بد من إجراء فرز للأوراق والمذكرات الموجودة وسنلاحظ أن معظمها غير ضروري ولابد من التخلص منها، كما أنه لابد من إلغاء فكرة الحصول والاحتفاظ بنسخة من جميع المعاملات والاقتصار على الضرورية منها، حيث أن هناك بعض العقليات التي تؤمن بحفظ نسخة عن كل شيء قبل أن ترميه، محاولة الاختصار في المكاتبات والمراسلات على أن يبدأ الشخص بنفسه قبل الطلب من الآخرين واعتماد وإنجاز بعض الأعمال بالاتصالات الشفهية والاتصال مباشرة بالأشخاص وإلغاء فكرة المذكرات، مع إعادة جميع الأوراق غير الضرورية إلى مرسليها، واعتماد التقنية الحديثة في ترتيب أوراق المكتب وأرشفتها حيث أن هذا يسهّل عملية الرجوع إليها ويختصر الوقت الكثير المهدر في عملية البحث بين الأوراق المتناثرة والملفات الكبيرة.
وتظهر الدراسات بأن 85% من الأوراق التي نحتفظ بها لا نعود لها إبداءً وإن نسبة كبيرة من الوثائق التي نبقيها في ملفاتنا أصلاً محفوظة في مكان آخر، لذلك لابد التخلص من كل الوثائق التي لم نعد بحاجة إليها وإذا كنت غير متردد فإن حجم ملفاتك ستنخفض بنسبة كبيرة، وكلما كان المكتب مرتباً والملفات والأوراق محفوظة بطريقة علمية سهل عملية الرجوع إليها، كذلك عدم السماح للبعض بالمقاطعة أو بعض الزيارات التي تعيق الشخص عن التركيز وإنجاز العمل بل إنها تؤدي إلى إهدار الشخص للكثير من الوقت في عملية مجاملة المتحدث أو الزائر، ومن النصائح المهمة في وقتنا الحاضر استخدام التقنية الحديثة في عملية المراسلات والمخاطبات والأرشفة فهذا سيختصر الكثير من الوقت في عملية الإنجاز.
والله من وراء القصد ،،
محمد بن سعد بن صالح