بين الألم والأمل 2-2
في مقال مضى أرهقت قلمي بضيم الألم وأدميت صحيفتي بجراحه، لكني علمت أن طب القلوب توصل منذ زمن بعيد إلى دواء يحسر استفحال الألم، ويخفف من وطأة ضيمه على الأفئدة...
دواء أعلن تحديه لغول الألم فاتخذ من أحرفه لبوسا لكنه غير تشكيلتها، ليبرز فلسفته الأسمى في أن الألم في أصله أمل وحال القلوب معه كمن يستخدم المدية ليدمي يده أو من يستخدمها ذاتها ليقلم عصاه التي يتكئ بها مستعينا على الحياة مواصلا المسير.
رغم ضيم الألم إلا أنه بجرعة من الأمل ينحسر ويتخذ من طرف الفؤاد ركنا متواريا عن أعين الأوجاع، ورغم قوته إلا أنه يتقهقر أمام آمال تكسر أشواكه فيستحيل أليفا محركا ذيله يستجدي الرضا..
دواء آلامنا أن نستمطر ديمة آمالنا لننبت في قلوبنا سعادة يكون لزاما علينا تعهدها لنجني طيب ثمارها.
علي أحمد المضواح