محطات قصيرة
نجوى هاشم
تم ق ن
جريدة الرياض | محطات قصيرة
(لا يشتعل الشجر الأخضر إلا بأشد النيران، أما المرأة فأشعة وهجها كافية لإشعالها..)
التأمل هو الذي يخلق نوعية وطريقة الرؤية..
يطفئ الرجل الضوء.. لتتكفل المرأة بإعادته إن استطاعت، أو عليها.. أن تتعايش مع الظلام..
فتحت نافذتي.. على نية أن أتنفس حضورك.. فغمرني المساء.. بذلك الحلم الأزرق..
تغيير الخرائط.. لا يأتي بين يوم وليلة.. يحتاج إلى سنوات طويلة، حتى وإن كان إعداد الخرائط قد تم في زمن قياسي..
من الصعب أن تبحر باتجاه الماضي.. بعد أن وصلت إلى نهاية الطريق..
غرق في عاصفة من المطر.. واكتشف أنه يقف وحيداً.. مبللاً بالماء متجهاً إلى المرض.. وحصار الخوف، ووحدة المكان.. وعدم القدرة على المغادرة.. لم يمتلك سوى فيض من الدعاء..
لا تأمل بأشياء تجدها في مكان آخر.. فقد تنسف كل الجسور التي تقف عليها وأنت مغمور بالاستمتاع بها..!
كان المشهد المعروض متجاوزاً ما يمكن شرحه..!
الأيام الجميلة لا يطوى قيدها أبداً.. يكفي أنها نسجت خيوط تاريخ مشترك.. بنقائها.. وتفاصيلها.. ويكفي أننا كلما بعدنا نعاود الإبحار إليها..!!!
ليست القوة في الانسحاب.. ولكن في القدرة على الدفاع عن مكتسباتك من التاريخ..
عندما تكون سيد الكلام العذب.. فالاعتياد أن ما تقوله سيظل سيرة تروى..!
تفتح الحياة الباب للأسئلة.. وأحياناً تغمرنا بالإجابات.. دون أي مبرر للمرور من بوابة الوقوف الطويل.. لكنها في أحيان أخرى تفرض علينا التوقف الإجباري.. لتذيبنا في مرحلة انتظار طويلة لا يُعرف متى نغادرها؟ أو هل بالامكان تلقي إجابات أم لا؟
عندما نحاصَر بالخيارات المحدودة.. تبدأ ملامح الخسارة تلوح.. وكأنها الضرورات التي لا يمكن تجاهلها..!
ما أمرّ الليالي.. التي ننتظر فيها.. ولا يأتي.. وما أمرّ الليالي.. التي نتدثر فيها بغياب الانتظار.. وما أقساها..
ننتظر وقد لا يأتي.. لأنه قرر عدم الحضور.. لكن نستأنف مع غياب شمس اليوم التالي.. فلربما يأتي.. وكأننا أدمنا الانتظار..
هم يستحقون الانتظار الطويل.. حتى وإن لم...!
افتح نوافذك.. فقد يدخل الهواء..
دائماً السؤال هو الوحيد في جغرافيا الفهم.. وتفاصيل الإحاطة..
الأسوياء وحدهم.. لا تختلف أخلاقهم عند الفوز، عن أخلاقهم عند الخسارة..!!
كلما أتى الليل..
وضعت قلبي بين أضلاعه..
ودسست روحي تحت وسادة أسراره
لعلها تحتمي به...!
** المحطة الأخيرة:
ماذا جنينا نحن يا أماه؟
حين نموت مرتين..!
فمرة نموت في الحياة..
ومرة نموت عند الموت..!
محمود درويش