محطات
نجوى هاشم
تم ق ن
جريدة الرياض | محطات
من النادر أن نفكر بما نملك..
بل إننا نفكر بما ينقصنا
@@@
ترهق نفسك دائماً بالتفكير بما لدى غيرك من امتيازات مادية، وأحياناً معنوية، دون أن تفكر ثانياً كيف حصل عليها؟ وأولاً لماذا هو بالذات دون غيره؟
تسترخي حالماً بأن يكون لديك مثل ما لديه، وأن تجتاز ما تعتقد أنه زمن الإحباطات والانكسارات الذي طالما عشت فيه..
دون شك حلمك عادل وجميل.. لكن هل يستحق أن تقاتل من أجله؟
أن تتحول إلى هائم وباحث مستمر لتحقيق مكتسبات الآخر؟
هل تتحول إلى شخص مهموم، هماً شمولياً لمجرد أنك غير قادر على امتلاك ما لدى الآخر الذي هو مركز اهتمامك، ونقطة متابعتك؟
لم تتوقف أبداً.. وعلى الإطلاق أمام ما لديك من أشياء، من نجاحات من منظومة حياتية منسقة، من امتلاكك ميداناً واسعاً لا يركض فيه أحد غيرك؟
لم تشكر الله على النعمة التي امتلكتها، وأسبغت عليك، والسبب عشقك المستمر للاختباء داخل عيون التفتيش عما ينقصك، عما تريده مادتك الأساسية في الحياة وهي البحث المستمر..
ارتباطك بالحياة اليومية قائم على الالتفاف على ما لديك وتهميشه، والتركيز على ما ليس لديك، وما ستظل تبحث عنه..
لم تستورد مشاعرك الباحثة واللاهثة من أحد..
ولم تشعر بطعم ولذة ما لديك أبداً..
ارتبطت بقوة بإحساس لم يتغير
حاصرك ذهنياً، وتحدد داخلك
لم تستطع أن تمنع نفسك من تقمص دور البطولة داخل نصه..
كنت أنت البطل والمسرح نفسه
مهما حاول الآخر القريب إخراجك من تلبس الدور توقف أمام إصرارك على الاستمرارية في أدائه.
أشعل البحث عما تعتقد أنه ينقصك أيامك ولياليك رغم عدم أهمية ما تبحث عنه.
أنت صحيح الجسد، صحيح النفس، احتياجك المادي شبه معدوم الفرح ليس صديقك دائماً، لا تحب أن تظل عاطلاً عن العمل داخل دائرة البحث عن اكتشافات ما سوف تحصل عليه.
الطريف في الأمر انه رغم بحثك، وصراخك، وحوارك الدائم مع كل الأسباب المؤدية إلى الحصول على ما سوف تحصل عليه، فشلت مراراً في الوصول إلى ما تعتقد أنه ينقصك..معنوياً، ومادياً، واجتماعياً، بعد معاناة مع الخوف، والاقتحام ومحاولة تمزيق الصورة وإعادة تركيبها من جديد، والكارثة أنك تكتشف أن الصورة كما هي لم تتغير ملامحها.