21 / 12 / 2010, 30 : 05 PM
|
عضو حاصل على المرتبة الرابعة
|
كاتب الموضوع
:
عمرو عبده
المنتدى :
سواليف مطاوعة |
تاريخ التسجيل |
العضوية |
المشاركات |
بمعدل |
المواضيع |
الردود |
معدل التقييم |
نقاط التقييم |
قوة التقييم |
19 / 03 / 2010 |
4143 |
510 |
0.10 يوميا |
|
|
189 |
10 |
|
|
|
|
رد: البَرَد بين العلم والقرآن
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
فمن أعماق البحر ومن قاعه وسطحه ورياحه إلى أسرار السحب في السماء فكما وصف القرآن سطح البحر ووسطه وقاعه فإن القرآن الكريم قد وصف لنا السحب التي تتكون منها الأمطار ، والسحب أنواع كثيرة ، والممطر منها ثلاثة أنواع فقط.
جاء هذا الوصف القرآني للسحب الممطرة ،وجعل لكل سحاب وصفاً خاصاً لنفس المعالم التي يختلف بها عن غيره ، فكل سحاب يتكون بطريق معينة وتصاحبه ظواهر خاصة به، وينتج عنه نتائج معينة ونرى الوصف القرآني ينطبق تمام الإنطباق على كل حالة من هذه الحالات .
ونتذكر أنَّ القرآن الكريم نزل قبل ألف وأربعمائة عام ، وأنَّه في ذلك الوقت كان الناس يتخيلون خيالات أُسطورية .
فالصينيون مثلاً : كانوا يصفون البرق فيعللون حدوثه بأنَّ الآلهة بيدها مرايا تحركها مع الشمس فيكون ذلك البرق وأَما الرعد فكانوا يعللون حدوثه بأنَّ الآلهة تقرع الطبول.
أمَّا اليونان فقد كانوا يتصورون آلهةً لكل مظهر من مظاهر الطبيعة فهناك آلهة تنفخ الرياح، وآلهة تكون السحب ، وهكذا أما العرب فما كان لهم انشغال بهذا فبلادهم صحراوية قليلة الأمطار وتقدم العلم وأخذ العلماء يدرسون الظواهر الطبيعية من حولهم ، ويكتشفون أسرار تلك الظواهر الكونية وأَسبابها وسننها، ويفتح عليها في هذا الأمر شيئا فشيئاً ، وبدأ الأمر بدارسة العلاقة بين الرياح والسحب ، ما الذي يكون السُّحب ؟ اعلموا أن البحر يتبخر ويصعد منه بخار الماء ، ولكنه غير مقطور(1) فتأتي الرياح وتسوقه ، رياح رأسية ترفعه وتنقله ورياح أفقية تسوقه فهذه الرياح تحمل بخار الماء فإذا انتقل بخار الماء من منطقة ساخنة كان فيها في صورة بخار إلى منطقة باردة فإنه يتكشف عند دخولها فتتكون نوايا القطرات ، فيصبح ذلك البخار الذي ما كان يرى مرئياً ومشاهداً ، فإن الرياح هي السبب في إظهار ذلك السحاب بسبب أنها تنقله من مكان ساخن إلى مكان بارد، وقد تكون الحركة برياح ساخنة لكنها تصطدم بكتلة باردة فعندما تدخل الرياح الساخنة المحملة ببخار الماء غير المنظور إلى منطقة باردة تبدأ السحاب بالظهور ، ونحن نرى في الأفق ذلك .
نرى أن السحاب يدخل منطقة أمامنا ثم يبدأ في الظهور ، واستمرار الدفع لكميات بخار الماء إلى جسم السحابة يجعلها تنمو كما نرى في السحب دائماً في شكل قباب بسبب ذلك النمو فتهيج ، تهيج بنموِّها ذلك بما يدفع فيها من بخار مائي لا يُرى ، إذن الرياح تُظهر السحب وتهيِّجها وهناك لفظ في اللغة العربية يؤدي هذين المعنيين (الإظهار والتهييج) ولازلنا نستعمله إلى يومنا هذا ، أنت تقول للشخص أو عن شخص ما فلان أَثار مشكلةً ، بمعنى أظهر مشكلة لم تكن موجودة ولا ظاهرة, فأوجدها أي: أَظهرها .
