للبيوت أسرار.. البعض يتساهل في كشف كل ما يدور في بيته وخصوصاً للغرباء. نعم الغرباء..! فالعاملة المنزلية على سبيل المثال في حُكم الجسم الغريب داخل جسد الأسرة وكذا السائق. مهما كانت ثقتنا بهم ومهما كان قربهم منّا المنطق والعقل يقولان "لا بد من مسافة أمان". يشتكي البعض من "سحر" الخادمة للابن الشاب الوسيم أو الأب الذي هام حُبا بالسيدة الشغالة ولم يسألوا أنفسهم لماذا؟ نعم هذه ال"لماذا" هي مفتاح الجواب. من الذي سمح للشغالة العزباء بالدخول لغرفة نوم الزوجين بحجة تنظيفها ثم ترى تفاصيل ما حدث في الليلة السابقة..!

البعض يُعطي السائق "أجندة" القادم من الأيام. وقت السفر، أين، ومدة الغياب، ومتى العودة، إلى آخر تلك التفاصيل. وحين يعودون يفاجؤون بسرقة ما في المنزل ولا يتهمون بأي حال ذلك الذي يُظهر براءة الذئب من دم يوسف. يا جماعة الخير: من متى وبعضنا بهذه السذاجة حين نُتيح أسرار بيوتنا للغرباء والغربان؟ هل من أحد يقول كيف حدث هذا التحوّل في وقت ندّعي فيه بالمُحافظة ونحن ننشر ما في داخل الأحشاء لكل عابر سبيل؟ نعم كم من عابرة سكنت معنا ودخلت في أدق تفاصيل حياتنا؟ تعرف ما نأكل وما نلبس، متى ننام ونستيقظ، أقاربنا وشكل علاقاتنا بهم، ما نُحب وما نكره. شيء مرعب أن نعرف هذا الكابوس ثم نتجاهله.

أصدق تعبير عن هذا الموضوع لخّصه رسام الكاريكاتير في هذا الجريدة الزميل الجبيري حين صوّر وافداً آسيوياً جالساً على "دباب" توصيل الطلبات يُحادث واحداً من بني جنسه (يلبس إزار وفانيلة علاّقي) قائلاً: "أنت تعال اشتغل معنا في البقالة ولا تشيل هم، أنا أعطيك برنت كامل عن اللي ساكنين في الحي.. نظامهم وعددهم وطلباتهم، ومن اللي مسافر منهم ومتى يرجع ومن اللي قاعد".

ابتسامة الشغالة لرجل توصيل الطلبات هي شرارة كل مصيبة قد تقع لهذا احذروهم واحفظوا أسرار بيوتكم.. إلى اللقاء

عبد الله إبراهيم الكعيد
ج الرياض