تم ق ن
جريدة الرياض | محطات قصيرة
محطات قصيرة
نجوى هاشم
(إذا أسديت جميلاً الى إنسان فحذارِ أن تذكره.. وإن أسدى إنسان إليك جميلاً فحذار أن تنساه)
عبدالله بن المقفع
@@@
حدد مستشفى حكومي موعداً لمريض بعد أربع سنوات من تاريخ مراجعته والسبب كثرة المراجعين ترى هل ينتظر المريض حتى ذلك الموعد الوهمي لتتحدد حياته وصحته؟ أم أنه سيحاول الذهاب الى مستشفى خاص تاركاً الموعد لمن اختار سكة الانتظار التي إن وصل إليها يكون قد انتهى.
@@@
في مصر يعتقد حوالي مليون مواطن انهم ممسوسون بالجن كما جاء في دراسة للمركز القومي للبحوث الاجتماعية الجنائية، يقابل ذلك ثلاثمائة وخمسين ألف شخص على الاقل يعملون في مجال العلاج لإخراج الجن.. بإنفاق يصل الى عشرة ملايين جنيه سنوياً على الدجالين والمشعوذين، وان نحو 50% من النساء المصريات يعتقدن بقدرة الدجالين على حل مشاكلهن ..
توقفت عند هذا الخبر، لأسأل دون إجابات من المؤكد انكم تعرفونها.
كم مواطناً لدينا يعتقد انه ممسوس؟.
وكم مواطناً ومواطنة يعتقد انه مسحور ومعمول له عمل؟
وكم مواطناً ومواطنة يعتقد انه محسود وكل من حوله "غيرانين" منه؟
وكم مواطناً ومواطنة يعتقد انه ضربته عين قوية لم تصلى على النبي صلى الله عليه وسلم؟
وكم مواطناً يعاني من حقد من حوله عليه؟
وكم مواطناً ومواطنة مرضى بسبب كل ما سبق وذهبوا الى الدجالين والمشعوذين ومن يمارسون الرقية عليهم دون وعي؟.
وكم صرف المواطنون على إخراج سحرهم، وكسر الحسد من حولهم، والعين؟
صديقة لي تقول إن زوجها المتعلم الواعي فاجأها منذ سنة او اكثر بكارثة انه مسحور ومعمول له عمل من زوجته الاولى، وبدأ يركض هنا وهناك ويبدد الآلاف خارج وداخل المملكة لإخراج السحر الموهوم.
أخرى تقول إنها كلما اشتروا منزلاً او بنوا في أزمنة يابخت من يبني فيها أصابتهم كارثة الحسد والعين، فمن اول ايام السكن بالمنزل يشعرون بالمرض (وهو طبيعي لسنها وسن زوجها كالروماتيزم والسكر والضغط) فيسارعون فوراً الى بيع المنزل وشراء آخر وهكذا عدة بيوت والعين لا تزال تطاردهم.
السؤال الأخير:
كم نصرف نحن على هؤلاء وعلى معالجة مثل هذه الأمراض التي يشعر بها اغلب المواطنين؟
من المؤكد اننا نتجاوز كثيراً مبلغ المصريين، هذا إذا دفعنا بالدولار في الدول الأخرى.
@@@
كثيرون يقيسون أهميتهم في الحياة بقوة مالديهم وما يمتلكونه. حتى إن هويتهم تتحدد من خلال ذلك.
@@@
هل حاولت ان تتخلص مما لديك لتشعر بقيمة اهتماماتك وتمارسها فعلياً بعيداً عن تأثير ماتملك؟
@@@
المتزن دائماً ما يجعل كل الاحتمالات امامه واردة ولا يقف أمام مايتمناه هو ان يكون لأنه ان صدم بأحد هذه الاحتمالات دون شك سيكون وقعها أخف كثيراً من تصوره، كونه وضع ذلك الاحتمال ضمن اجندته.
@@@
القراءة تعلم التركيز والهدوء، وحسن الاستماع للآخر، والتأمل، وعلاج المشكلات.
@@@
احياناً نلجأ الى الفوضى لملامسة النظام مرة أخرى بعد ان مللنا منه، ولكسر حدة الاعتياد، وللبحث عن شعور التغير.
@@@
وانت في عمق المشكلة لا يمكنك قياس زوايا معالجتها، بل ان فقدان الاعصاب قد يفتح امامك كل ابواب التوتر المزعج. لذلك عليك ان تهرب بعيداً عن الموقف وليس المكان لاستعادة توازنك والتفكير بشكل افضل واهدأ.
@@@
يقوم الطبيب النفسي بما يقوم به أعز الأصدقاء وهو الاستماع والتحليل، لفضفضة متعب، او مخنوق، او مكتئب.
@@@
مامدى ارتفاع الوعي الصحي لدينا؟ هل يمتلك كل منا التاريخ المرضي لأفراد عائلته؟ هل نعرف مشاكلنا الوراثية؟
هل يقف احدنا امام التاريخ المرضي النفسي الذي لم يكن معروفاً سابقاً ليعرف تاريخ عائلته ومن حوله؟.
هل نعرف؟ أم لا نعرف؟ أم لا نريد أن نعرف، على اعتبار أنهم قد توفوا رحمة الله عليهم.
@@@
قال الشاعر:
لا تحسبوا أن رقصي بينكم طرب
فالطير يرقص مذبوحاً من الألم