أو تقول لشخصٍ : لا تثرني بمعنى لا تهيجني .
فأَثار جاءت لمعنيين : لمعنى إِظهار الشيء ولمعنى تهييج الشيء .
فالعلاقة بين الرياح وبين السحب هو علاقة إِثارة بمعنى :
إِظهار وتهييج ، وهذا هو اللفظ العربي الوحيد الجامع لهذين المعنيين والدال عليهما في آنٍ واحد، وهو اللفظ الذي استعمله القرآن لبيان العلاقة بين الرياح وبين السحب قال تعالى : ﴿اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً ﴾ [الروم: 48] فتثير أي تُظهر وتُهيج .
قلنا إنَّ السحبَ التي تتكون أَنواع ثلاثة أي السحب الممطرة ثلاثة أَنواع ، مع السحب أنواع كثيرة ، لكن الممطر منها ثلاثة أنواع ، ولكل نوع منها طريقة في تكوينه، وظواهر تصاحبه ، ونتائج تنشأ عنه (صورة). وتعليق على الصورة .
كيف تحركت السحاب من أسفل وارتفعت ثم امتدت فكونت طبقات من السحاب وهذا هو السحاب الطبقي وهو لا يكون ممطراً في بدايته ولكن عندما يكون طبقات وقِطع وطريقة تكونه تبدأ بسبب هبوب الرياح الساخنة فتحمل بخار الماء وترتفع إلى أَعلى فوق الكتلة الباردة، ثم تمتد وتنبسط ، فترى السماء كلها وكأنَها طبقة واحدة أو سبعة أثمانها قد غطيت بهذا السحاب ، وهذا السحاب يسميه العلماء السحاب الطبقي.
كيف ينزل منه المطر ؟
ومتى ينزل منه المطر ؟
ينزل المطر عندما يكتمل تكوين القطع من السحب المتجاورات بعضها بجوار بعض ، وبعضها فوق بعض عند ذلك ينزل المطر والوصف القرآن هو الآتي: ﴿ اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاءُ ﴾[الروم:48 ] أي قطعاً متجاورة وقطع بعضها فوق بعض﴿ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴾[الروم:48 ] ترى الودق أي قطرات المطر تخرج من خلال هذا السقف .
إذن لا ينزل المطر إلا بعد تكون القطع المتراكبة حتى تكون البيئة من حول هذا السحاب مشبعة بالماء تسمح بتكوين القطر في الثقيلة فينزل المطر .
وهذا النوع من المطر لا يصاحبه رعد ولا برق ، ولا صاعقة ولا برد ، ولا شيء من الأَشياء المؤذِية ، وإنما ينهمر باستمرار ، ولذلك عندما ينزل هذا المطر على منطقة فإن النَّاس يفرحون به ويشعرون أنَّ الله ساق لهم أمطاراً لم تزعجهم ولم تخفهم ، فيفرحون بما نزل عليهم من ذلك ، فالأثر هو الفرح والسرور والله سبحانه يصف المطر فيقول: ﴿ اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴾[الروم:48] بينما يصف النوع الآخر من السحاب وهو السحاب الرُّكامي الذي يركم بعضه فوق بعض (صورة) وتعليق.
يبدأ هذا السحاب أول ما يبدأ في صورة قزع، وهذا القزع الصغير يتجمع في خط يسمونه خط تجمع السحاب .
فإذن لدينا عمليات تتم بعد عملية التجمع هذه، فتأتي عملية الركم للسحاب فيركم بعضه فوق بعض إلى أن يصبح كالجبل. ويصفه الله جل وعلا: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ ﴾[النور:43]"(2) ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ﴾ يزجي بمعنى يسوق برفق ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ﴾ يجمع بينه في خط تجمع السحاب، فهاتان عمليتان:
أ= سوق برفق .
