محطات قصيرة
تم ق ن
جريدة الرياض | محطات قصيرة
نجوى هاشم
(الفعل هو أفضل الأجوبة) جورج هربرت
بعض الأشياء.. التي تسكننا.. ليست أكثر من حلم.. حتى وإن تحققت.. فإنها تعود.. وتتحول إلى حلم أكبر..!!
قال لها:
ليس ذنبه ما تتجرعه من المرار، فالمصباح عندما ينفد -- ينطفئ..!!
القليل منك.. كالكثير.. يكفيني..!
صمته المسموع تحول إلى حوار.. وإلى الفة.. أغرقت المكان بحضورها!
تفقد كل الأشياء طعمها بغيابه.. ولا روعة لكل فعل دون حضوره..
الحنين.. وجع الليالي الطويلة..!
الأكثر ألماً.. ذلك الفصل من الكتاب الذي تصعب عليك قراءاته.. ولا يصلح للقراءة.. مهما غيرت مواعيد قراءاتك..!!
سعادتك إن عُلقت على آخرين.. فعليك أن تبحث عن جسور تصل منها إليها..!
من يريدك سيسعى وراءك.. مهما أمنت الطريق من أن لا يصل إليك!
سطوته كانت فارهة.. وتأثيره ملهم.. وسره ليس في استلهام ما لديه ولكن في استقراء بعض حضوره الذي منحه ليغرق المكان به..!
كما تسري الأنهار في الأرض مجاناً.. يتدفق حنيني دون خوف، إلى مرافئك.. ليحكي لك حكاية اختلاط الحنين بالوطن!
بظروفك.. بمزاجك.. بغيابك.. بحضورك.. بقسوتك.. بلا مبالاتك.. بكل ذلك مقدّر لك أن تكون وطناً لي!
عندما تتقدم.. لا تلتفت إلى الوراء.. فقد تتأخر خطوات..!
لكسر حدة الواقع.. أحياناً نقترب بما يكفي.. حتى نرث الشجاعة..!
ما كان افتراضياً.. أتت به الحياة بما يفيض..!
عندما تلغي كل الإشارات الحمراء.. عنوة.. وتتخيل أن لا حاجة لك بها.. فجأة تجدها تنبنت لك مجاناً في كل مكان.. ويصبح الطريق مرتبكاً.. وعليك اختراع إما نفسك من جديد.. أو البحث عن حل لتجاوز هذه الإشارات!
طال الليل.. وطالت أوجاعه.. لم أستطع أن أصنع السلم الآمن داخل لحظة من لحظاته.. لكنه ليس ذنبك.. فأنا من انصرفت عن الليل إليك غائباً.. كان حاضراً غائباً.. وكنت غائباً حاضراً..
لم يقبل الليل استبداله بحضورك فعاقبني بتكسر لحظاته في الحنين إليك تارة.. وتمادى بآلامه التي طافت وفاضت.. ليحملني من رؤية إلى رؤية، ويقفل بظلامه بيني وبين حضورك!
يصغر العالم عندما تفكر في الهروب منه.. بحثاً عن أفق تدخله ربما طلباً للظل.. وربما بحثاً عن زاوية من زوايا الأرض تستطيع أن تمنحها سخطك وتمنحك رضاها..!
تنكفئ إلى داخلك.. عندما تجبر على التأمل في المتغيرات..!
جاءك الصحو.. دون انتظار.. وطلع الزهر من تلك الأرض التي تنوء بحمل ما لديها من نبات.. لكن ورغم إصرارك على ترك الأرض دون حماية لفصل الشتاء القارس.. إلا أنها بإمكانها المقاومة.. وإعطاء الكثير من نفسها!
تخبئنا الأحلام داخل طرقاتها.. حتى لا تنفجر من فوضى الحياة!
تبحث عن نفسك لدى الآخر.. عندما تكتظ بالمشاعر أكثر من طاقتك..!
تقول التجارب إننا قد لا نتوقف أمام «الغرباء» لأنهم خارج تاريخنا.. لكن نستسلم للجغرافيا، وللمشترك الثابت لأنهما ممن لا يمكن التلاعب بنتائجهما!
*المحطة الأخيرة:
لا تسقني ماء الملام فإنني
صبٌ قد استعذبت ماء بكائي