ب= تأليف بينه وتجميع .
﴿ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً ﴾ وهذه مرحلة ثالثة الركم ، وهو رفع بخار الماء والسحاب الذي تكون من البخار إلى أن يصبح ركاماً ، وهناك تيارات داخلية وقوي تنشأ في جسم السحابة ترفعها وتحملها إلى أَعلى ، فإذا عجزت قوة الحمل ، وتكونت القطرات الثقيلة التي تعجز تلك القوى عن حملها نزل المطر .
ونلاحظ في الآية استعمال حرفي عطف متغايرين (ثم‘ وفاء) ، ثم الذي يدل على الترتيب مع التراخي‘ والفاء الذي يدل على الترتيب مع التعقيب ، أنت تقول مثلاً: دخلت المكان ثم خرجت أي كان الخروج بعد وقت من الدخول ، بينما تقول: دخلت المكان فجلست أي كان الجلوس عقب الدخول مباشرة. فانظروا إلى استعمال حروف العطف في الآية الكريمة: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً ﴾[النور:43 ] "بين كل عملية وأخرى فترة زمنية ولذلك يعقبها بحرف العطف "ثمَّ" ولكن بعد أن يتم الركم وتعجز القوى عن الحمل قال : ﴿ فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ ﴾ غيَّر حرف العطف إلى "الفاء"﴿ فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ ﴾ فلا بد أن يكون السحاب في شكل جبل ﴿ فِيهَا مِن بَرَدٍ ﴾ أي يكون في ذلك الشكل الجبلي شيء من البرد " ﴿ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ ﴾[النور:43 ] دَرس العلماء هذه الظاهرة كيف يتكون البرد فوجدوا أنَّ السحاب الرُّكامي تختلف درجة الحرارة في قمته عن قاعدته فالقمة تكون باردة والقاعدة تكون أقل برودة فيتكون شيء من البرد في قمة السَّحاب ثم ينزل هذا البرد إلى وسط السحابة حيث الماء …..ص4 تحت درجة الصفر ، ولكنه سائل ، وكان من المفترض أن يتجمد لكنه بقي سائلاً صورة سائل، ولكن بمجرد نزول تلك النواة من البرد الذي في قمة السحابة إلى المنطقة الوسطى تتحول المنطقة إلى كمية هائلة من حبات البرد.
المتوقع ماذا ؟
التوقع أن ينزل_ البرد شيء ثقيل ولابد أن تعجز السحابة عن حمله .
ماذا وجد علماء الأرصاد ؟
بعد تكون حبة البرد تنزل وقد تصيب النَّاس ولكن في كثير من الأحيان تنزل حبة البرد ثم تعود مرة ثانية وتحدث دورة في جسم السحابة وتنزل بعد أن تصبح ثقيلة وقد أضيف إليها كتلة جديدة من البرد فتنزل ، ويقول علماء الأرصاد : الآن ستنفجر السحابة بالبرد وينزل هذا الكم الهائل من حبات البرد وقبل أن يصل إلى قاعدة السحابة وينزل يجد تياراً آخر صاعداً يرفعه ويعيده إلى وسط السحابة وهكذا تبقى حبة البرد تدور في جسم السحابة حتى يأذن الله لها فتنزل ، فقد صرفت وحين أذن لها نزلت وهذا هو الوصف القرآني : ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ ﴾ [النور:43 ].
لقد قامت ثلاث دول هي أمريكا واليابان وأظن الثالثة هي استراليا بدراسة لمدة عشر سنوات لمعرفة ما هو سبب تكون البرق، ويعد الدراسة قرروا ما هو سبب تكوين البرق، فوجدوا أنَّ سبب تكوين البرق هو تكوين مواد صلبة يعني برَد في جسم السحابة في درجة حرارة معينة .
وفي عام 1985م قُرر بصفةٍ أكيدة أنَّ البرد هو سبب تكوين البرق، لماذا؟ لأنه عندما يتحول الماء إلى مادة صلبة تتكون معه شحنات كهربائية تبقى في ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ ﴾[ النور:43] جسم السحابة وبحركة البرد تتكون أقطاب كهربائية موجبة في أَعلى وسالبة في أَسفل ومع كثرة واستمرار شحن(3) هذه الأقطاب بالكهرباء يصبح البرَد نفسه في حركته موصل بين تلك الأقطاب فيكون البرق .
تعالوا لنرى الوصف القرآني: ﴿ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ ﴾ – أي البرد – ﴿ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ﴾[النور:43].
فهذه طريقة أخرى في تكوين السحاب ووصف يختلف عن طريقة تكوين السحاب الطبقي .
فهناك لم يذكر البرق ولا البرَد ولا الرعد ولا شيء من ذلك بل عقَّب عليه وقال : ﴿ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴾[الروم :48 ]
لكن هنا وصفه وصفاً آخر مطابقاً لحقيقة السحاب الرُّكامي .
فمن علَّم محمداً – صلى الله عليه وسلم – هذه الفروق الدقيقة ، من علَّمه أنَّ البرَد هو سبب تكون البرق من علَّمه أن البرَد ينزل في جسم السَّحابة ثم يصرف؛ من علَّمه أنَّ طريقة تكوين السحاب الرَّكامي تختلف عن طريقة تكوين السحاب الطَّبقي ، لاشك أنه الله سبحانه وتعالى
وهناك نوع ثالث يتكون بين جبهتين من السَّحاب بسبب لقاء تيارات هوائية متعاكسة تمثِّل دوامةً أو إعصاراً فتعصر، وبحركتها ترفع هذه إلى أعلى وتحمل بخار الماء من أسفل وترفعه وكلما ارتفعت كانت الفرصة لتكوين قطرات ثقيلة أكبر وهذه القطرات تنمو وتتسع مساحتها وحين تثقل تلك القطرات تنزل ، ثم ترفع كمية أخرى هذا النوع من السحاب لا ينزل دفعه واحدة وإنما ينزل متدفقاً ثجاجاً ﴿ وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجاً * لِنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً* وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً ﴾[النبأ:14-16 ](4) (ثجاجاً) أي متدفقاً ينزل قطرة بعد قطرة﴿ لِنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً ﴾[ النبأ:15 ]
" وهذه هي نتيجة هذا النوع من الأمطار ﴿ لِنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً ﴾ [النبأ:15 ]
" هنا يذكر هذه الجنات الناتجة عن هذا المطر ويصفها بوصف ﴿ وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً ﴾ [النبأ:16 ] ومعناه بساتين وغابات أشجارها ملتفة بعضها على بعض من شدة الرطوبة الناشئة عن هذا النوع من الأمطار فهي مختلفة في نتيجتها وكذلك في طريقة تكوينها " ﴿ وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجاً ﴾ [النبأ:14 ] فطريقة تكوينها العصر، وليس ماءً مستمراً بل ثجاجاً فهو يختلف عن الطبقي والرُّكامي ووصفه مختلف فتأمل كيف يصف القرآن هذا الوصف الدقيق، من يستطيع معرفة كل هذه الأسرار زمن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟ ما كان الإنسان يستطيع الطيران في السماء، إنما تمكن الإنسان من ذلك في وقت قريب، وكم من الآلات الحديثة والأجهزة والتقنيات المتقدمة استعملها الإنسان اليوم حتى وصل إلى كل هذه الأسرار .
فمن أين لمحمد صلى الله عليه وسلم هذا العلم الذي جعل العلم الحديث يجري وراءه ويلاحقه ليأتي في نهاية المطاف ويقرر ما سبقه إليه القرآن والسنة قبل 1400عام .
لاشك أنه الوحي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .
وهذا الإعجاز العلمي هو الذي ذكره سبحانه بقوله: ﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ﴾ [فصلت:53 ] أي أنَّ هذا القرآن هو الحق جاء بالحق لأنه نزل بعلم الله كما قال تعالى: ﴿ لَّـكِنِ اللّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ﴾[النساء:166 ] .
والحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
الشيخ الفاضل عبد المجيد الزندانى
|